أمراض الجهاز الهضمي أثناء الحمل – نظرة موجزة من منظور الأمراض الباطنية
أ) القيء المفرط الحملي (Hyperemesis Gravidarum)
القيء المفرط الحملي هو حالة خطيرة تتطور في حوالي 0.5% من جميع حالات الحمل. عادةً ما يظهر في الثلث الأول من الحمل مع غثيان شديد وقيء وأعراض أخرى. هذه الحالة ترتبط بارتفاع معدل الوفيات نتيجة لاضطرابات التوازن المائي والكهربي. يمكن أن يؤدي نقص الثيامين إلى تطور اعتلال الدماغ الورنيكي. مع نجاح الولادة والحمل المتكرر، هناك احتمال كبير لحدوث تكرار. السبب الدقيق لهذه الحالة غير معروف، ولتشخيصها يجب استبعاد الأسباب الأخرى للغثيان والقيء الشديد، خاصة إذا ظهرت الأعراض بعد الثلث الأول.
العلاج:
- تعديل نمط الحياة.
- الحقن الوريدي بالسوائل والكهارل.
- استخدام مضادات القيء.
- في الحالات الشديدة قد يكون من الضروري استخدام الثيامين والجلوكوكورتيكويدات.
ب) أمراض الأمعاء الالتهابية
ينبغي على النساء المصابات بأمراض الأمعاء الالتهابية استشارة الطبيب قبل التخطيط للحمل. يمكن استمرار العلاج بالأدوية مثل الآزاثيوبرين، السلفاسالازين، حمض الأمينوساليسيليك، الجلوكوكورتيكويدات، ومثبطات عامل نخر الورم-ألفا (TNF-α) أثناء الحمل، لكن يجب إيقاف الميثوتركسات قبل 3 أشهر على الأقل من الحمل بسبب تأثيراته المشوهة للجنين.
التحكم في المرض:
- من الضروري التحكم الجيد في المرض قبل الحمل، لأن الأمراض غير المتحكم فيها تزيد من خطر الولادة المبكرة وولادة طفل ناقص النمو.
- قد تزيد شدة النشاط الالتهابي لأمراض الأمعاء أثناء الحمل، حيث يكون تفاقم التهاب القولون التقرحي أكثر احتمالاً من مرض كرون.
- ينبغي مراقبة النساء المصابات بتفاقم المرض بعناية من قبل أطباء الأمراض الباطنية وأطباء التوليد معاً.
- مثبطات TNF-α مثل إنفليكسيماب وأداليموماب تنتقل بنشاط عبر المشيمة في الثلث الثالث من الحمل، مما قد يؤدي نظريًا إلى تثبيط المناعة لدى حديثي الولادة.
الاحتياطات:
- لا ينبغي إعطاء اللقاحات الحية للرضع الذين عولجت أمهاتهم بمثبطات TNF-α في الثلثين الثاني والثالث من الحمل.
- يجب مراقبة هؤلاء الرضع بدقة للكشف المبكر عن علامات العدوى.
- معظم النساء المصابات بأمراض الأمعاء الالتهابية غير المعقدة يمكنهن الولادة الطبيعية، ولا يحتجن إلى الولادة القيصرية، ولكن يجب تحديد استراتيجية الولادة من خلال قرار مشترك بين الأطباء الباطنيين وأطباء التوليد.