تعريف المرض وأسبابه
الأثرما (Atheroma) هو كيس يظهر نتيجة انسداد قناة إخراج الغدة الدهنية. في 90٪ من الحالات، يظهر ذلك في الجزء الشعري للرأس.
غالبًا ما تتطور الأثرما عند الأشخاص في سن 20 إلى 50 عامًا، وتحدث عند النساء بشكل أكثر تكرارًا من الرجال.
أسباب تطور الأثرما
تشمل الأسباب:
- الإمكانية الوراثية؛
- عدم توازن الهرمونات الجنسية (غالبًا في سن المراهقة)؛
- قلة الوظائف الكظرية؛
- فرط الغدة الدرقية؛
- مرض السكري؛
- عدم اتباع قواعد النظافة الشخصية؛
- زيادة التعرق؛
- العمل في أماكن غير جيدة التهوية والغبار؛
- المواقف الإجهادية؛
- سوء استخدام مستحضرات التجميل.
أعراض الأثرما
- يُعرَّف الكيس بأنه تشكيلة دائرية ناعمة قليلاً، تبرز قليلاً تحت الجلد. يبلغ حجم الأثرما المتوسط حوالي 1.5-3 سم، ولكن يمكن أن تنمو بعضها إلى قطر يتراوح بين 0.5-10 سم. إذا كانت سائلة، يمكن أن يشعر بالتقلص (حركة تذبذب). يتمدد الجلد فوق الأثرما لدرجة لا يمكن تجميعه في تجاعيد. يمكن رؤية قناة مسدودة على شكل نقطة سوداء في النقطة العليا. يمكن نقل الأثرما بسهولة مقارنةً بالأنسجة المجاورة. التشكيلة لا تسبب أي إحساس غير مريح.
- إذا كانت الأثرما موجودة في مكان تلامس قوي مع الملابس، قد تظهر التآكلات وعلامات الالتهاب.عادةً ما تظهر الأثرما في مناطق الغدد الدهنية، مثل الجزء الشعري من الرأس، والوجه، والرقبة. الأثرما الأولية تصيب وجه ورقبة بشكل أكثر شيوعًا، وأقل شيوعًا الجذع. تسبب الإزعاج، وتصبح عيبًا تجميليًا، وتشكل مصدرًا للالتهاب.
- عند وجودها في الجزء الشعري للرأس، يصبح الشعر فوق الأثرما أقل كثافة ويتساقط تقريبًا دائمًا. بسبب التضرر المستمر، قد يحدث التنكر (الموت النسيجي)، وتتشكل قروح صغيرة وتحدث نزيفًا طفيفًا. لدى بعض المرضى، يصبح الجلد فوق الأثرما على الرأس كثيفًا وزرقاء ومؤلمة عند اللمس.
أسباب الأثرما تتأتى نتيجة انسداد الغدة الدهنية لأسباب مثل:
- وراثية: بنية بعض الغدد الدهنية تجعل بعضها بلا قنوات إخراج، مما يؤدي إلى تراكم الدهون في الغدد منذ الحمل، مما يؤدي إلى ظهور الأثرما عند الولادة.
- حب الشباب: عندما يصبح فتحات قناة الإخراج متصلبة وتكون إفرازات الغدة أكثر لزوجة.
- دهون الجلد: عند تكون كمية كبيرة من الدهون على الجلد.
- إصابة ميكانيكية للغدة: كالخراجات والجروح والخدوش والندبات وإزالة الشعر المستمر.
- تأثير الإشعاع الأيوني والتعرض للأشعة فوق البنفسجية.
- الحروق والتجمد.
- عوامل هرمونية متنوعة نتيجة للتوتر.
عادةً ما يتفاعل عدة آليات مرضية في الإنسان في وقت واحد، حيث يتمدد الإفراز ويشكل فجوة. تتكون كبسولة كثيفة من الأنسجة المتصلة حول الفجوة دون تأثير على الأوعية الدموية والأعصاب. بالرغم من أن المرء لا يشعر بشيء، يتكون مع مرور الوقت كبسولة حول الفجوة المتضخمة. تكون محاولات الثقب أو تصريف الكيس غير فعالة، حيث يتكرر تجمع المحتوى مرارًا وتكرارًا.
نادرًا ما تعاني الأثرما من تعقيدات، ومن بين هذه التعقيدات الالتهاب. يحدث ذلك عندما يتعرض المنطقة لضغط ميكانيكي أو تهيج، وأيضًا بعد محاولات فردية لتصريف الكيس. تعمل الكبسولة المكونة من الأنسجة المتصلة على فصل الفجوة ومحتواها عن باقي الأنسجة، وعند محاولة الضغط قد تتحطم الكبسولة مما يؤدي إلى تسرب الالتهاب إلى المناطق المجاورة.
تصنيف ومراحل تطور الأثرمة
أنواع الأثرم:
- الفطرية (الأولية أو الحقيقية): تظهر عند الولادة بسبب تغيرات فطرية في قنوات الغدد الدهنية، عادةً تكون تكون عدة تشكيلات صغيرة الحجم (0.3-0.4 سم).
- المكتسبة (الثانوية أو الزائفة): تتطور نتيجة انسداد قناة الغدة الدهنية الطبيعية، وغالبًا ما تكون تكون تشكيلة واحدة ويمكن أن تصل إلى أحجام كبيرة.
مضاعفات الأثرم:
المضاعفة الرئيسية هي التهاب الأثرمة، الذي يترافق مع احمرار، وتورم، وألم، وارتفاع في درجة الحرارة. يمر التهاب الأثرمة بمرحلة التخترق حيث لا توجد بعد محتويات قيحية، ومرحلة التفرغ حيث يتم تكوين خراج.
في مرحلة التخترق، تكون الأثرمة صلبة ومؤلمة للمس. تتحرك الخلايا البيضاء والماكروفاج (الخلايا التي تمتص وتهضم الجسيمات الغريبة)، وخلايا البلازما والفيبروبلاست. إذا تغلبت الخلايا البيضاء على البكتيريا، يمر التهاب الأثرمة تدريجيًا وتعود الأثرمة إلى حالتها الطبيعية.
عندما لا تستطيع قوى الدفاع الطبيعية للجسم التغلب على التهاب الأثرمة، يتحول التهابها إلى مرحلة التفرغ ويتكون الخراج. القيح هو الخلايا البيضاء الميتة التي تفرز أنزيمات نشطة تدمر الأنسجة المحيطة. في هذه الحالة، يزيد الورم والاحمرار، وترتفع درجة الحرارة. عند اللمس، تصبح الأثرمة أقل صلابة، ويظهر منطقة تليين في المركز – تحلل الأنسجة بوجود قيح.
تشخيص الأثرما
يبدأ تشخيص الأثرما بجمع الشكاوى، حيث يسأل الطبيب أثناء جمع السيرة الطبية عن:
- مدى مدة المرض.
- وجود قيح.
- العمليات السابقة المتعلقة بالأثرما.
- الأمراض المصاحبة (مثل السكري، نقص الكظر الكظري، أمراض الغدة الدرقية).
- النشاط المهني للمريض (هل يعمل في ظروف حارة وغبارية، وهل يتفاعل مع الزيوت، الحموض، أو القلويات).
- حالات الأمراض في العائلة مثل مرض الكيسي فيبروزيس ومتلازمة غاردنر، التي قد تترافق مع الأثرما.
إذا كانت هناك وثائق حول الأمراض المصاحبة تم تشخيصها، يمكن عرضها مباشرة على الطبيب أو فتح الوصول إلى السجل الطبي الإلكتروني الخاص به.
أثناء الفحص البدني، يتم تحديد وجود تكوين صلب مرن غير مؤلم تحت الجلد. الأثرما قابلة للتحرك، حيث لا ترتبط بشيء بالجلد أو الأنسجة المحيطة. في بعض الأحيان يمكن رؤية قناة الغدة الدهنية، وعند الضغط عليها يمكن أن يبرز محتوى يشبه القشدة.
في حالة تورم الأثرما، يمكن أن يكشف التحليل الكامل للدم عن زيادة في عدد الخلايا البيضاء والنيوتروفيلات الغير ناضجة (تحول نسبة الخلايا البيضاء نحو اليسار)، ووجود خلايا لويحية، وارتفاع سرعة ترسيب كريات الدم الحمراء (ESR).
من بين الوسائل الإضافية المستخدمة:
- الفحص بالموجات فوق الصوت – الذي يسمح بتحديد أحجام التكوين، ورؤية الكبسولة، وتحديد عمق الجسم تحت سطح الجلد، والاشتباه في علامات التورم، واختيار العلاج الجراحي المثلى للجراح.
- الرنين المغناطيسي – لأغراض التشخيص التفريقي.
التشخيص التفريقي للأثرما
يتم التمييز بين الأثرما و:
- الليبوما: وهي تكتل لين من النسيج الدهني بدون قناة واضحة للغدة الدهنية.
- الفايبروما: وهي تكتل صلب أحيانًا قليل الحركة.
- الديسمويدا: وهي كتلة صلبة ذات حركة قليلة تأتي من الأنسجة التوصيلية (الفاسيا، العضلات، الأوتار)، والتي تكون في عمق الأنسجة. تنمو الديسمويد بسرعة ولكنها لا تنتشر، ولذلك يُعتبر ورمًا وسطيًا بين الورم الحميد والشريان.
- أورام أبريكوسوف: وهي أورام خبيثة قليلة الحركة من الأنسجة التوصيلية. تتميز بالهيكل الصلب وتوجد في عمق الأنسجة.
- الهيماتوما المنظمة: هي منطقة محدودة من الدم المتجلط القديم، محاطة بكبسولة صلبة من الأنسجة التوصيلية.
- الليمفادينيت: وهو التهاب في العقد اللمفاوية. يمكن تشخيص الليمفادينيت بواسطة البيوبسي الرقيقة وثقب النقي.
- الليمفوما الخبيثة: وهي ورم سريع النمو يترافق مع تضرر متعدد للعقد اللمفاوية. يتم إجراء تشخيص بواسطة سحب الكتلة اللمفية مع دراسة خلايا الورم.
- الكيسة الجانبية والوسطى في الرقبة: يمكن تحديدها بواسطة التصوير التبايني للكيسة وثقبها.
- إصابات العقد اللمفاوية في حالة الدرن: تتميز بأعراض خاصة بالدرن.
- متلازمة غاردنر: وهي متلازمة وراثية تترافق مع نمو زائد في الأمعاء الغليظة وتكوين أورام حميدة في الأنسجة اللينة. في هذه الحالة، يتم إجراء فحوصات جينية وفحص للأمعاء (كولونوسكوبيا، تنظير المستقيم).
علاج الأثرما
يعتبر علاج الأثرما شاملاً، حيث يجب لا يقتصر على إزالة الكيسة مع الكبسولة فقط، ولكن أيضاً اختيار وسائل العناية بالبشرة لمنع تكوين كيسات جديدة.
إذا كانت الكيسة ملتهبة، يتم اتخاذ جميع الإجراءات لتهدئة الالتهاب قبل العلاج الجراحي. يتم وصف مضادات البكتيريا والمطهرات، ووسائل لتقليل إنتاج الدهون الجلدية.
العلاج الجراحي ممكن في اثنين من الأنماط:
- استئصال الكيسة بالطريقة التقليدية (Cystectomy): حيث يتم نزع الكبسولة بواسطة شفرة جراحية مع وضع غرز تجميلية.
- الإزالة بواسطة الموجات الراديوية (Radiofrequency Removal): حيث تقوم الموجات عالية التردد بتبخير السائل من الكبسولة، وبالتالي يتم التخلص من التكوين. يعتبر هذا الأسلوب هو الأفضل، لأنه لا يترافق مع النزيف وتكوين الندب، ولكن لا يمكن استخدامه لدى المرضى الذين يحملون جهاز تنظيم ضربات القلب أو يوجد لديهم هياكل معدنية في الجسم.
في حالة الأثرما التي تحتوي على قيح، يتم إخلاء القيح أولاً وانتظار تهدئة الالتهاب، وثم يتم استئصال الكبسولة.
أفضل وسيلة للوقاية من الأثرما هي مراجعة طبيب الأمراض الجلدية في حالة أي تغيير على البشرة. بعد الفحص، يختار الطبيب وسائل العناية بالبشرة.
المصادر:
- . Afanasyev, Y. I., Yurina, N. A., Kotovskiy, E. F. *et al.* “Histology, Embryology, Cytology.” 6th edition, revised and expanded. Moscow: GEOTAR-Media, 2014. Pp. 603–605.
- 2. Duvanskiy, V. A., Tolstykh, P. I. “Physical and Physico-Chemical Methods in Complex Treatment of Purulent Soft Tissue Diseases.” *Actual Aspects of Laser Medicine.* 2002. Pp. 325–327.
- 3. *Application of Low-Intensity Lasers in Clinical Practice.* Ed. by O. K. Skobelkin. Moscow: Poligraf-Inform, 1997. 298 p.
- 4. Shargorodsky, A. G. “Inflammatory Diseases of the Maxillofacial Region and Neck.” Moscow: GOU VUNMC, 2001. 271 p.
- 5. Gostishchev, V. K. “General Surgery: Textbook.” 5th edition, revised and expanded. Moscow: GEOTAR-Media, 2013. 728 .