
تعريف المرض. أسباب الإصابة
الإكزيما أو القرحة المبللة هي مرض جلدي يؤثر على الطبقات العليا من الجلد. يتميز هذا المرض بطبيعته المزمنة وغير المعدية، ويشكل حوالي 40٪ من إجمالي حالات أمراض الجلد. الأعراض الرئيسية تشمل الحكة والاحمرار والتورم وألم الطفح الجلدي. يتولى أطباء الأمراض الجلدية وأطباء الأمراض الجلدية والتناسلية التشخيص والعلاج لدى البالغين.
بالنسبة لمرض الإكزيما، يعني المصطلح باللغة اليونانية “التسارع أو الغليان”، مما يصف بشكل جيد السمة الرئيسية للمرض – طفح بشكل فقاعات. هذا المرض لا يفرق بين الأعمار ويظهر لدى سكان مختلفين من دول ومناطق مختلفة دون أي تفضيل. يتم تشخيص الإكزيما عند الرجال والنساء بنسبة 1:2، ويُفسر ذلك بالخصائص الفسيولوجية لجسم المرأة والتغيرات الهرمونية الأكثر شيوعًا.
أنواع الأكزيما
تفتقر التصنيفات المُعتمدة للاكزيما بشكل عام إلى تصنيف منظم حتى الآن، وذلك بسبب تنوع العلامات السريرية وآراء متخصصين متنوعة حول أسباب وآليات حدوث المرض.
في الممارسة الطبية، يستخدم الأطباء تصنيفًا متوسطًا يفترض تحديد أنواع فردية من الاكزيما باعتبار معايير مختلفة.
من حيث النوع السريري، يمكن أن يكون الاكزيما حادة، شبه حادة، مزمنة، أو عرضية.
وبناءً على العلامات السريرية، يمكن أن تكون الاكزيما حقيقية، جرثومية، عند الأطفال، مهنية، فطرية، دهنية الجلد، وغيرها.
من حيث أسباب التطور، يمكن تمييز بين النوع الخارجي، النوع الداخلي، والنوع المنظم للمرض. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تحديد عدة مراحل رئيسية خلال مرض الاكزيما:
- المرحلة الاحمرارية، التي تتميز بتحمر الجلد، والورم، وحكة خفيفة؛
- المرحلة العقيدية، حيث يتكون أول عناصر الطفح الدموي؛
- المرحلة الفقاعية، حين تتحول العقيدات إلى فقاعات مملوءة بالسائل، مما يشبه الماء المغلي؛
- المرحلة المتسربة – في هذه المرحلة، تنفتح الفقاعات ويتسرب محتواها، مما يتسبب في تكوين تآكلات رطبة على الجلد؛
- المرحلة القرحية، حيث يجف المناطق الرطبة وتغطى بمادة كثيفة؛
- المرحلة التقشيرية – في هذه المرحلة، تتساقط القروح، مما يترك وراءه بشرة حمراء وقشور.
يستخدم بعض الخبراء مصطلح “القشرة الرطبة” ليس لتحديد المرض بشكل رئيسي، وإنما كوصف لإحدى مراحل العملية الرئيسية للمرض.
أعراض الأكزيما
تفاوت حسب الشكل والمرحلة
تختلف العلامات السريرية للمرض وفقًا لشكل الاضطراب ومرحلة العملية النشطة. يُعتبر الأعراض الرئيسية للإكزيما:
- تكثيف واحمرار الجلد في مناطق معينة من الجسم.
- ظهور الورم والحكة في المناطق المحمرة.
- تكوين طفح جلدي دقيق على شكل فقاعات، يمكن أن تكون فردية أو تتحد في تجمعات متعددة من العقد.
- الألم عند لمس الطفح.
في مرحلة الرطوبة، عندما تنفجر الفقاعات، يصبح الجلد في مركز الالتهاب رطبًا، مما يسبب تكوين تآكلات وقروح صغيرة وشقوق لاحقًا. يترافق العملية بألم شديد، وفي حالة الالتهاب الواسع يمكن مشاهدة علامات التسمم العام:
- صداع.
- تشنجات عضلية.
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- النعاس.
بعد جفاف المناطق الرطبة، يصبح الجلد صلبًا وثابتًا، ويغطى بقشور كثيفة. يشعر المريض بشد في الجلد. إذا كان الطفح محدودًا في المفاصل، قد يظهر بعض قيود الحركة.
في المراحل الأخيرة من المرض، تجف القشور وتتساقط بشكل طبيعي، مكشوفة البشرة الملتهبة. يحدث تقشر الجلد والحكة، ولكن مع مرور الوقت تتلاشى هذه الأحاسيس الغير مريحة. في المستقبل، يمكن أن تظل بعض مناطق الاحمرار، وفي بعض الحالات يُلاحظ زيادة في جفاف الجلد.
إذا لاحظت أعراض مشابهة، استشر طبيبك. لا تداوي نفسك بنفسك - فهذا يشكل خطراً على صحتك!
الأسباب: أسباب متعددة لظهور الإكزيما
تعتبر الإكزيما جزءًا من مجموعة الأمراض متعددة العوامل. ليس دائمًا من السهل تحديد السبب الدقيق للإكزيما؛ حيث يوجد العديد من العوامل المؤثرة التي يمكن أن تسبب أشكالًا مختلفة للمرض. علاوة على ذلك، يصبح المبلغ الرطب في بعض الأحيان عرضًا لأمراض أخرى.
العوامل الرئيسية للمخاطر تشمل:
- التميل إلى الأمراض الحساسية.
- وجود اضطرابات هرمونية ومناعية ذاتية.
- العمل في بيئة تعرض للمخاطر.
- الإقامة في مناطق ذات رطوبة مرتفعة.
- التعرض المستمر لبيئة ذات رطوبة هوائية تزيد عن 70٪.
- الإصابة بالفطريات الجلدية من مصادر متنوعة.
- الأمراض الحادة والمزمنة للجهاز الهضمي.
- التعرض المتكرر للضغوط النفسية.
- تأثير الصدمات النفسية الشديدة.
- العيش في ظروف عنف نفسي.
- التأثيرات الناتجة عن استخدام منظفات المنزل والحدائق.
- تناول بعض الأدوية على نحو غير مناسب.
- استخدام المستمر للمضادات الحيوية وحبوب منع الحمل الفموية.
- الحمل.
- الدوالي.
- اضطرابات توزيع الدم في مناطق معينة من الجلد.
- التهاب الجلد الجاف.
- التهاب الجلد الجذعي.
- الحالات المناعية المناعية.
يمكن أيضًا أن تكون أسباب ظهور الإكزيما اضطرابات في الجهاز العصبي، ووجود تراكمات مزمنة للعدوى في الجسم، والتي قد تحدث نتيجة لالتهاب اللوزتين، والتليف الكلوي، والتهاب المثانة، وتسوس الأسنان. يعتبر بعض الأطباء أيضًا الأمراض الحادة مثل نزلات البرد والتهاب الحلق والإنفلونزا وغيرها من العوامل المسببة.
تزيد احتمالية ظهور الإكزيما لدى الأشخاص الذين يعانون من ردود فعل تحسسية تجاه الغبار المنزلي، وحبوب اللقاح، والأطعمة، والأدوية.
قد تؤدي عوامل مثل التعرض للبرودة، والتأثير الكيميائي أو الحراري، والإصابة الميكانيكية بالجلد، واستهلاك الكحول إلى تحفيز ظهور المرض.



تشخيص الإكزيما:
الخطوات والاختبارات
يبدأ التشخيص بفحص العيادة حيث يقوم الطبيب بجمع التاريخ الطبي للمريض، وتقييم حالة الجلد، واكتشاف العلامات الخاصة بالإكزيما وما إلى ذلك. بناءً على الأعراض السريرية، يحدد الطبيب مرحلة العملية المرضية ويخطط لبرنامج تشخيصي مستقبلي. عادةً ما تشمل هذه البرامج:
- التحليل النسجي (الهستولوجي): دراسة عينة من الأنسجة تحت الميكروسكوب.
- تحليل الدم الشامل والبيوكيميائي: فحص الدم لتقييم الحالة الصحية العامة والكيمياء الحيوية.
- البحث الجرثومي عند الجلد: دراسة الجلد لاكتشاف الكائنات الدقيقة.
- تحليل البراز للديدان: فحص البراز لاكتشاف الديدان.
- تحليل البول الشامل: فحص البول لتقييم صحة الكلى والحالة العامة.
- اختبارات الجلد للحساسية المختلفة: اختبارات لتحديد التحسس لمختلف المواد.
بشكل اساسي، يتم تنظيم استشارات مع اختصاصيين في الغدد الصماء، وأمراض الجهاز الهضمي، وأمراض الأعصاب، وأحيانًا مع أخصائيي العلاج النفسي.
علاج الإكزيما: توجهات العلاج النظامي والمحلي
يُستخدم في علاج الإكزيما نهجان رئيسيان: العلاج النظامي والعلاج المحلي. وتشمل أساليب العلاج النظامي:
- اتباع حمية قليلة الحساسية.
- إزالة العوامل المحفزة: مثل ارتفاع الرطوبة، وتأثير المواد الكيميائية، والمسببات الحساسية.
- استخدام أدوية مختلفة.
تشمل الأدوية المستخدمة في علاج الإكزيما مضادات الهيستامين ومضادات الالتهاب، والمضادات الحيوية، وغيرها. في حال وجود اضطرابات عصبية أو اضطرابات نفسية، يمكن أن يتم وصف مهدئات، ومهدئات القلق، ومضادات الاكتئاب، ولكن بعد استشارة أخصائي متخصص.
أما فيما يتعلق بأساليب العلاج المحلي:
- الشاشات والضمادات بمكونات مضادة للالتهاب ومضادة للحك.
- مراهم مخدرة وباردة.
- علاج طبيعي (علاج الأشعة فوق البنفسجية، علاج الأوزون، الكهرباء العلاجية وغيرها).
عادةً ما يتم توجيه العلاج الطبيعي أيضًا في مرحلة الاستقرار لتسريع استعادة الأنسجة.
الوقاية من الإكزيما: الإجراءات الأساسية
- الامتثال للنظافة الشخصية.
- حماية الجلد أثناء التعامل مع المواد الكيميائية، وأسمدة الحدائق، ومستحضرات التنظيف المنزلية وما إلى ذلك.
- الحفاظ على نظافة المسكن (تنظيف منتظم، التهوية، والحفاظ على رطوبة الهواء بين 40-60٪).
- استخدام مستحضرات الترطيب للبشرة الجافة والمستحضرات المجففة للبشرة الدهنية بشكل مفرط.
- مراقبة الأمراض الحالية.
- تجنب الاتصال المباشر للجلد مع المحتمل أن يكون محسسًا.
من المهم جدًا تناول طعام صحي وبشكل عام الحفاظ على نمط حياة صحي، بتجنب تناول الكحول، والامتناع عن التدخين، وتقليل كمية الكافيين، والحلويات، والأطعمة المدخنة في النظام الغذائي اليومي.
المصادر:
- “Skin and Venereal Diseases: Atlas, 2nd edition” by Vladimirov V.V. and Zudin B.I. provides a comprehensive visual insight into dermatological conditions (2012).
- In Holden K.’s “Eczema and Contact Dermatitis,” the intricacies of these skin conditions are explored with a focus on practical insights (MEDpress-inform, 2009).
- Delving into clinical forms, differential diagnosis, and treatment, E.A. Bardova’s article on “Eczema in the Practice of a Family Doctor” offers valuable perspectives in Clinical Immunology, Allergology, and Infectology (2013, No.1).
- “Clinical Immunology and Allergology: Oxford Handbook” by Spickett Gavin serves as a comprehensive reference, bringing together key concepts in the field (GEOTAR-Media, 2022).
- “Dermatology and Venereology: A textbook” by Pritylo Olga Alexandrovna, Prokhorov Dmitry Valerievich, Vintserskaya Galina Arnoldovna is an educational resource published by INFRA-M (2021).