
إصابة الرأس وارتجاج المخ: الإسعافات الأولية لإصابات الرأس
مقدمة
يحمي دماغنا العظام القوية السميكة للجمجمة، ولكن حتى هذه الحماية القوية قد لا تكون كافية دائمًا لحمايته من الإصابات. وفقًا للإحصائيات، يموت حوالي 50% من الأشخاص الذين يعانون من إصابات رأس شديدة، وتعتبر إصابة الرأس واحدة من أكثر الأسباب شيوعًا للوفاة بين الرجال دون سن 35 عامًا. يمكن أن يتعرض الدماغ للإصابة حتى إذا لم تُكسر عظام الجمجمة. ترتبط معظم إصابات الرأس بالتسارع المفاجئ الذي غالبًا ما ينتج عن ضربة قوية على الرأس أو توقف مفاجئ، كما يحدث عند الفرملة الشديدة في حادث سيارة.
أعراض إصابة الرأس
تشمل أعراض إصابة الرأس الدوخة، والألم، والغثيان، والتشنجات، ورهاب الضوء، وفقدان التنسيق الحركي، والضعف. في حالة حدوث إصابة خطيرة تؤدي إلى تلف دماغي شديد، قد يحدث فقدان للوعي، والكلام، والسمع، والذاكرة. يعتمد فقدان الوظيفة على الجزء المصاب من الدماغ ومدى الضرر. كما أن نوع وشدة الاضطرابات تحدد ما إذا كانت الإصابة ستنتهي بالشفاء التام، أو العجز، أو الوفاة.
أنواع إصابات الرأس
يمكن تقسيم إصابات الرأس إلى نوعين:
- كدمة الرأس: حيث تتضرر فقط الأنسجة اللينة والجلد.
- إصابات الرأس الدماغية: حيث يحدث كسر في الجمجمة، أو كدمة في الدماغ، أو جرح في الدماغ.
كدمات الرأس
تحدث كدمات الرأس الخفيفة أكثر من الإصابات الشديدة التي تتطلب عناية طبية. يمكن علاج الكدمات الخفيفة التي تكون مصحوبة بورم دموي، وكتلة، وألم في مكان الضربة، باستخدام الثلج وتوفير الراحة الكاملة للمصاب. ولكن إذا كان هناك جرح في مكان الكدمة، أو نزيف، أو صداع شديد، أو دوخة، أو ضعف، أو غثيان وقيء، فيجب استدعاء الإسعاف فورًا.
إصابات الرأس الدماغية
تنقسم إصابات الرأس الدماغية إلى شكلين:
- الإصابات المفتوحة: حيث يتعرض جمجمة الرأس للكسر، مما يؤدي إلى تشقق، أو وجود ثقوب، أو انضغاطات، أو شظايا. غالبًا ما تتضرر الشرايين والأوردة، مما يؤدي إلى نزيف حول أنسجة الدماغ.
- الإصابات المغلقة: حيث تتضرر الأنسجة اللينة للرأس دون تعرض الجمجمة للكسر. قد يحدث فقدان للوعي لبضع دقائق. تشير الأعراض مثل الصداع المستمر، والغثيان، والقيء، والدوخة إلى وجود ارتجاج في المخ – حالة تتضرر فيها وظائف الدماغ دون إصابات خارجية واضحة.
ارتجاج المخ
لا يؤدي ارتجاج المخ إلى تلف خارجي في الرأس، ولكنه قد يسبب ارتباكًا مؤقتًا في الوعي، ونعاسًا، وضعفًا في الذاكرة والتركيز. يجد الأشخاص الذين يعانون من ارتجاج المخ صعوبة في التعلم والعمل والتفاعل مع الآخرين. يُعرف هذا بالحالة ما بعد الصدمة. عادةً ما تختفي أعراض الحالة ما بعد الصدمة في غضون أيام أو أسابيع. يتطلب ارتجاج المخ زيارة الطبيب، وإذا تم تحديد أنه غير شديد، لا يتطلب علاجًا خاصًا. يكفي تناول مسكنات الألم وتجنب الحركات العنيفة للرأس. إذا تفاقمت الأعراض، مثل زيادة الصداع أو الارتباك أو النعاس، يجب نقل المريض إلى المستشفى لإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتشخيص الحالة وتحديد العلاج.
الإسعافات الأولية لإصابات الرأس
عند تقديم الإسعافات الأولية للأشخاص الذين تعرضوا لإصابات شديدة في الرأس، يجب التصرف بحذر شديد. لا ينبغي الهلع، حيث يعتمد نجاح العلاج وإنقاذ حياة المصاب على كيفية التصرف في الدقائق الأولى بعد الإصابة. قبل وصول الإسعاف، يجب توفير الراحة التامة وعدم السماح بأي حركة غير ضرورية أو ضغط على الرأس.
يوصى بوضع وسادة صغيرة أو لفافة من الملابس تحت الرأس والكتفين. إذا أمكن، يجب وضع الثلج أو ضمادة معقمة على مكان الإصابة لتقليل النزيف والنزف تحت الجلد. يجب الحذر من إدخال العدوى إلى الدماغ، حيث أن ذلك قد يؤدي إلى التهاب السحايا أو التهاب الدماغ، مما يعقد العلاج.
لا ينبغي ترك المصاب بدون مراقبة حتى وصول الإسعاف، حيث أن إصابة الرأس غالبًا ما تسبب فقدان الوعي وصعوبات في التنفس، مما قد يؤدي إلى توقف القلب. في حالة توقف التنفس، يجب بدء الإنعاش القلبي الرئوي فورًا لمنع الوفاة.