تعريف المرض وأسبابه
يصبح التوجه إلى طبيب أطفال الجهاز الهضمي أكثر شيوعًا بسبب شكاوى تأخر البراز لدى الأطفال.
الإمساك (التخمة) هو اضطراب في وظيفة تنظيف الأمعاء، حيث يتزايد الفاصل بين فترات التبرز، ويتغير تركيب البراز، ويحدث إفراز غير كامل للأمعاء بشكل منتظم. في الأطفال الأصحاء، قد تكون تردد حالات التبرز متنوعة، تعتمد على عمر الطفل وجودة التغذية وكمية الماء المتناولة وغيرها. على سبيل المثال، في الأشهر الأولى من حياة الطفل الرضيع، الذين يتغذون فقط على حليب الأم، قد يكون تردد التبرز بين 1 إلى 6-7 مرات في اليوم. مع إدخال الأغذية الصلبة، يقل تردد التبرز، ويصبح البراز أكثر كثافة. عند الإرضاع الصناعي، يكون التبرز أقل تكرارًا من الإرضاع الطبيعي. إذا قورنت الأطفال في أعمار أكبر، فإن التردد الطبيعي لبرازهم يمكن أن يتراوح بين 3 مرات في اليوم إلى 3 مرات في الأسبوع.
يثير القلق حقيقة أن الآباء غالبًا ما يبدأون في التنبه إلى هذه المشكلة في وقت متأخر – حيث يشعر الطفل بأنه بخير ويستمتع باللعب والأكل ويتحمل. وإذا كان الأطفال الصغار يخضعون للمراقبة، فإن المراهقين في كثير من الأحيان يشعرون بالحرج من التحدث عن اضطراب التبرز. في كثير من الأحيان، يتم تحديد هذا أثناء زيارة طبيب الجهاز الهضمي بسبب مشكلة أخرى.
أسباب الإمساك:
- الأسباب العصبية – تظهر اضطرابات في الجهاز العصبي النباتي والتواصل العصبي الفقري، والاضطرابات النفسية والعاطفية.
- كبح الرغبة الطبيعية للتبرز. إذا كان الطفل في مكان غير ملائم أو وضعية، فإنه يحاول كبح الرغبة ويتحمل حتى يصل إلى المنزل. إذا حدث هذا بشكل متكرر، فإن الحساسية للمستقبلات تقل، وتتمدد الأمعاء ويمكن أن يتطور الإمساك.
- الأمراض العدوى، التي قد تؤدي إلى اضطراب نضج أو وفاة الجملة العصبية للجهاز الهضمي، مما يؤدي أيضًا إلى تقليل حساسية جدران الأمعاء.
- أسباب تغذوية وتغذية غير جيدة – هي السبب الأكثر شيوعًا للإمساك. وفرة المنتجات المكررة، ونقص الألياف، وانتهاك النظام الغذائي وتناول الطعام بسرعة – كل ذلك يمكن أن يؤثر على عملية الهضم وتفريغ الطعام. بالإضافة إلى ذلك، تغذية الطفل لفترة طويلة بالطعام المهروس، التي تثبط تطور عملية المضغ، يمكن أن تؤدي إلى تطور الإمساك في سن مبكرة.
- الاضطرابات الهرمونية – اضطراب إفراز هرمونات قشرة الغدة الكظرية، والغدة الدرقية، والغدة الدرقية الفوق كلوية.
- استخدام فئات معينة من الأدوية – الأدوية التي تقلل من وظيفة تفريغ الأمعاء: مثبطات الجانجليا، مضادات الكولين، مهدئات وغيرها.
- الحالات الطبية الراهنة -أمراض القولون المستقيم والعجز في الأمعاء، التي تؤدي إلى تجربة ألم أثناء التبرز (الشقوق، البواسير، الشرخ).
- الأسباب الاجتماعية والنفسية – تغييرات البيئة، وغياب الراحة المعتادة للانفراج، وعدم النظافة. يمكن أن يخشى الأطفال من التبرز في فترة التدريب القسري على استخدام الحمام. قد تؤثر الظروف غير المعتادة في سن ما قبل المدرسة وسن المدرسة – مثل غياب الحجرات الفردية ووجود الغرباء – على القدرة على التبرز بشكل طبيعي.
إذا لاحظت أعراض مشابهة، استشر طبيبك. لا تداوي نفسك بنفسك - فهذا يشكل خطراً على صحتك!
أعراض الإمساك لدى الأطفال:
- تقليل تردد التبرز.
- عدم إفراغ الأمعاء بشكل كامل.
- تصلب البراز القطعي.
- آلام أثناء التبرز.
- عدم القدرة على السيطرة على البراز (فقدان السيطرة على البراز).
- تغير في شكل البراز (مثل تحوله من عجيني إلى متماسك).
- انتفاخ البطن.
تتغير تردد حدوث التبرز لدى الأطفال بحسب العمر:
- في الأشهر الأولى من الحياة، يتم التبرز حوالي 2-3 مرات يومياً إذا كان الطفل يتلقى الرضاعة الطبيعية، وحوالي 1-2 مرة يومياً إذا كان يتلقى الرضاعة الصناعية.
- بعد سن الستة أشهر، يحدث التبرز حوالي 1-2 مرة يومياً.
- بعد سن 4-5 سنوات، يحدث التبرز مرة واحدة يومياً.
على الرغم من تغيير تردد التبرز لدى الأطفال الصغار، يجب أن يثير عدم وجود تبرز لمدة أكثر من يوم واحد قلق الآباء، ولكن يجب مراعاة أن تبرز البراز مرة كل 2-3 أيام إذا كان لينًا وغير مؤلم قد يكون طبيعيًا.
يمكن للإمساك أن يظهر بمظاهر محلية وعامة:
- المظاهر المحلية تتضمن تقليل تردد التبرز، وعدم الإفراغ الكامل للأمعاء، وتصلب البراز القطعي. وغالبًا ما تترافق هذه الاضطرابات مع آلام أثناء التبرز وفقدان السيطرة على البراز.
- المظاهر العامة تشمل التعب، وانخفاض الشهية، والصداع، وعدم الارتياح (تسمم البراز). وقد تظهر طفح جلدي، وبثور، وحب الشباب على الجلد.
للفحص الطبي يمكن أن يكشف عن زيادة في حجم البطن بسبب تراكم الغازات، ويمكن أن يكتشف الفحص باللمس كتل البراز الصلبة في الأمعاء المستقيمة والقولون.
يمكن أن يرافق تأخر التبرز الأمراض الأخرى للجهاز الهضمي مثل التهابات المعدة والاثني عشر، والمرارة، والبنكرياس، واضطرابات وظيفية في الجهاز الهضمي والمرارة.
بناءً فقط على البيانات السريرية، ليس دائمًا من الممكن تحديد آلية الإمساك: هل هو ناتج عن فرط التوتر العضلي أم الضعف؟ ومع ذلك، يتميز الإمساك الناتج عن ضعف العضلات بالشدة والمتانة أكثر، وله طابع تطوري وقد يترافق مع التشويش على البراز وتكون حصى البراز.
تتمثل عملية تطور الإمساك لدى الأطفال فيما يلي:
- عند تراكم كتل البراز في الأمعاء الكبيرة لفترة طويلة، يحدث امتصاص متزايد للسائل منها وتصبح أكثر كثافة، مما يؤدي إلى تلف الغشاء المخاطي والشعور بالألم أثناء التبرز. وهذا يجبر الطفل على كبح رغبته في التبرز.
- عند التأخير المتكرر للتبرز، يتمدد (يتوسع) الأمعاء الغليظة (السيجمويد والمستقيم)، مما يقلل من حساسية الأعصاب المنتهية، مما يؤدي إلى تفاقم الإمساك وتزايده.
- على خلفية التوسع المتزايد للمستقيم، يقل نغم عضلة العضو الأنبوبي المخرجي، مما يجعل السائل يتجاوز البراز المتكتل ويتسرب من خلال فتحة التناسل الخارجية بدون تبرز (كلومازين).
- مع زيادة تكرار حالات الإمساك، يحدث اضطراب في تركيب الجراثيم النافعة في الأمعاء، مما يزيد من الحالة المرضية.
تصنيف ومراحل تطور الإمساك لدى الأطفال:
تصنيف حسب الأصل:
- الإمساك الأولي: ناتج عن تشوهات ولادية في التطور.
- الإمساك الثانوي: يحدث نتيجة للأمراض، أو الإصابات، أو تأثير الأدوية وغيرها.
- الإمساك غير المعروف الأصل: اضطرابات في حركية الأمعاء ناتجة عن أسباب مختلفة، بما في ذلك الأسباب الغذائية غير المناسبة.
وقت الظهور:
- الإمساك الحاد: عدم حدوث تبرز لعدة أيام بشكل مفاجئ.
- الإمساك المزمن: انخفاض منتظم في عدد حالات التبرز لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر.
تصنيف وفقًا لنوع اضطراب وظيفة الأمعاء:
- الإمساك الزائد للعضلات: نتيجة للعدوى السابقة أو الضغوط النفسية، وتحدث أيضًا في حالات العصبيات والاضطرابات النفسية التي تؤدي إلى الحفاظ على توتر عضلات مصران الشرج، واستهلاك الأطعمة الغنية بالألياف.
- الإمساك الناقص للعضلات: يمكن أن يصاحب حالات مثل هشاشة العظام، والنقص الغذائي، والاضطرابات الهرمونية (فرط نشاط الغدة الدرقية)، وأسلوب الحياة القليل الحركة.
الإمساك الوظيفي:
- يشكل أكثر من 90٪ من حالات الإمساك.
- يتميز بالتالي: التبرز مرة كل 2-3 أيام مع الحفاظ على الرغبة، وعدم وجود ألم في البطن، وعدم وجود تشنجات، ويمكن علاج الإمساك بسهولة عن طريق التغذية.
مضاعفات الإمساك لدى الأطفال:
- يمكن أن يؤدي التأخر الطويل في التبرز إلى تمدد واطالة الأمعاء السميكة، وانخفاض تدفق الدم. كما يزيد انتشار حالات البواسير، والتهاب المقعد، والتهاب القولون، على الرغم من اعتقادنا السائد بأن هذه المشاكل متعلقة بالكبار.
- يمكن أن يؤدي التوتر المتكرر أثناء التبرز إلى انزلاق المستقيم.
يعمل الإمساك على تحفيز وتفاقم الخلل في توازن البكتيريا في الأمعاء، مما يظهر في نقص المناعة لدى الطفل، وعلامات نقص العناصر الغذائية والفيتامينات، وانتفاخ البطن ورائحة الفم الكريهة.
عندما يشكل الإمساك تهديدًا لحياة المريض:
- الغثيان والقيء (علامات التسمم).
- تأخر التبول (ضغط الكتل البرازية على مجاري البول).
- الضعف العام، القيء، ارتفاع درجة الحرارة، الغثيان، التسرع القلبي – علامات عدم مرور المعوجات، التهاب البطن، التي تتطلب تدخلًا جراحيًا فوريًا.
تشخيص الإمساك لدى الطفل:
عند الرجوع إلى الطبيب عندما:
- يغيب التبرز لمدة تزيد عن ثلاثة أيام ويصاحبه ألم في البطن.
- يتسبب التبرز في خروج المستقيم والبواسير أو ظهور شقوق في المستقيم.
- يتضمن البراز دمًا ومخاطًا.
- يلاحظ انتفاخ البطن واضطراب في تصريف الغازات.
- يرتفع الحرارة ويصاحبها ألم في البطن والقيء.
- يعاني التبرز من الصعوبة لأكثر من ثلاثة أسابيع.
جمع التاريخ الصحي:
يطرح الطبيب الأسئلة التالية أثناء جمع التاريخ الصحي:
- ما نوع غذاء الطفل؟ هل يتناول الخضروات والفواكه؟ هل يشرب كمية كافية من السوائل؟
- مدى نشاط الطفل البدني؟ هل يلعب الألعاب النشطة؟
- هل هناك مشاكل مصاحبة في الجهاز الهضمي أو الجهاز العصبي؟
- كم من الوقت تعاني الطفل من الإمساك؟ وما هي الإجراءات التي اتخذت في هذا الصدد وهل كانت فعالة؟
الفحص البدني:
يبدأ الفحص بالفحص الشرجي، حيث يُحدد مدى امتلاء مستقيم الأمعاء، وحالة توتر العضلات المصرانية، ووجود أي ضرر تشريحي (شقوق، تضيق)، ووجود إفرازات دموية. يكون توتر عضلات المصران مرتفعًا في حالة مرض هيرشسبرونغ، ومنخفضًا في حالات الإمساك المزمن والكالومازان.
التشخيص المخبري:
- تحليل براز.
- تحليل براز لاختبار التشكل البكتيري.
- تحليل دم كامل وبيوكيميائي.
التشخيص الإشعاعي:
- صورة الأشعة والأشعة الملونة لأعضاء البطن لرؤية الخصائص الهيكلية والوظيفية للأمعاء.
التشخيص التفريقي
عند وضع التشخيص، من الضروري بشكل خاص إجراء تحليل مقارن للأمراض والحالات المتشابهة من الناحية السريرية مع الإمساك.
في المقام الأول، يجب استبعاد الأمراض التي تحمل تغيرات عضوية (مثل مرض هيرشبرونغ أو عدم وجود الأعصاب في بعض مناطق القولون). في هذه الحالة، يتم اضطراب تزويد الأعصاب لجزء من القولون، ويمكن أن يكون هذا الاضطراب ولاديًا أو مكتسبًا. يظهر العدم وجود الأعصاب ولاديًا منذ الولادة، بينما يمكن أن يحدث العدم وجود الأعصاب المكتسب بعد إصابة بعض أمراض الأمعاء المعدية. كلما زادت مدة الجزء المتأثر بانقطاع الأعصاب، كلما تطور المرض بشكل أسرع وأصبح أكثر شدة. عند مرض هيرشبرونغ، يكون العلاج التقليدي غير فعال، ويزداد تفاقم الإمساك مع تكوين حصى البراز وزيادة حجم البطن وتطور التهاب القولون. علاج هذا المرض هو جراحي.
علاج الإمساك عند الطفل
تغيير نمط الحياة والسلوك:
- تشجيع النشاط البدني من خلال النزهات والمشاركة في الأنشطة الرياضية والألعاب النشطة في الهواء الطلق.
التوجيهات الغذائية:
- زيادة الألياف في نظام الطفل الغذائي، مع التركيز على الأطعمة الغنية بالألياف مثل الحبوب الكاملة، والخضروات، والفواكه.
زيادة كمية السوائل المتناولة:
- يجب مراقبة نظام السوائل أثناء علاج الإمساك، حيث أن الماء ضروري لتكوين البراز وتسهيل عبوره في الأمعاء.
العلاج الدوائي:
- استخدام البريبايوتيك (مثل “ديوفالاك” و “بورتالاك”) والمضادات الحيوية الموجهة (مثل ” (Hylak forte) ” و “Eubicore”) كعلاج للإمساك.
- أدوية مفرز الصفراء:( Cholosas ،Chophytol،Galstena)
- تناول الملينات بحذر وفقًا للجرعة الموصوفة، وتجنب استخدامها بشكل مطول.
- البيوتيرابيا (التدريب على التحكم في عضلات قاع الحوض) والعلاج الطبيعي (مثل التيارات الكهربائية والعلاج بالمعدات) يمكن أن تساعد في علاج الإمساك.
التدخل العلاجي البيولوجي للتحكم في النظام الهضمي:
- يعمل على تعزيز الوعي لدى الطفل حول التحكم في وظائف الجهاز الهضمي.
تذكير: من المهم استشارة الطبيب قبل بدء أي علاج للإمساك عند الأطفال، ويجب اتباع الإرشادات الطبية بعناية لضمان سلامة العلاج.
عندما يعاني الطفل من الإمساك، يجب تجنب الآتي:
- عدم معاقبته أو إجباره بالجلوس على الحمام بقسوة.
- عدم إعطاء بعض أنواع الأطعمة التي تثبط حركة الأمعاء، مثل الأجاص، والكمثرى، والهندباء. ويجب التقليل من كمية الطعام المصنوع من الدقيق واللحوم.
- توفير التدابير الطارئة مثل إعطاء العلاج الملين، أو إدخال شمعة أو عمل تنظيف بالميكروكليزم قبل الذهاب للطبيب.
كيفية عمل تنظيف القولون للطفل:
- تُجرى عملية التنظيف لتحرير الأقسام السفلية من الأمعاء من الفضلات.
- يمكن تنفيذ تنظيف القولون في المنزل، لكن من المفضل أن يكون هناك مراقبة من قبل مقدم الرعاية الصحية.
- يجب أن لا يكون المكان الذي يجري فيه الإجراء باردًا، ويجب تسخين السائل المستخدم إلى درجة حرارة بين 22 و 26 درجة مئوية.
- يتم وضع الطفل الرضيع على ظهره، بينما يتم وضع الأطفال الأكبر سنًا على الجانب الأيسر.
- يتم تشحيم طرف الشرشف بمرهم الفازلين أو كريم الأطفال، ثم يتم إدخاله بلطف في فتحة الشرج لمسافة تتراوح بين 3 و 7 سم، اعتمادًا على عمر الطفل.
- بعد استخراج الشرشف، يجب ضغط عضلات الحوض لبضع دقائق.
تعليم الطفل كيفية إفراغ الأمعاء:
- يعتبر علاج التدريب البيولوجي على تنظيم عضلات الحوض طريقة فعالة في حالة اضطراب وظيفة عضلات قاع الحوض.
المصادر:
- Erdes S.I. Constipation in Children // Pharmateka. — 2007. — No. 13. — P. 47-52.
- Pediatric Gastrointestinal Disease (Pathophysiology, Diagnosis, Management) /ed. Wyllie R., Hyams J.S. — Philadelphia, 1999. — P. 271-550.
- Khavkin A.I. Functional Disorders of the Gastrointestinal Tract in Young Children. — Moscow, 2000. — 72 p.
- Khavkin A.I., Babayan M.L. Treatment of Chronic Constipation (Clinical Manifestations, Diagnosis, Treatment). — Moscow, Research Institute of Pediatrics and Pediatric Surgery, 2005. — 30 p.
- Pediatric Gastrointestinal Motility Disorders / ed. Hyman P.E. — NY., 1994. — P. 129-145.
- Zakharova I.N. Functional Constipation in Children // Russian Medical Journal. — 2009. — No. 15. — P. 988-996.