التدخين يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 بنسبة 639٪.

قام الباحثون بتقييم ما يقرب من نصف مليون بالغ من مستودع الحمض النووي البريطاني، وقد حددوا أن التعرض للتبغ قبل الولادة، بالإضافة إلى بدء التدخين في الطفولة أو المراهقة يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني في وقت لاحق.

استخدم الباحثون بيانات 476 ألف بالغ لتقييم العلاقة بين التعرض للتبغ قبل الولادة، وبداية التدخين في الطفولة (5-14 سنة) أو المراهقة (15-17 سنة)، وظهور السكري من النوع الثاني. باستخدام درجة خطر وراثية (تقدير خطر استنادي إلى الوراثة)، قام الباحثون بتقييم التفاعل المحتمل والتأثير التراكمي للتعرض للتبغ في سن مبكرة والميول الجينية على خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.

درسوا أيضًا ما إذا كانت نمط حياة صحي في الكبار قد يؤثر على تطور السكري من النوع الثاني لدى الأفراد في مجموعة عالية الخطر. يشمل النمط الحياة الصحي التغذية المتوازنة، والنشاط البدني، والنوم الكافي، والحفاظ على الوزن الطبيعي، والامتناع عن التدخين والكحول.

استنتج الباحثون:

  • 1) التعرض للتبغ في سن مبكرة، بما في ذلك الفترة القبلية للولادة، أو بداية التدخين في الطفولة أو المراهقة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بتطور السكري من النوع الثاني. وهذا الارتباط مهم بشكل خاص بالنسبة للأفراد ذوي الميول الجينية للمرض.
  • 2) التعرض للتبغ قبل الولادة مرتبط بزيادة 22% في خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني مقارنة بغير المدخنين.
  • 3) يزداد خطر الإصابة بالسكري بشكل كبير اعتمادًا على العمر الذي يبدأ فيه الأفراد بالتدخين: تزداد خطورة الأطفال بضعفي الخطر، وتزيد خطورة المراهقين بنسبة 57٪، وتزيد خطورة البالغين بنسبة 33٪ مقارنة بغير المدخنين أبدًا.
  • 4) بالنسبة للأشخاص الذين تعرضوا للتبغ في سن مبكرة ويحملون مؤشر خطر وراثي عالي، يزداد احتمال الإصابة بالسكري بشكل أكبر. مقارنة بغير المدخنين ذوي الميول الوراثية المنخفضة، فإن خطرهم يزداد بنسبة 330٪ إذا كان التعرض قبل الولادة، وبنسبة 639٪ إذا بدأوا التدخين في الطفولة، وبنسبة 427٪ إذا بدأوا التدخين في المراهقة.

ومع ذلك، يمكن تقليل هذه الخطورات بشكل كبير (بنسبة 67–81٪) من خلال اعتماد نمط حياة صحي في الكبار مقارنة بالأفراد الذين لا يتبعون نمط حياة صحي.

يعتقد الباحثون أن عملهم يوفر الأمل للأشخاص ذوي المخاطر العالية، حيث يمكن للتغييرات في نمط الحياة تقليل الخطر بشكل كبير لتطور السكري.

“على الرغم من أن التعرض للتبغ في سن مبكرة والميول الجينية ليست شيئًا يمكن للأطفال السيطرة عليه، فإن نتائجنا تشير إلى أن نمط الحياة يمكن أن يعدل بشكل كبير خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.

بالنسبة للأفراد، خاصةً أولئك الذين تعرضوا للتبغ في سن مبكرة ولديهم مخاطر جينية عالية للإصابة بالسكري من النوع الثاني، فإن التمسك بنمط حياة صحي يعد أمراً مهماً للغاية”، هكذا ختم الباحثون ملخصهم.