التهاب الأذن الوسطى ICD-10:H67

تعريف المرض وأسبابه

التهاب الأذن (Otitis) هو عملية التهابية تحدث في إحدى أقسام الأذن. هناك العديد من الأشكال المختلفة لهذا المرض تتميز بأسبابها وأعراضها وتداعياتها. عن المرض، الأذن البشرية هي عضو معقد يتألف من ثلاثة أقسام: الخارجية والوسطى والداخلية. الجزء الخارجي يتألف من ممر السمع وغشاء الطبلة، وظيفته هي استقبال تذبذبات الصوت ونقلها إلى هياكل الأذن الوسطى. وتتكون الأذن الوسطى من ثلاثة عظام سمعية متصلة تتواجد في فجوة هوائية داخل عظمة الجمجمة. يتذبذب غشاء الطبلة بفعل موجات الصوت، وتنتقل هذه الاهتزازات عبر العظام إلى الأذن الداخلية.

الجزء الداخلي يتكون من نظام خاص من القنوات يُسمى اللولبة. تمتلئ داخلها بسائل ومغطاة بخلايا شعرية تحول التذبذبات الميكانيكية إلى إشارات عصبية.

يمكن أن يحدث التهاب الأذن في أي قسم من أقسام الأذن، وبالإضافة إلى ذلك، في حال عدم العلاج، هناك خطر انتقال الالتهاب إلى هياكل أخرى، ليس فقط تلك المتعلقة بالجهاز السمعي.

تصنيف التهاب الأذن:

حسب الموقع:

  • التهاب الأذن الخارجي: يصيب ممر السمع الخارجي وفي بعض الحالات الغشاء الطبلي. يحدث بشكل أكثر شيوعًا لدى كبار السن.
  • التهاب الأذن الوسطى: يحدث في تجويف الأذن الوسطى حيث توجد العظام السمعية. هذا النوع هو الأكثر شيوعًا، خاصة لدى الأطفال دون سن 5 سنوات نظرًا لخصائص هيكل أنبوب يوستاشي، الذي يربط الأذن الوسطى بالحلق.
  • التهاب الأذن الداخلي (التهاب المتاهة): يتأثر هنا هياكل الأذن الداخلية، وغالبًا ما يشمل العضو التوازن الذي يقع بالقرب من اللولبة.

حسب مدى الالتهاب:

  • التهاب حاد: يستمر لمدة تصل إلى 3 أسابيع.
  • التهاب فوق الحاد: يستمر لمدة من 3 أسابيع إلى 3 أشهر.
  • التهاب مزمن: يستمر لأكثر من 3 أشهر.

العامل المسبب:

  • بكتيري.
  • فطري.
  • فيروسي.
  • حساسية، وما إلى ذلك.
  1. أهمية طبيعة الالتهاب في الأذن: يمكن أن يكون الالتهاب التهابًا قطريًا أو خنثى، وغالبًا ما ينتقل أحد الأنواع إلى الآخر، مما يسمح بتحديد ثلاث مراحل للتهاب الأذن: الطور القطري، والطور الخنثى (مع أو بدون تمزق)، ومرحلة الشفاء، وهذه تنطبق فقط على التهاب الأذن الوسطى.
  2. أنواع خاصة: يشمل أنواع خاصة من التهاب الأذن التي تؤثر على هياكل معينة في الأذن، مثل التي تؤثر على غشاء الطبل أو الأنبوب يوستاشي.

أعراض التهاب الأذن الوسطى:

الخارجية:

  • نبض في الأذن وألم حاد يشع إلى الرقبة، العينين أو الأسنان.
  • زيادة في الألم أثناء مضغ الطعام، الحديث، أو إغلاق الفك.
  • احمرار في ممر السمع والأذن.
  • اضطراب في السمع إذا كان هناك إفرازات من الصديد في منطقة ممر السمع.

التهاب الأذن الوسطى الحاد:

  • بداية حمى مع ألم حاد داخل الأذن. يزداد هذا الألم مع تراكم المخاط والصديد في التجويف، ثم ينكسر الغشاء بعد 2-3 أيام، ويتدفق الصديد من الأذن مع تحسن الحالة.
  • انخفاض في درجة الحرارة وتهدئة الألم بعد الكسر. يشفى الغشاء بلا آثار.

التهاب الأذن الوسطى المزمن:

  • قد يحدث التهاب الأذن الوسطى المزمن (ميزوتيمبانيت) حيث يتم التركيز التهاب في منطقة أنبوب يوستاشي والجزء السفلي والوسط من التجويف الطبلي. يتكون فتحة في الغشاء، ولكن الغشاء نفسه مشدود.

الشكاوى الرئيسية:

  • انخفاض في السمع.
  • ظهور متكرر لصديد من الأذن.
  • ضجيج في الأذن.
  • دوار.
  • ألم وحمى خلال فترات التفاقم.

تطور التهاب الصرع:

  • انخفاض حاد في السمع وإفرازات صديد كريهة الرائحة.
  • ضغط في الأذن وألم في منطقة الصدغ والدوخة. تتناوب فترات التفاقم مع فترات التخفيف، ولكن السمع لا يتحسن تمامًا.

التهاب الأذن الداخلي:

  • اضطرابات في جهاز الاتزان: دوخة شديدة، غثيان، قيء.
  • قد يشعر بعض المرضى بانخفاض طفيف في السمع.

أسباب تطور التهاب الأذن:

التهاب الأذن الخارجي:

  • الإصابة بالصدمات أو العدوى أو الإصابة الكيميائية في منطقة ممر السمع.
  • التهيج والالتهاب بسبب تكوين تكتلات الشمع، ودخول الماء في الأذن، وتكوين القرح اللوزية.

التهاب الأذن الوسطى – الشكل الأكثر شيوعًا:

  • غالبًا ما يتسبب فيه العدوى البكتيرية، وأحيانًا الفيروسات والفطريات الضارة، بالإضافة إلى الالتهاب المختلط. العوامل المسببة الأكثر شيوعًا تشمل:
    • السُّدة الرئوية.
    • العصية الهموفيلية.
    • فيروس الإنفلونزا.
    • مختلف أنواع أمراض الجهاز التنفسي العلوي.
  • في السنوات الأخيرة، أصبحت حالات التهاب الأذن الفطري تسجل بشكل أكثر تكراراً.

عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية التهاب الأذن:

  • تناول الأنف ووجود فائض من الإفرازات في الحلق.
  • التغيير في الضغط أثناء الغوص أو الغمر في العمق.
  • غالبًا ما يكون التهاب الأذن الوسطى مضاعفًا لنزلات البرد، والأمراض المتعلقة بجهاز الأذن والأنف والحنجرة (التضخم اللوزي، التهاب اللوزتين، التهاب الحلق، الرشح).
  • يكون الخطر أعلى لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة.

تشخيص:

لضمان فعالية العلاج، يجب تحديد بدقة موقع العملية الالتهابية وشدتها والمضاعفات الممكنة. يتعين اللجوء إلى طبيب أنف وحنجرة لتحقيق ذلك.

يمكن تشخيص التهاب الأذن استنادًا إلى الشكاوى النموذجية، ولكن الطبيب سيستفسر بتفصيل حيث وكيف يؤلم الأذن، وسيضغط على الجزء الخارجي للأذن ويسحب على الشحمة لأسفل لتحديد وجود الألم. بالإضافة إلى ذلك، سيقوم طبيب الأذن والأنف والحنجرة بفحص الأذن باستخدام الأدوات والإضاءة لفحص ممر السمع والغشاء الطبلي وفهم ما إذا كان هناك صديد وتمزق فيه. يتم أيضًا إجراء زرع لفحص الحساسية للمضادات الحيوية.

يمكن أن يوجه الطبيب أيضًا:

  • تحاليل الدم (عامة، وبيوكيميائية) لتحديد طبيعة الالتهاب.
  • صور الأجيال الجانبية إذا كان يشك في ارتباطها بالتهاب الجيوب الأنفية.
  • صورة الأشعة السينية لعظم الجمجمة في حالة التهاب الأذن المزمن.

تحتاج كل هذه البيانات لتحديد خطة العلاج، وضرورة تناول المضادات الحيوية، والتداخلات الجراحية إذا كانت هناك ثقوب في الغشاء الطبلي أو تدخلات جراحية أخرى.

إذا لاحظت أعراض مشابهة، استشر طبيبك. لا تداوي نفسك بنفسك - فهذا يشكل خطراً على صحتك!

علاج التهاب الأذن:

العلاج التحفظي:

  • قطرات الأذن: تحتوي على مسكنات ومخدرات موضعية لتخفيف الألم وتقليل الالتهاب. عند وجود إفرازات من الأذن، يتم استخدام قطرات مضادة للبكتيريا.
  • قطرات الأنف: تُستخدم لتقليل انتفاخ الغشاء المخاطي في حول فتحات أنابيب السمع.
  • مسكنات الألم ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs): يُستخدم في حالة عدم فعالية العلاج الموضعي.

المعالجة غير الدوائية:

  • إجراءات بتوجيه من الطبيب : مثل غسيل ممر السمع الخارجي، والتنظيف بواسطة قسطرة لأنبوب السمع، وتهوية أنابيب السمع بطريقة بوليتزر، والتدليك بالهواء للغشاء الطبلي.
  • العلاج الطبيعي: مثل الأشعة فوق البنفسجية، والأمواج الكهرومغناطيسية، وعلاج الموجات الكهرومغناطيسية الميكروية، والتيارات الكهربائية بوصف طبيب العلاج الطبيعي.
  1. في حالة عدم فعالية العلاج التحفظي أو وجود مضاعفات:
  • المضادات الحيوية: تُستخدم في حالات التهاب بكتيري.
  • الأدوية المضادة للحساسية: لتقليل الانتفاخ.
  • تحليل الدم والتصوير الشعاعي: لتحديد نوعية الالتهاب وتقييم الهيكل.
  • العلاج الجراحي: في حالة عدم استجابة الحالة للعلاج التحفظي، مثل فتح ثقوب في الغشاء الطبلي، أو تحسين التهوية في التجويف الطبلي، أو عمليات جذرية على الأذن الوسطى.

تتيح هذه الخيارات التحكم في الألم، واستعادة السمع، وتقليل فرص حدوث مضاعفات.

الوقاية من التهاب الأذن:
  • تجنب التبريد الزائد: حافظ على الدفء والحماية من البرد.
  • تطبيق عادات النظافة: اغسل يديك بعد الخروج إلى الخارج. رش المياه البحرية على غشاء الأنف بعد زيارة الأماكن المزدحمة.
  • ممارسة التدريب المناعي للجسم: ممارسة الرياضة وتقوية جهاز المناعة.
  • تناول الطعام الصحي: تناول الفواكه والخضروات الطازجة والمنتجات الرازمة يوميًا.
  • التعامل الحذر مع الزكام: عند وجود نزلات البرد، يجب أن يتم التخلص منها بحذر، مع إفرازات منفصلة من فتحة الأنف الواحدة، لتجنب وصول الإفرازات إلى الأذن وتفادي التحفيز لحدوث التهاب الأذن.
  • الحفاظ على نظافة الأذن: تجنب استخدام أعواد القطن – حيث يمكن أن يسببوا انتقال العدوى البكتيرية أو الفطرية. يفضل استخدام قطرات مصممة لتنظيف وترطيب وحماية الجلد في ممر السمع الخارجي.
المصادر:
  • The authors Petr Aleksandrovich Kochetkov, Sergey Yakovlevich Kosyakov, and Andrey Stanislavovich Lopatin addressed “Acute Otitis Media” in the journal “Practical Pulmonology” in 2005 (Issue No.4).
  • Anastasia Evgenievna Opre, Olga Vladimirovna Andamova, and Alexey Borisovich Kiselyov presented a comprehensive approach to treating exudative otitis media in their article published in the “Journal of Siberian Medical Sciences” in 2018 (Issue No.3).
  • In the publication “Complications of Acute Otitis Media,” authored by A.I. Kryukov, N.L. Kunelskaya, A.B. Turovsky, and O.G. Sidorina, featured in “Lechebnoe Delo” in 2007 (Issue No.4), the authors delve into the complexities associated with acute otitis media.