التهاب الأنف ICD-10:J30.0

تعريف المرض وأسبابه

التهاب الأنف – هو التهاب للغشاء المخاطي في الأنف، يُعرف شعبيًا بالزُكام. يمكن أن يحدث كحالة مستقلة، ولكن في كثير من الأحيان يرافق تطور أمراض التنفس العلوي. برأي الكثيرين، يُعتبر التهاب الأنف مرضًا غير ضار، ولكن هذا الاعتقاد ليس دائمًا صحيحًا: انسداد الأنف لفترة طويلة، كعرض للزكام، قد يكون أساسًا لتعقيدات خطيرة مثل التهاب الجيوب الأنفية، والتي قد لا يكون العلاج منها دون جراحة. التشخيص الفوري من قبل أخصائي الأذن والأنف والحنجرة والعلاج الكفء الموصى به سيساعد في التغلب على أعراض التهاب الأنف في وقت قصير وتجنب التعقيدات.

حول المرض

التهاب الأنف هو مرض يتسم بشكل أكبر للأطفال، خاصة في سن ما قبل المدرسة وأوائل سن المدرسة الابتدائية – حيث يصاب الأطفال الذين انضموا حديثًا إلى الروضة أو دخلوا أي تجمع آخر بالزُكام باستمرار. يظهر التهاب الأنف أيضًا عند البالغين، ولكنه يحدث بشكل أقل تواترًا – من 2 إلى 4 مرات في السنة عادة، خلال فترات الإنفلونزا الموسمية أو فترات زهرة النباتات. يصيب هذا المرض الرجال والنساء بنفس التواتر.

الأنواع

من حيث طبيعة التطور، يُميز بين التهاب الأنف الحاد والمزمن.

وتعتبر الأطباء الأنف والحنجرة، استنادًا إلى العامل الذي يسبب التهاب الغشاء المخاطي للأنف، أنواعًا مختلفة من التهاب الأنف، وتشمل:

  • العدوى (فيروسية، بكتيرية، فطرية).
  • الحساسية (يقوم أساسًا على التهاب حساسي).
  • هرموني (أثناء التغييرات الهرمونية في الجسم).
  • دوائي (عند إساءة استخدام مضيقات الأوعية).
  • مهني (لدى العاملين في المصانع حيث يكثر الغبار وفرو الحيوانات ونشارة الخشب والطحين والمواد الكيميائية).
  • عند كبار السن.
  • اللامعروف (حيث يفتقر إلى سبب ظاهر).

واستنادًا إلى خصائص الغشاء المخاطي المتضرر بالعملية المرضية، يمكن التمييز بين أنواع مختلفة من التهاب الأنف:

  • التهاب الأنف التقرحي (يتميز بتأثير الطبقة العليا للغشاء المخاطي، مع إفراز كثيف من السوائل الشفافة).
  • التهاب الأنف الهيبرتروفي (يصاحبه نمو زائد لمناطق الغشاء المخاطي للأنف).
  • التهاب الأنف التنخري (يتميز بتلف الغشاء المخاطي).
  • التهاب الأنف الوعائي (يرتبط بانخفاض في تنظيم ضيق الأوعية في الغشاء).

وتبرز أيضًا نوع خاص من التهاب الأنف وهو التهاب الأنف التنخري الكريه، أو الأوزينا، وهو مرض يرتبط بتميل وراثي ولكن يتسبب فيه بكتيريا – الكليبسيلا، ويتميز بتنخر الغشاء المخاطي.

أعراض

العرض الأكثر تمييزًا للتهاب الأنف في البالغين والأطفال هو وجود إفرازات من الأنف تتراوح بين الشفافة والمخاطية والمخاطية-الصديدية والصديدية، وأحيانًا – بوجود نقط دم. وعادةً ما تترافق هذه الإفرازات مع:

  • إحساس بالازدحام في الأنف (صعوبة أو غياب التنفس من الأنف).
  • حكة وحرقة وعدم راحة في تجويف الأنف.
  • العطس.
  • تدهور الشم.

يشير المرضى أيضًا إلى نزيف العيون غير المتعمد – ويحدث ذلك بسبب التهاب الملتحمة (التهاب العين). وغالبًا ما يترافق هذا الحالة مع الصداع والضعف العام والتعب.

أما عن علامات التهاب الأنف المزمن، فعادةً ما تشمل:

  • جفاف شديد في تجويف الأنف، مع وجود تكوينات جلدية تسوء التنفس.
  • تدهور في تحسين الروائح.
  • نتيجة للاكتئاب التنفسي المزمن – الأرق وانخفاض الذاكرة.

يظهر التهاب الأنف الحساسي بعد تلامس مع مسبب الحساسية (غبار أو مادة كيميائية معينة أو رائحة)، ويكون التهاب الأنف باللقاح موسميًا. ويترافق بالاحتقان وحكة في تجويف الأنف، وعوارض التشنج المتكرر، وإفرازات مكثفة من المخاط السائل.

أسباب التهاب الأنف

يحدث التهاب الأنف العدوى عندما تصل الفيروسات (فيروسات الأنف، فيروسات الأنفلونزا، نظير الأنفلونزا، الفيروسات الغدية وغيرها) أو البكتيريا (المكورات العنقودية، العقدية، المكورات الرئوية) إلى الغشاء المخاطي للأنف.

يمكن أن تكون أسباب أخرى للتهاب الأنف:

  • التعرض للحساسية نتيجة للاتصال بمحفزات مثل حبوب اللقاح أو مواد كيميائية.
  • بعض الأدوية (خاصة القطرات الموضعية المضيقة للأوعية الدموية والرذاذ، المعروفة باسم مضادات الاحتقان).
  • التغيرات الهرمونية في الجسم، مثل أثناء الحمل أو في فترة المراهقة.
  • اضطراب في نغمة الأوعية الدموية للغشاء المخاطي للأنف.

تزيد احتمالية الإصابة بالتهاب الأنف عند تعرض الجسم لعوامل الخطر، ومن بين هذه العوامل:

  • التعرض للبرد الشديد.
  • نقص الفيتامينات والعناصر الصغرى في النظام الغذائي.
  • الإصابة بأمراض عدوى خطيرة في أجزاء أخرى من الجسم أو أمراض جسدية أخرى.
  • العمل في بيئة ملوثة بالغبار أو العمل في المصانع التي تنطوي على استنشاق محفزات حساسية (مثل في مصانع الطحين، ونشارة الخشب، ومنتجات الكيماويات المنزلية، والأدوية، وما إلى ذلك).
  • وجود كميات كبيرة من جمع الغبار في المكان الذي يعيش فيه، مثل السجاد والدمى الناعمة والكتب في حالة عدم إجراء تنظيف رطب بانتظام في هذا المكان.

تشخيص التهاب الأنف

لتشخيص التهاب الأنف، سيقوم أخصائي الأذن والأنف والحنجرة بتحليل شكاوى المريض وإجراء فحص دقيق لتجويف الأنف – تنظير الأنف، باستخدام المرايا الأنفية التقليدية أو الأندوسكوب. يعتبر الأسلوب الأخير أكثر إيضاحًا، حيث يسمح بفحص دقيق لممرات الأنف، والحاجز الأنفي، والجدار الخلفي للحلق، والجيوب الهوائية، وفتحة الأنبوب السمعي، والحنك اللين.

لتوضيح التشخيص واستبعاد التأثير على الأعضاء القريبة من الأنف، يمكن أن تساعد الفحوصات الإضافية مثل:

  • التصوير الشعاعي للجيوب الأنفية القريبة.
  • التصوير بالحاسوب.
  • قياس ضغط الأنف (تشخيص مقاومة التنفس عن طريق الأنف باستخدام جهاز خاص – مقياس ضغط الأنف).

عندما يكون التشخيص واضحًا لدى أخصائي الأذن والأنف والحنجرة، سيوصي المريض بأفضل خطة علاجية في حالته.

علاج التهاب الأنف

في أولى خطوات علاج التهاب الأنف، يجب على المريض استعادة التنفس من خلال الأنف – التخلص من شعور الاحتقان. لذلك، يُستخدم مضادات الالتهاب والمضيقات الوعائية الموضعية. من المهم استخدام هذه العقاقير لفترة قصيرة لتجنب التعود وتكوين التهاب دوائي فيما بعد.

واعتمادًا على سبب التهاب الأنف وخصائص الحالة السريرية، يمكن أن يتم توجيه المريض إلى:

  • المضادات الحيوية.
  • مضادات الفيروسات.
  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
  • الأدوية الموضعية التي تساعد في تخفيف البلغم.
  • الفيتامينات.
  • مضادات الهيستامين.
  • الستيرويدات الموضعية.
  • أساليب العلاج الطبيعي مثل العلاج بالأشعة فوق البنفسجية، الفونوفوريز، والعلاج بالليزر.

في حالة انتفاخ الغشاء المخاطي للأنف وعدم فعالية العلاج الدوائي، يمكن تطبيق طرق علاج التهاب الأنف في البالغين مثل:

  • استئصال جزء من الغشاء المخاطي المتضخم جراحيًا.
  • التأثير بالتيار الكهربائي لعلاج الانتفاخ (الغالفانواكوستيكا).
  • التدمير بالتبريد (الكريوديستركشن).
  • علاج بالليزر (الليزر كونكوتومي).
  • تصحيح انحراف الحاجز الأنفي.
الوقاية

في حالة التهاب الأنف الفيروسي الحاد، ينتهي في معظم الحالات بالشفاء التام للمريض بعد 7-10 أيام من بداية المرض ولا يتطلب تأهيلًا.

بالنسبة للتهاب الأنف المزمن، ستساعد الإجراءات العلاجية الكفيلة في تقليل نشاط التفاقم، وتحويل المرض إلى مرحلة التناغم، وإذا تبع المريض تدابير الوقاية بعناية، فإنه سيحتفظ بحالة التناغم التي تم التوصل إليها لفترة طويلة.

بعد علاج جراحي للتهاب الأنف المزمن المتضخم، يحتاج المريض إلى المراقبة في المستشفى، ومدة المراقبة تعتمد على طريقة التدخل الجراحي وتتراوح من 1-2 إلى 4-5 أيام. بعد الخروج، يجب على المريض تجنب التحميل البدني الثقيل لمدة 2-3 أسابيع، والامتناع عن زيارة المناطق الحارة والحمامات، وتجنب الفرك الشديد للأنف.

المصادر:
  • Piskunov G.Z., Piskunov S.Z. Clinical Rhinology: A Guide for Physicians. – 2nd edition. – Moscow: Medical Information Agency, 2006. – P. 183-205.
  • Shakhova E.G. Modern View on the Problem of Rhinitis. Russian Medical Journal. Medical Review. 2018;2(5):3-6.
  • Krivopalov A.A., Ryazantsev S.V., Shatalov V.A., Shervashidze S.V. Acute Rhinitis: New Therapeutic Possibilities // Medical Science. 2017. No. 8.