التهاب الجيوب الأنفية (Sinusitis)

تعريف المرض وأسبابه

التهاب الجيوب الأنفية هو مرض التهابي يؤثر على الغشاء المخاطي للجيوب الفكية العليا. يتم تمركزها في سمك الفك العلوي وتعتبر واحدة من أنواع الجيوب الجانبية للأنف. يجب علاج التهاب الجيوب الأنفية بالتأكيد لأن هذا المرض قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، منها التهاب السحايا، وخراج الدماغ، وتورم الحجاج، والتهاب عصب الثلاثي وغيرها.

بشأن المرض
يصاب بالتهاب الجيوب الأنفية البالغون والأطفال الذين تجاوزوا سن 5 سنوات. بالنسبة للأطفال في سن مبكرة، فإن هذا التشخيص عادةً غير صحيح لأن الجيوب لديهم غير متطورة بشكل كافٍ.

وفقًا للإحصائيات، يصاب حوالي 8% من سكان العالم سنويًا بالتهاب الجيوب الفكية، وغالبًا ما تكون الحالة حادة، ولكن في بعض الحالات تأخذ مسارًا مزمنًا. يساعد العلاج المبكر في تجنب تفاقم العملية ويقلل من احتمالية حدوث مضاعفات.

أنواع

تقسم أطباء الأذن والأنف والحنجرة التهاب الجيوب الأنفية إلى أحادي وثنائي الجوانب، حاد ومزمن.

بناءً على طريقة اختراق العدوى إلى الجيب، يُميِّز أطباء الأذن والأنف والحنجرة بين أنواع التهاب الجيوب الأنفية التالية:

  • دموي المنشأ (مع تدفق الدم من مراكز العدوى البعيدة)
  • الأنفي (من المسارات التنفسية العليا المصابة بعملية العدوى)
  • سني المنشأ (من الأسنان التسوسية الموجودة على مقربة من الجيب)
  • مباشر، أو إصابي (من الخارج عند وجود إصابة مفتوحة في الجمجمة)

التهاب الجيوب الأنفية الحاد يُمكن تقسيمها بناءً على طبيعة الإفرازات في الجيب إلى كاتارية أو قيحية.

أما التهاب الجيوب الأنفية المزمنة، فتُقسم بناءً على تغيرات الغشاء المخاطي للجيب المتأثر إلى تنسيجي وإنتاجي. التهاب الجيوب الأنفية التنسيجية تُميِّز بين الكاتارية والقيحية حسب طبيعة الإفرازات، في حين يُمكن تقسيم التهاب الجيوب الأنفية الإنتاجية إلى الضمورية، والبوليبية، والنخرية، والزمنية. في الحالة الأولى، يكون العملية السائدة هي إفراز السائل التهابي من خلايا المتضررة، بينما في الثانية، تحدث تغييرات في هيكل وسماكة الغشاء المخاطي.

أعراض التهاب الجيوب الأنفية

الأطفال والبالغون الذين يعانون من التهاب الجيوب الأنفية الحاد يشكون من علامات المرض التالية:

  • احتقان الأنف من جهة واحدة أو من الجهتين، والذي لا يمكن التخلص منه حتى مع استخدام المضادات الانقباضية.
  • إفرازات من الأنف ذات طابع مخاطي، مخاطي-قيحي، أو قيحي.
  • إحساس بالإزعاج أو الألم في الأنف، فوق الجيب المتضرر، في منطقة الأنف، في العينين وفوقهما، تزداد عند تغيير وضع الرأس، وتشع إلى العينين، والجبين، والأسنان.
  • الصداع.
  • انتفاخ الجفون والخد.
  • الدموع.
  • السعال الليلي (يحدث بسبب تدفق الإفرازات من الجيوب على الجدار الخلفي للحلق).
  • تدهور حاسة الشم.
  • رائحة وطعم غير مستحبين في الفم.
  • احتقان في الأذنين.
  • ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
  • ضعف وإرهاق.

التهاب الجيوب الأنفية المزمنة تتقلب بين فترات تفاقم وفترات تحسن. الصورة السريرية لتفاقم المرض ليست بالقدر الكبير مثل الشكل الحاد – حيث تكون الأعراض مماثلة ولكن أقل تعبيراً. في فترة التحسن، يشعر المريض بنفسه تقريبًا أو كلياً بالصحة.

أسباب التهاب الجيوب الأنفية

يمكن أن تكون الأسباب التي تؤدي إلى التهاب الجيوب الأنفية :

  1. الفيروسات.
  2. البكتيريا.
  3. ردود الفعل التحسسية.
  4. الإصابات.

غالبًا ما تكون هذه الحالة مضاعفة للإصابة بالتهاب الجهاز التنفسي العلوي. وتسبب هذه الحالة، بالإضافة إلى أمراض أخرى ذات طبيعة عدوى أو حساسية، في تقليل مستوى المناعة. يصبح الجهاز المناعي عرضة للهجوم من قبل البكتيريا، حيث يتسربون إلى الجيوب الجانبية للأنف. يعيق الورم الالتهابي في الغشاء المخاطي تصريف المخاط، وبالتالي تخلق الجيوب ظروفًا مناسبة لتكاثر البكتيريا مثل العنقوديات والعصوية وغيرها.

كما أن سببًا شائعًا للغيمورايت لدى البالغين هو الأمراض السنية غير المعالجة في الوقت المناسب أو تصريف مواد التركيب السداسي لأعلى السن مباشرة إلى الجيب الفكي العلوي أثناء العلاج الجذري للأسنان. تُعرف هذه النوعية من المرض باسم التهاب الجيوب الأنفية الأسناني.

العوامل التي تُسهم في تطور الالتهاب في جيوب الغيمورا تشمل انحراف الحاجز الأنفي، والخصائص التشريحية للهيكل الوجهي، وتضخم اللوزات اللحمية، ووجود الأورام.

تشخيص التهاب الجيوب الأنفية

تشخيص وعلاج التهاب الجيوب الأنفية لدى البالغين والأطفال هو مهمة أخصائي الأذن والأنف والحنجرة.

في بداية عملية التشخيص، يقوم الطبيب بمقابلة المريض للتحقق من الشكاوى وسجل التاريخ الطبي (تاريخ تطور المرض). ثم يجري فحصًا خارجيًا للمريض، ويقوم برينوسكوبية (فحص تجويف الأنف)، وفحص للحلق، وفحص للأذن. باستخدام هذه الطرق، سيقوم أخصائي الأذن والأنف والحنجرة بتقييم حالة الغشاء المخاطي ويتنبأ بمكان وطبيعة العملية المرضية.

ثم يُنصَح المريض بإجراء فحص إضافي يشمل:

  1. تحليل الدم العام.
  2. صورة الأشعة السينية للجيوب.
  3. التصوير المقطعي للجيوب الأنفية.

يمكن أن يُوصَى أيضًا بتحليل الدم لاختبارات الحساسية والتحليل المناعي حسب الحاجة.

هذه الطرق التشخيصية تساعد الطبيب في فهم طبيعة التهاب الجيوب الأنفية ومرحلة العملية المرضية في الجيوب، وهو أمر مهم لتحديد استراتيجية العلاج.

في حالة التهاب الجيوب الأنفية المزمنة التي تصعب عملية العلاج، يمكن إجراء تنظير تشخيصي للجيب مع فحص محتواها بواسطة الميكروبيولوجي لتحديد الكائن المسبب وحساسيته للمضادات الحيوية.

الوقاية

لا توجد وقاية خاصة لالتهاب الجيوب الأنفية. وتشمل الوقاية العامة:

  1. علاج الالتهابات التنفسية العلوية (الزكام) وتأكيد علاج تسوس الأسنان ومصادر العدوى الأخرى بشكل فعّال وفي الوقت المناسب.
  2. تصحيح انحراف الحاجز الأنفي إذا كان موجودًا.
  3. الحفاظ على نمط حياة صحي.
المصادر:
  • Vladimir Palchun: Otorhinolaryngology. National Guidance. Publisher: GEOTAR-Media, 2020, 1060 p.
  • Clinical Recommendations: Acute Sinusitis. Professional Associations: National Medical Association of Otorhinolaryngologists. 2016.
  • Palchun V.T., Kryukov A.I. Otorhinolaryngology: A Guide for Physicians. – Moscow: Medicine, 2001. – 616 p.