
التعريف
التهاب الغدة الدرقية – هو التهاب في الغدة الدرقية بأسباب متنوعة، ويمكن أن يكون حادًا أو فوق حادًا أو مزمنًا، ويمكن أن يكون أيضًا من الطابع الذاتي المناعي.
حول المرض
التهاب الغدة الدرقية هو اضطراب خطير في وظيفة الغدة الدرقية يتطلب علاجًا فوريًا. يتميز المرض بتنوع الأعراض، ويمكن أن يكون ذلك شعورًا دائمًا بالضعف والنعاس أو ألمًا حادًا في منطقة الرقبة وارتفاع في درجة حرارة الجسم. يُفسر هذا التنوع بتصنيف التهاب الغدة الدرقية الذي يشمل عدة أنواع من الاضطرابات. يتميز المرض بأنه في كثير من الحالات يبدأ بأعراض ترتبط بزيادة مستوى الهرمونات، ولكن بعد تخفيف الالتهاب يبدأ فترة من الغدة الدرقية القليلة. وبالتالي، ستختلف علامات التهاب الغدة الدرقية بشكل جذري.
تصنيف التهاب الغدة الدرقية
يستند تصنيف التهاب الغدة الدرقية إلى طبيعة العملية الالتهابية، وحسب هذا النقطة يتم التمييز بين الأشكال الحادة والشبه حادة والمزمنة، بالإضافة إلى الشكل الذاتي المناعي.
الحاد:
- يمكن أن يكون حادًا موضعيًا (يؤثر على جزء واحد) أو موسعًا – حيث يتضرر الغدة بأكملها.
- يختلف الالتهاب بين دموي وغير دموي اعتمادًا على نشاط البكتيريا، ويمكن أن يكون مع وجود ميكروبات ضارة أو بدونها.
شبه حاد:
- يسببه الفيروسات ويأتي بثلاثة أشكال سريرية: الحبيبي، اللمفاوي، والرئوي.
- يتم تسميته “شبه حاد” لأن التظاهرات السريرية تستمر لفترة أطول من التهاب الغدة الدرقية الحاد وتتفوق في شدتها على التظاهرات المزمنة.
مزمن:
- يتطور التهاب الغدة الدرقية المزمن نتيجة لعمليات الذات المناعية المصاحبة للسل أو السيلان أو التسمم الدموي أو الإصابة بالفطريات.
- يشمل أشكالًا مختلفة مثل التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو، وتضخم ريديل (زيادة في الأنسجة الرابطة)، وأشكال أخرى.
يصاحب أي التهاب في الغدة الدرقية اختلال في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، حيث يكون ارتفاع إنتاج الهرمونات في المراحل الأولى (فرط الدرقية)، ولكن بمرور الوقت في التهابات الشبه الحادة والمزمنة يحدث تراجع في الوظيفة مع تطور هبوط الدرقية (نقص الوظيفة).
إذا لاحظت أعراض مشابهة، استشر طبيبك. لا تداوي نفسك بنفسك - فهذا يشكل خطراً على صحتك!
أعراض التهاب الغدة الدرقية تظهر بشكل مختلف في جميع أشكاله.
التهاب الغدة الدرقية الحاد مع تقرحات:
- يتسارع السرير بشكل مماثل لأي عملية تقرحية أخرى، مع حمى وألم حاد في الجهة الأمامية من الرقبة ينتقل إلى الفك والأذن واللسان والرأس، مع قشعريرة وضعف حاد.
- تتميز بتسمم قوي يظهر على شكل تعب، آلام المفاصل والعضلات، التعرق الزائد، وضعف يصاحبه زيادة في ضربات القلب.
بدون تقرحات:
- يمر بشكل أخف قليلاً، حيث يكون اضطراب تصنيع الهرمونات طفيفًا.
الشبه حاد:
- يبدأ تدريجياً مع تزايد التظاهرات بلطف، مع ارتفاع درجة الحرارة دون تجاوز 38 درجة مئوية، وألم أقل. يصعب تحريك الرأس ويؤلم مضغ الطعام الصلب. عند اللمس، الغدة ليست مؤلمة بشكل متوسط، ولا يوجد انتفاخ في الغدد الليمفاوية.
المزمن:
- يظل غير واضح لفترة طويلة، ثم يظهر شعور بـ”التضيق” الذي يصعب ابتلاعه. مع زيادة حجم الغدة بشكل كبير، يظهر قسوة في الصوت، وصعوبات في البلع والتنفس. ينخفض مستوى الهرمونات، وتضغط الأوعية الدموية في الرقبة، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الطنين في الأذنين وانخفاض الرؤية.
أسباب التهاب الغدة الدرقية تختلف حسب النوع:
الحاد:
- يتطور بعد التهاب في الحلق أو الرئتين، حيث تصل العدوى إلى الغدة عبر الدورة الدموية. يمكن أن يحدث التهابًا غير جرثومي بعد الإصابة أو التعرض للإشعاع.
الشبه حاد:
- يتطور بشكل رئيسي في النساء في الفترة العمرية النشطة (30-50 عامًا) بعد عدة أسابيع من الإصابة بالإنفلونزا أو العدوى بالفيروسات الناتجة عن الحصبة، والتهاب الغدة اللعابية. قد يحدث أيضًا بعد أمراض مزمنة في الأنف والحلق. يكون مسار المرض إيجابيًا، وفي معظم الحالات ينتهي بالشفاء التام.
المزمن:
- يصيب بشكل أكثر شيوعًا النساء فوق سن 50 بعد الجراحة على الغدة، ويكون لديهن سكري، حساسية، أو تميل لهذا النوع من الالتهاب بناءً على التوريث.
تلك هي بعض الأسباب المحتملة ولكن يجب أن يتم تشخيص وعلاج أي حالة بواسطة أخصائي طبيب يعتمد على التاريخ الصحي والفحوص الطبية.
تشخيص التهاب الغدة الدرقية
يبدأ بالفحص السريري واستكشاف تفاصيل الأعراض. يتم إجراء العديد من الفحوصات التشخيصية لتحديد نوع وشدة المرض، وتشمل:
- تحليل الدم: يكشف عن علامات الالتهاب.
- تحليل الدم لهرمونات الغدة الدرقية: يكشف عن زيادة أو نقص في إنتاج الهرمونات.
- التصوير بالموجات فوق الصوت (الألتراسونوجرافيا): يُظهر الحجم، العقد، المناطق التي قد تحتوي على تقرحات، والفيبروز (تضخم الأنسجة الرابطة).
- فحص الغدة لقدرتها على تجميع اليود الإشعاعي (السينتيجرافية): يستخدم لاكتشاف العقد النشطة والعقد الغير نشطة هرمونيًا.
هذه الفحوصات تُجرى لتحديد الحالة بشكل دقيق وتحديد الخطة العلاجية بناءً على نوع وشدة المرض.
علاج التهاب الغدة الدرقية
علاج التهاب الغدة الدرقية يعتمد في الغالب على العلاج التحفظي، وتُستخدم الإجراءات الجراحية فقط في حالات الأشكال الشديدة. ينتهي التهاب الغدة الدرقية الحاد والشبه حاد بالشفاء التام عند التدخل العلاجي في الوقت المناسب. إذا تسبب العملية الالتهابية الصديدية في ذوبان كمية كبيرة من أنسجة الغدة، قد يتشكل فرط الدرقية المستمر.
- العلاج التحفظي:
تعالج الأشكال الخفيفة بوساطة الأدوية، حيث يُوصف مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، وفي الحالات الشديدة يُعطى جرعات منخفضة من الهرمونات الكورتيزونية. - للأشكال الشبه الحادة والمزمنة:
الهدف الرئيسي هو كبح العملية الالتهابية الذاتية وتعويض الوضع الهرموني باستخدام هرمونات الغدة الدرقية الاصطناعية. - العلاج الجراحي:
يُعالج أشكال الصديد جراحيًا، حيث يتم إجراء تطهير بالتسريب وعلاج مضاد للبكتيريا. إذا تكون الخراج قد تكون، يتم فتحه ومن ثم يُعالج كجرح صديد. - إزالة جزء من الغدة جراحيًا:
تُستخدم في حالات الفيبروز، عندما تضغط الأنسجة الرابطة المتنامية على الأوعية الدموية وتعيق البلع أو التنفس.
المصادر
- Kuzovnikova A.S., Dubensky V.S. Hashimoto’s Autoimmune Thyroiditis. Published in FORCIPE (2019), as part of the application.
- Yukhnovets A.A. Diagnosis and Treatment of Autoimmune Thyroiditis. Featured in the Vestnik VGMU (2004), Issue 3.
- Menkov A.V. Surgical Treatment of Autoimmune Thyroiditis. Published in Contemporary Technologies in Medicine (2011), Issue 2.