حول التهاب الكبد السام
التهاب الكبد السام هو مرض حاد أو مزمن يصيب خلايا الكبد (الخلايا الكبدية). تُعتبر سبب هذه الحالة تأثير مادة سامة للكبد إما في تركيز عالٍ مرة واحدة أو بجرعات صغيرة على مدى فترة زمنية طويلة. يمكن أن يؤدي التفاعل مع السموم الموجودة في المنظفات المنزلية والكحول والأدوية إلى مضاعفات خطيرة للغاية مثل إصابة خلايا الكبد. يتميز التهاب الكبد السام بالتهاب وموت خلايا الكبد، والذي في حال عدم تلقي العلاج في الوقت المناسب وبشكل صحيح قد يكون غير قابل للعكس. يتم علاج هذا المرض في المستشفى، ويتطلب استخدام مضادات السموم وأجهزة تنقية الدم والأدوية الداعمة.
سبب المرض:
يتعلق مسار المرض بتأكسد الدهون، وتحلل البروتين، واستنزاف مخزون ATP، واختلال وظيفة الميتوكوندريا، وتدمير هيكل الخلية للمستقبلات الغشائية.
عن المرض:
تقوم الكبد بربط وتحييد جميع المواد الكيميائية التي تدخل الدورة الدموية. ولكن الضغط الوظيفي المرتفع وتأثيرات المواد السامة المنتجة أثناء تحلل السموم قد يؤدي إلى تلف الأعضاء. وهذا يؤدي إلى اضطرابات عديدة في الجسم، وفي حالة عدم العلاج، يمكن أن يؤدي إلى وفاة المريض بسبب القصور الكبدي.
ووفقًا للإحصائيات، يصيب المرض حوالي 0.002% من السكان. واليوم، يشهدنا انخفاضًا في حالات التهاب الكبد السام بسبب استبدال المواد السامة بالبدائل الآمنة في الإنتاج. ومن بين الأشخاص الذين يعانون من الإدمان على الكحول والمخدرات، يبقى خطر إصابتهم بأمراض الكبد مرتفعًا.
الأعراض:
تختلف علامات التهاب الكبد السام اعتمادًا على درجة التسمم ونوع المادة السامة. في بعض الحالات، قد لا يلاحظ المرضى أية تغيرات في حالتهم الصحية، ويتم تشخيص إصابتهم بالكبد فقط من خلال الفحوصات.
وتشمل الأعراض الشائعة لمعظم المرضى:
- طعم مر في الفم.
- التعب.
- فقدان الشهية.
- التجشؤ.
- تورم البطن.
- آلام في الجانب الأيمن.
- صفار العينين والجلد والأغشية المخاطية.
- ارتفاع في درجة الحرارة إلى 38 درجة مئوية.
وفي حالات الإصابة الشديدة بالتهاب الكبد السام، قد تشمل الأعراض:- نزيف المخاطي.
- اضطرابات نفسية.
- صعوبة في التنفس.
وتُعتبر مظهرية الإخراج (التخلص من السم) مؤشرًا سريريًا هامًا؛ حيث يقل الأعراض السامة عند توقف تأثير السم، وتحسنت حالة المريض.
الأسباب:
تحدث الإصابة بالتهاب الكبد السام نتيجة تعرض الكبد للمواد السامة التالية:
- السموم الصناعية: مبيدات الآفات، والزرنيخ، والألدهيدات، والفينولات.
- القلويدات النباتية: الستريكنين، والكينين، والكولشيسين.
- الفطر السام.
- الكحول الإيثيلي.
- الأدوية: العقاقير النفسية، والمضادات الحيوية، والمواد الكيميائية الخافضة للجسم.
يزداد خطر الإصابة بالتهاب الكبد السام في الحالات التالية:- سوء البيئة.
- الضغوط النفسية.
- النظام الغذائي غير الصحي.
- تناول الأدوية بدون وصفة طبية.
- الاعتماد الزائد على الكحول.
- اضطرابات في نظام الصفراء في الجسم.
الأنواع:
يمكن تقسيم التهاب الكبد السام إلى أشكال حادة ومزمنة. في الحالة الأولى، تظهر الأعراض بشكل حاد خلال 2-5 أيام من التعرض للسم في جرعة عالية. أما التهاب الكبد السام المزمن، فإن تطوره يكون ببطء، وقد يستمر لسنوات. ويعتبر الطيف الضعيف للأعراض سببًا رئيسيًا للتأخير في استشارة الطبيب، حيث قد لا يتم الكشف عن المرض حتى يصل إلى مرحلة متقدمة، مما يشكل تحديًا كبيرًا في توفير المساعدة الفعالة للمرضى واستعادة وظيفة الكبد.
التشخيص:
يشمل تشخيص التهاب الكبد السام الفحوصات المخبرية والصور الطبية مثل:
يتضمن التحقيق عند الاشتباه في التهاب الكبد السام الأساليب الأدوات والمختبرية القياسية المعتادة للكشف عن أمراض الكبد من أي سبب. تساعد الإجراءات التشخيصية في تقييم درجة نشاط التهاب الكبد السام وشدة الضرر لوضع خطة علاج فعالة.
بعد الفحص وجمع التاريخ الطبي، سيقوم الطبيب بوضع خطة تشخيص تشمل:
- تحليل الدم الكيميائي لتحديد مستوى البيليروبين، والفوسفاتاز القلوية، وألانين أمينو ترانسفيراز (ALT) وأسبارتات أمينو ترانسفيراز (AST).
- تحليل التخثر.
- تحاليل الدم والبول العامة.
- فحوصات للكشف عن التهاب الكبد الفيروسي والعدوى والذاتي والإشعاعي.
- الموجات فوق الصوتية لأعضاء البطن.
- التصوير الومضاني الكبد.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- البحث الجراحي مع أخذ عينة من أنسجة الكبد للدراسة النسيجية.
يجب تمييز التهاب الكبد السام عن تليف الكبد الناجم عن أسباب بكتيرية وفيروسية وطفيلية، ومن الأمراض الصفراوية والتهاب البنكرياس الحاد والسرطان والتهاب الكبد التليفي والتهاب الكبد التليفي البارد وتشوهات التطور.
المعايير التشخيصية الرئيسية التي تشير إلى وجود التهاب الكبد السام لدى المريض هي الارتباط بتناول الأدوية السامة للكبد والكحول والمخدرات والمواد الكيميائية المنزلية والصناعية. من المهم أيضًا استبعاد الأمراض الكبدية الأخرى.
علاج التهاب الكبد السام
يقوم علاج التهاب الكبد السام على إزالة الاتصال بالمادة السامة بشكل كامل لوقف تقدم المرض. بعد ذلك، سيصف الطبيب علاجًا يهدف إلى استقرار غشاء الخلايا الكبدية، وتثبيط تطور التليف (استبدال الأنسجة السليمة بأنسجة توصلية)، وتحفيز التجدد وإصلاح الخلايا.
يتضمن العلاج الطارئ وإزالة السموم من الجسم:
- غسيل المعدة.
- تناول مادة ممتصة للسموم.
- العلاج بالتسريب والمضادات.
- تنقية الدم من خارج الجسم (تصفية البلازما، والجمع بالدم).
يتم العلاج التأهيلي بعد إزالة أعراض التهاب الكبد السام في المستشفى، حيث يتلقى المريض أدوية تعمل على زيادة إفراز المرارة وحماية الكبد، بالإضافة إلى العلاج التخفيفي والداعم وفيتامينات من مجموعة ب، وحمض الفوليك، والنياسين، وحمض الأسكوربيك.
بعد علاج التهاب الكبد السام الحاد والمزمن، يجب تخفيف الضغط على الكبد من خلال الالتزام بتوصيات النظام الغذائي: الامتناع تامًا عن تناول الكحول والأطعمة الدهنية والمالحة. يجب أن تتكون القاعدة الغذائية من الخضروات والمنتجات الألبانية، ويجب تناول الطعام بكميات صغيرة وفقًا لجدول زمني دقيق.
الوقاية
الطريقة الوحيدة لتجنب تطور التهاب الكبد السام هي تجنب الاتصال بأي مواد تمتلك خصائص سامة للكبد. عند العمل مع المواد الكيميائية، يجب استخدام جميع التدابير الوقائية.
من المهم أيضًا الامتناع عن تناول الكحول وأي مواد تحتوي على خصائص نفسية دون وصف طبي. يجب تناول أي علاج بحذر. ينبغي أيضًا الحذر من العلاجات النباتية، مثل الشايات والاستخلاصات العشبية، حيث إن حتى الماء العادي يمكن أن يكون سامًا للإنسان عند تناوله بكميات تزيد عن 6 لترات.