
تعريف المرض. أسباب المرض
التهاب اللثة هو مرض التهابي للأنسجة اللثوية يتميز بالألم والانتفاخ والنزيف وإفراز الصديد (السائل الذي تنتجه الأنسجة ردًا على التهاب).
تصبح اللثة الملتهبة ناعمة وخشنة وغير ملتصقة بشكل جيد بتوصيلات الأسنان. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 90-95% من البالغين من العمليات الالتهابية في أنسجة الفم الرخوة، ويحدث فقدان الأسنان بسبب التهاب اللثة والأنسجة اللبية (الأنسجة المحيطة بالأسنان) خمس مرات أكثر من الإصابة بتسوس الأسنان.
في معظم الحالات، يحدث التهاب اللثة بسبب تراكم الطبقة الجيرية السنية نتيجة لسوء نظافة الفم. تهيج البلاكيت المتكونة على الغشاء المخاطي بشكل مستمر، وتشكيل الجيوب (زيادة المسافة بين السن والأنسجة اللينة)، حيث تتكاثر البكتيريا بنشاط. أي أن البكتيريا هي السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب اللثة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون التهاب اللثة نتيجة للحساسية أو العدوى الفطرية أو الفيروسية.
العوامل المحفزة للتهاب اللثة:
- تغيرات في الهرمونات؛
- السكري؛
- نقص فيتامينات؛
- الإيدز المكتسب (الفيروس المضخم للورم البشري) والمفرط في الإنتاج الرئوي (متلازمة دي جورجي)؛
- الحمل؛
- اللوكيميا؛
- نقص فيتامين ج؛
- وراثة معقدة (وجود أقارب مقربين يعانون من أمراض التهابية للثة)؛
- إصابة اللثة.
يمكن أن تحدث إصابات في الغشاء المخاطي نتيجة لعضوية غير صحيحة، أو الإجراءات السنية، أو التعرض للمواد الكيميائية العدوانية، أو استخدام فرشاة أسنان صلبة، أو تناول الطعام الصلب. حتى الإصابة الطفيفة للطبقة الجلدية تشكل مدخلاً للعدوى.
إلى العوامل الطبية (المرتبطة بالإجراءات الطبية) التي تساهم في الالتهاب تشمل حواف الأسنان الاصطناعية الحادة، والتيجان غير المصقولة، والحشوات غير الملمسة للأنسجة اللثوية.
أعراض التهاب اللثة:
في المرحلة الأولية من المرض، يشكو المرضى من عدم الارتياح في الفم. عند الفحص، يكون منطقة اللثة المصابة محمرة (أي أنها تعاني من التورم) ومتضخمة. يمكن أن يحدث نزيف أثناء تناول الطعام الصلب وتنظيف الأسنان. عادةً ما لا تكون هناك آلام في المرحلة المبكرة من المرض. يشكو العديد من المرضى من زيادة إفراز اللعاب.
تنفصل اللثة الملتهبة عن سطح السن، ويتراكم بقايا الطعام في الجيب المتشكل، مما يؤدي إلى رائحة فم غير مستحبة. إذا لم يتم علاج المرض، فإن البكتيريا تتكاثر بشكل نشط في الجيب، ويتطور تسوس عنق السن.

مع مرور الوقت، يظهر ألم في اللثة، يزداد أثناء تناول الطعام وأثناء الفحص السني. يكون الألم خاصة حادًا عند تناول الطعام الساخن أو البارد أو الحامض. يمكن أن تظهر أعراض عامة بالإضافة إلى الأعراض المحلية في حالة وجود التهاب شديد أو عملية متقدمة: ارتفاع في درجة الحرارة، وضعف، وزيادة في التعب، واضطرابات النفسية.
عند الفحص، يرى الطبيب تغير لون الأجزاء المتضررة من الغشاء المخاطي، وتضخم بين الأسنان وحواف اللثة. عادةً ما يوجد ترسب البلاكت في منطقة الالتهاب، بالإضافة إلى ترسب الجير والتسوس. يمكن أن تنزف اللثة أثناء الفحص بأداة سنية. في حالة الالتهاب المزمن، يكون الصورة السريرية غير واضحة، لكن يمكن أن يكون هناك تضخم ملحوظ للأنسجة الرخوة. و حالة الانتقال الطويل للمرض، قد تغطي اللثة المتضخمة معظم تاج السن تقريبًا. في حالات التهاب اللثة التقشيري (مع ظهور بثرات على اللثة) والقرحي، قد تتكون بثور وقرحات على اللثة.
تصنيف ومراحل تطور التهاب اللثة:
وفقًا للتصنيف الدولي للأمراض النسخة 10 (ICD-10)، يتم تمييز التهاب اللثة بنمط حاد ومزمن:
- في حالة التهاب حاد، يشعر المريض بالألم وعدم الارتياح، وغالبًا ما تحدث نزيف اللثة وتكون الأنسجة اللينة محمرة.
- يمكن أن يسبب الالتهاب المزمن بعض الانزعاج أحيانًا، حيث يعاني المريض من رائحة فم غير مستحبة، وغالبًا ما يتضخم حافة اللثة على شكل قضيب. يتم تقسيم النموذج المزمن لالتهاب اللثة إلى الأنواع التالية:
- مزمن بدون تحديدات إضافية.
- تقشري (مع ظهور بثرات على اللثة).
- متضخم (يتميز بتكاثر اللثة).
- مارجينال بسيط (يؤثر على حافة اللثة).
- قرحي.

وبالنسبة لانتشار الالتهاب، يمكن أن يكون التهاب اللثة محليًا أو عامًا. في الحالة الأخيرة، غالبًا ما يظهر أعراض عامة مثل ارتفاع درجة الحرارة والضعف.
وبالنسبة لشدة الحالة:
- الإصابات الخفيفة في المخاط تؤثر فقط على السوبات اللثوية.
- الإصابات المتوسطة تشمل حافة اللثة الحرة في عملية الالتهاب.
- الإصابات الشديدة في المخاط تشمل التهاب الأنسجة اللينة الملتصقة بالسن.
وبالنسبة للسمات المورفولوجية:
- التهاب اللثة القطري: يتميز بإفراز كبير من السائل، وتضخم المخاط والألم المحلي وارتفاع درجة الحرارة المحلي.
- التهاب اللثة المتضخم: يتضخم السوبات بين الأسنان ويمكن أن تغلق بالكامل على السن في بعض الأحيان. تصبح اللثة لونها أزرقا، وتنزف أثناء الطعام أو تنظيف الأسنان أو الفحص السني، وتتشكل جيوب لثوية عميقة.
- التهاب اللثة القرحي: يتحول المخاط إلى لون رمادي وتظهر مناطق الانهيار.
في المرحلة الأولية من المرض، تلاحظ اللثة الاحمرار والانتفاخ ونزيف اللثة. إذا تم التوجه إلى طبيب الأسنان في الوقت المناسب، يمكن إزالة الالتهاب بسرعة واستعادة الأنسجة اللينة بالكامل.فإن عمليات التدمير تتطور في اللثة، ويتم استبدال العيوب بالأنسجة اللحمية. إذا استمر الالتهاب في التقدم، يمكن أن ينتقل العملية إلى أنسجة الدعم، مما يمكن أن يؤدي إلى فقدان الأسنان.
المضاعفات لاتهاب اللثة:
التهاب اللثة ليس مرضًا غير خطير كما يعتقد بعض المرضى. العديد من الأشخاص يعتقدون أن الالتهاب سيزول بمفرده دون ترك أي آثار. هذا ممكن فقط في حالة وجود بؤرة صغيرة من الإصابة ووجود مناعة قوية. يجب أن نتذكر أن اللثة الملتهبة هي مصدر للعدوى التي يمكن أن تنتشر في الفم وتسبب عواقب خطيرة. لذا، يجب اللجوء إلى الرعاية الطبية عند الظهور الأول للأعراض. أبرز مضاعفات التهاب اللثة:
- – التغيرات القرحية النخرية في المخاط.
- – التهاب الأنسجة المحيطة بالسن (البارودونتيت).
- – التهاب الغشاء المخاطي المرتبط بالسن (البيريودونتيت).
- – انتشار العدوى خارج الفم.
عند وجود التهاب في اللثة، تتفاعل القوى المناعية للجسم (الخلايا الليمفاوية والماكروفاج) مع السموم التي تفرزها البكتيريا. إذا لم يتم التصدي للعملية الالتهابية في الوقت المناسب، فإن الطبقة الخارجية للمخاط قد تبدأ في التلف. في المراحل الأولية، يمكن عكس هذه العملية، ولكن مع استمرار المرض لفترة طويلة، تتضخم اللثة بسبب النسيج الحبيبي. في هذه الحالة، قد يكون العلاج العلاجي غير فعال.
يمكن أن تنتشر الزوائف التي أصابت اللثة إلى أنسجة البارودونت. يؤدي هذا إلى اضطراب في ثبات الأسنان، ومع مرور الوقت، إلى فقدانها. وبالتالي، يمكن فقدان الأسنان الصحية تمامًا بسبب أمراض اللثة.
البكتيريا التي تنمو بين اللثة والسن يمكن أن تسبب تسوس السن اللثوي. بالإضافة إلى ذلك، فهي مصدر دائم لرائحة الفم الكريهة التي لا يمكن التخلص منها حتى بتنظيف الأسنان واستخدام محاليل الشطف وتحسين رائحة الفم.
في حالات الالتهاب الشديدة، ينتقل العملية الالتهابية إلى العظم الفكي. وهذه مضاعفة خطيرة جدًا تصعب علاجها وقد تؤدي إلى تغيرات لا رجعة فيها في هيكل الوجه وفقدان عدة أو جميع الأسنان. قد يتطور التهاب الفك المصاحب للعظم عندما يتلف العظم وتتشكل النواصي – ممرات تخرج منها القيح من منطقة جذر السن إلى الفم. يسبب المرض تدهورًا كبيرًا في حالة المريض، ويؤدي إلى التسمم العام: الضعف، وتقليل القدرة على العمل، وارتفاع درجة حرارة الجسم، وآلام في العضلات والمفاصل.
يمكن أن تنتشر العدوى عبر الدورة الدموية بعيدًا عن الفم. في هذه الحالة، قد يتطور أمراض التهابية للأعضاء الأخرى مثل التهاب الحلق النقري أو خراج الحلق الجانبي. يمكن أن تصاب أعضاء غير مجاورة بالالتهاب أيضًا. في حالة تسبب العصوبات في التهاب اللثة، يمكن أن يتطور التهاب القلب العضلي (التهاب عضلة القلب) أو التهاب الكلية.
علاج التهاب اللثة
لعلاج اللثة بنجاح، يجب في المقام الأول التخلص من سبب الالتهاب. لهذا الغرض، يتم إزالة الترسبات والجير.
في المراحل الأولية للمرض، قد يكون كافياً استخدام الإجراءات المحلية والمضادات الحيوية الموضعية. يتم استخدام الميترونيدازول والكلورهيكسيدين ومغليات الصعتر والبابونج لتخفيف الالتهاب. يتم استخدام “سولكوسيريل” وزيت السمك الغني بفيتامين E لتعزيز عملية التجدد.
إذا كان التاج أو الحشوة أو كسر السن يسببون الضرر المستمر للثة، فمن الضروري علاج السن وإزالة العامل المسبب للضرر. يجب أن تكون سطح اللثة ناعمة وخالية من التجاعيد والحواف الحادة.
إذا كان الالتهاب منتشرًا وتم تعكير حالة المريض ووجود علامات الالتهاب في تحليل الدم، فقد يتم وصف دورة من المضادات الحيوية ذات الفعالية ضد البكتيريا السالبة. كما يتم استخدام منشطات المناعة والفيتامينات.
في حالة تواجد ألم شديد للمريض، يتم إضافة الأدوية المسكنة للعلاج. لهذا الغرض، يتم استخدام أدوية من مجموعة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
العلاج المتعدد لالتهاب اللثة، قد يتم استخدام أحيانًا أساليب فيزيائية للعلاج كمكمل:
- الكهرباء العلاجية مع الألوفيرا وفيتامين C.
- الفونوفوريس مع مرهم الهيبارين.
- التعرض لمصباح الكوارتز.
- العلاج بالليزر.
- الدارسونفيزيا.
- تدليك اللثة بالفراغ.
في حالة الشكل المتضخم لالتهاب اللثة، قد لا تؤدي الإجراءات العلاجية المذكورة إلى نتيجة إيجابية. في هذه الحالة، يتم حقن مواد تصلبية لتقوية الأنسجة اللينة المتضخمة بين الأسنان. إذا لم يكن من الممكن إزالة الأنسجة اللينة المتضخمة بهذه الطريقة، يتم استخدام تقنيات مثل التجميد بالنيتروجين السائل، أو التقطيع الكهربائي، أو الاستئصال بواسطة شفرة جراحية – الجراحة اللثوية.