التعريف
التهاب المرارة هو التلف الالتهابي لجدران المرارة. يُعتبر هذا المرض واحدًا من أكثر الأمراض شيوعًا في مجال الجهاز الهضمي. وفقًا للإحصائيات، يواجه حوالي 20% من البالغين هذا المرض. وتتفوق النساء اللاتي تزيد أعمارهن عن 40 عامًا بين المصابين.
يُرتبط التهاب المرارة بانخفاض حركة مسالك إخراج الصفراء وتغييرات في خصائص الصفراء. تثير حالات الاحتباس ارتفاع الضغط داخل المرارة، مما يؤدي إلى تخريب إمدادات الدم لجدران العضو. ينتج عن ذلك التهابها، وانخفاض قدرتها على التقلص، والعمليات التنفسية للسوائل، وضعف الوظائف الدفاعية.
حول المرض
في ظل ظروف ارتفاع الضغط داخل الوريد للمرارة، يسهل على العدوى اختراق الجدران. يزيد التغير الالتهابي من الوضع، مما يزيد بدوره من الضغط الداخلي للمرارة. تعتبر تسوس الأنسجة ظروفًا مواتية للتغيرات التكتونية والتقرحية والقيحية في الجدران. يعرض تلف العضو للتسمم البطني والوفاة.
أنواع :
- التهاب المرارة الحصوي:
يُسببه تغيير في خصائص الصفراء وتكوُّن حصى وإغلاق القنوات بالحصى. - التهاب المرارة غير الحصوي:
يُسبب الالتهاب بسبب اختراق الطفيليات إلى المرارة، واضطرابات النشاط الإنزيمي، وأمراض الأوعية الدموية وقلة إمداد الدم لجدران المرارة.
بناءً على خصائص تطور المرض، يمكن تقسيم التهاب المرارة إلى:
- الحاد: يتميز بأعراض حادة وعلامات واضحة للتسمم والعملية الالتهابية.
- المزمن: يتميز بسير متذبذب مع فترات تفاقم وتحسن؛ الأعراض غالبًا ما تكون غير واضحة.
تعتمد تصنيف آخر لالتهاب المرارة على نوعية العملية الالتهابية، مما يشمل:
- التهاب المرارة السيفي: يتميز بانتفاخ جدران المرارة، وتجمع السوائل، وتضيق القنوات.
- التهاب المرارة القيحي: يصاحبه تغيرات صديدية.
- التهاب المرارة النخري: يؤدي إلى تنكسر (تلف) الأنسجة.
- التهاب المرارة التدميري: يتميز بظهور ثغرات قروحية وثقوب في جدران العضو.
وبناءً على شدة الأعراض، يمكن لالتهاب المرارة المزمن أن يظهر بثلاثة أشكال:
- خفيف: نوبات تحدث مرتين في السنة، مصاحبة لألم معتدل يتحسن بشكل ذاتي.
- متوسط الشدة: تفاقم المرض 3 مرات في السنة، مع آلام واضطرابات هضمية شديدة تستمر لمدة 3-4 أسابيع.
- شديد الشدة: تفاقم المرض أكثر من 3 مرات في السنة، مع فترات طويلة تزيد عن شهر، مصاحبة لأعراض واضحة. العلاج التقليدي قليل الفعالية ويترافق مع التهاب الكبد والبنكرياس.
إذا لاحظت أعراض مشابهة، استشر طبيبك. لا تداوي نفسك بنفسك - فهذا يشكل خطراً على صحتك!
أعراض التهاب المرارة الحاد تتضمن:
- آلام حادة في الجهة اليمنى (تشع إلى الكتف والترقوة).
- الضعف.
- التعرق الزائد.
- اضطرابات النوم.
- تجشؤ مع مرارة.
- الغثيان والقيء (مع المرارة).
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- ارتجاف.
في حالة الشكل الحصوي، حينما يتطور تكون الحصى ويحدث انسداد في القنوات، يمكن حدوث اليرقان (اصفرار الجلد والأغشية المخاطية). يثير التغذية غير الصحية، والضغوط النفسية، والأنشطة البدنية الكبيرة، وتناول الكحول بكثرة تفاقم النوبات.
في حالة الشكل المزمن من المرض، في مرحلة الهدوء، لا توجد أعراض. يشكو بعض المرضى من آلام مملة متقطعة في الجهة اليمنى تحت الضلوع، واضطرابات في الجهاز الهضمي، وانتفاخ. يترافق مرحلة تفاقم التهاب المرارة المزمن بأعراض تشبه تلك في الشكل الحاد.
الأسباب الرئيسية لالتهاب المرارة:
- مرض الحصوات الصفراوية:
يؤدي انسداد القنوات بالحصى إلى صعوبة تصريف الصفراء، ويسبب الحصى إصابة جدران المرارة وتمددها بشكل زائد، مما يحجب أحيانًا ممر المرارة. - العوامل الولادية:
يحدث تشوه في تصريف الصفراء مع وجود منحنيات أو اتصاقات أو تضيق غير طبيعي. - اضطراب الحركة:
يثير عدم انسجام في تصريف المرارة عدم تفريغ كامل للمرارة، ويسهم في تكوين الحصى.
عند حدوث احتقان الصفراء، يتكون سيناريو مثالي لاختراق وتكاثر الميكروبات في المرارة. يمكن للكائنات الضارة (بكتيريا، طفيليات) أن تدخل العضو من الأمعاء. في بعض الحالات النادرة، قد يتسلل الكائنات الضارة من خلال الدم أو اللمفا من مناطق متأثرة بالتهاب مزمن بعيد.
تزيد احتمالية تطور التهاب المرارة لدى النساء خلال فترة الحمل ومع بداية سن اليأس. ويشمل مجموعة الخطر أيضًا أولئك الذين يتبعون عادات غذائية غير صحية ويتسمون بتعاطي الكحول والتدخين.
تشخيص المرض:
يقوم أخصائي الجهاز الهضمي بتحديد التشخيص الأولي استنادًا إلى شكاوى المريض، وبيانات التاريخ الطبي، ونتائج الفحص البدني. يتيح الفحص الشامل تحديد أسباب ونوع التهاب المرارة، مما يساعد في اختيار تكتيك فعّال للعلاج. يتضمن التشخيص المختبر:
- تحليل الدم العام: لتقييم مدى التهاب الجسم.
- تحليل الكيمياء الحيوية: لتقييم حالة الأعضاء الداخلية الأخرى.
- تحليل الميكروسكوبي للصفراء: لتحديد خصائصها واكتشاف الكائنات المسببة للالتهاب.
الطريقة الأساسية لتشخيص المرض هي فحص الأمواج فوق الصوتية (الألتراسونوغرافيا) للمرارة. يقوم الطبيب خلال الفحص بتقييم حجم العضو، وحالة جدرانه، والتحقق من وجود حصى وسلامة الممرات. في حالة قلة الدقة في التشخيص بواسطة الألتراسونوغرافيا، يتم إجراء التصوير بالتصوير المقطعي بالحاسوب بواسطة تناول مادة تباين، مما يسمح بدراسة دقيقة للمرارة والأعضاء المحيطة وحجم العمليات الالتهابية والإسكمية.
طرق علاج التهاب المرارة:
اختيار طريقة علاج التهاب المرارة للرجال والنساء البالغين يعتمد على السبب الأساسي للمرض، وشدة الأعراض، ووجود أو عدم وجود علامات الضرر للأعضاء الأخرى، خاصة البنكرياس. تكون جميع الإجراءات موجهة نحو توقيف الالتهاب، وتحسين تصريف الصفراء، والوقاية من عودة المرض. في حالات معقدة، عندما يكون هناك تهديد لحياة المريض، أو يكون العلاج التقليدي غير فعّال، يتم إجراء عملية جراحية.
العلاج التقليدي لالتهاب المرارة:
في الفترة الحادة، يتم إجراء علاج في المستشفى تحت إشراف أخصائي. يصف الطبيب مسكنات الألم ومضادات الالتهاب والمضادات التشنجية والمضادات الحيوية. بعد تخفيف الالتهاب الحاد، يتم استخدام الأدوية التي تعيد خصائص وتدفق الصفراء إلى حالتها الطبيعية، وتزيد من توتر جدران المرارة، وتحتوي على فيتامينات.
أن 85-95٪ من المرضى الذين يعانون من التهاب المرارة المزمن لديهم حصوات (شكل حجري) من المرض، والذي يرتبط بتطور مضاعفات خطيرة، فإن إزالة المرارة هي الطريقة الوحيدة الممكنة والأكثر فعالية لمنع حدوث ذلك. أخير.
تُخصص دورًا كبيرًا للنظام الغذائي لتهدئة العملية الالتهابية، مما يتضمن تناول الطعام بشكل متكرر بكميات صغيرة. يُستبعد الكحول وجميع المواد الضارة (الصلصات، الوجبات السريعة، الحلويات) من النظام الغذائي. لتحقيق استقرار الحالة، يُفضل شرب المياه المعدنية. في حالة التهاب المرارة المزمن، يجب على المريض الالتزام بنظام غذائي باستمرار وإجراء فحصين سنويًا.
العلاج الجراحي لالتهاب المرارة:
يلزم علاج جراحي لالتهاب المرارة المزمن الحصوي، وكذلك النموذج غير الحصوي الذي يحمل مخاطر مرتفعة من التعقيدات. يمكن أن يتم إجراء استئصال المرارة (الكوليستكتومي) بطريقة “الفتح” التقليدية أو عن طريق المنظار. تشمل العمليات ذات الصدمة القليلة وصولًا عبر عدة نقاط في الجدار البطني الأمامي. يقوم الأطباء بمراجعة المرارة والأعضاء المحيطة باستخدام جهاز بصري، ثم يقومون بإزالة المرارة. توفر العمليات ذات الصدمة القليلة نتائج تجميلية جيدة، وفقدان دم قليل، وتقليل مخاطر التعقيدات في فترة ما بعد العملية. بالإضافة إلى ذلك، يترك المريض المستشفى بعد 2-3 أيام فقط من هذه العمليات، ويكون فترة الانتعاش سريعة بشكل كافٍ.
المصادر:
- “Acute Cholecystitis. Clinical Recommendations.”
- “Acute Calculous Cholecystitis: Recommendations of the World Society of Emergency Surgery (WSES) 2016.”
- Prof. T.D. Zvyagintseva, Assoc. I.I. Shargorod, Kharkov Medical Academy of Postgraduate Education, Gastroenterology Department. “Chronic Acalculous Cholecystitis: Clinical Manifestations, Diagnosis, and Treatment.”