التهاب المنطقة حول فتحة الشرج(Paraproctitis)

تعريف المرض وأسبابه:

التهاب (Paraproctitis) هو عملية التهاب وتقيح في الأنسجة الدهنية حول المستقيم. يحتل التهاب المركبة المرتبة الثانية من حيث انتشارها بين أمراض الجهاز الهضمي (بعد البواسير) والمرتبة الأولى في ممارسة الرعاية الجراحية الطارئة.

المرض طبيعته عدوى وفي معظم الحالات يحدث نتيجة لاختراق الكائنات الدقيقة الممرضة من الغشاء المخاطي للأمعاء الغليظة إلى منطقة حول المستقيم. الأعراض الرئيسية للمرض تتضمن الألم والحرقة في منطقة الشرج، بالإضافة إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم.

يتطلب التهاب السِّرَّة فحصًا ضروريًا من طبيب الأمراض الجهاز الهضمي. بدون علاج طبي فوري، قد يتحول المرض إلى شكل مزمن، حيث تتكون نوع من القنوات في مكان الالتهاب، وبعد مرور فترة من الزمن قد يتطور إلى التسمم الدموي.

أنواع التهاب (Paraproctitis)

تنقسم التهاب (Paraproctitis) إلى نوعين رئيسيين: الحاد والمزمن.

  • الشكل الحاد لالتهاب السِّرَّة هو الشكل الأولي ويتميز بصورة سريرية واضحة. اعتمادًا على موقع الالتهاب، يمكن أن يكون التهاب السِّرَّة الحاد:
  1. تحت الجلد (المستقيمي). يمتد هذا الشكل إلى منطقة الأنسجة الدهنية تحت جلد الشرج. وهو نوع شائع وسهل العلاج لالتهاب Paraproctitis.
  2. العجاني المستقيمي (الحاشية العجانية – المستقيمي). في هذا النوع، يتواجد الالتهاب في حفرة الحاشية العجانية-المستقيمية.
  3. الحوضي المستقيمي (التجويف الحوضي – المستقيمي). هذا النوع يشير إلى الالتهاب داخل تجويف الحوض الصغير.
  4. داخل العضلات المستقيمية. في هذه الحالة، يتمركز مركز الالتهاب في أنسجة وعضلات مصران الشرج.
  • التهاب السِّرَّة المزمن لديه تطور طويل. غالبًا ما يحدث هذا المرض عندما يتم علاج التهاب Paraproctitis الحاد بشكل غير صحيح (أو عدم وجود علاج). يوجد التهاب مزمن عادةً في منطقة التجاويف المورغانية (الانخفاضات في جدار قناة الشرج الخلفية)، ممتدًا إلى الأنسجة المحيطة بالأمعاء الغليظة.

نتيجة لالتهاب Paraproctitis المزمن، تتطور القنوات الطويلة غير المندمجة في المستقيم، والتي تربط الأمعاء الغليظة بسطح الجلد أو بأعضاء أخرى. تكون مصدرًا وفتحات دخول للعدوى في الوقت نفسه.

أعراض التهاب (Paraproctitis)

في المراحل الأولى، قد يكون للمرض أعراض ممسوسة بشكل ضعيف. يحدث ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم (37-37.5 درجة مئوية)، ويظهر حكة في منطقة الشرج. في هذه المرحلة، يشابه الأمر غالبًا بين الناس أعراض التهاب السِّرَّة وعلامات البواسير وأمراض أخرى في مجال طب الأمراض الجهاز الهضمي.

في المراحل اللاحقة، يواجه المريض الأعراض التالية:

  • ارتفاع في درجة حرارة الجسم فوق 38 درجة مئوية، وشعور بالرجفة.
  • ألم حاد في منطقة فتحة الشرج.
  • تدهور عام في الحالة الصحية.

التهاب الحاد (تحت الجلد) يظهر أعراضًا واضحة، مثل احمرار وتورم في الأنسجة حول فتحة الشرج، بالإضافة إلى ألم حاد عند لمس منطقة الالتهاب.

تختلف علامات الأنواع الأخرى من التهاب Paraproctitis اعتمادًا على مكان الالتهاب. قد يشهد المريض اضطرابات إضافية في عملية التبرز، واندفاعات كاذبة، وإمساك، وغير ذلك.

في حالة تطور المرض ليصبح مزمنًا، تبدأ القنوات في التكوين. تفتح هذه القنوات بالقرب من الشرج أو أقرب إلى الأرداف. يتلاشى الألم في هذه الحالة، وتبدأ الافتتاحات في تفريغ إفرازات تقرحية ذات رائحة كريهة. في حالة عدم وجود علاج، قد تلتئم هذه القنوات وتنكسر مرة أخرى. الشفاء الذاتي للشكل المزمن لالتهاب السِّرَّة غير ممكن.

الاسباب للاتهاب (Paraproctitis)

هو مرض معدي يحدث بسبب الكائنات الدقيقة إلىمسببات الأمراض للأنسجة الرخوة بالقرب من المستقيم. عندما تتكاثر البكتيريا بنشاط، تثير الالتهاب. يتم تسبب التهاب Paraproctitis في أغلب الحالات بواسطة التهاب الشبكية بالمكورات العقدية والمكورات العنقودية والإشريكية القولونية.

عادةً ما تكون البكتيريا غير قادرة على اختراق الأنسجة اللينة للإنسان بسبب وجود حاجز. ومع ذلك، عند تلف الجلد والأغشية المخاطية، تخترق الميكروفلورا الضارة من خلال المخاط وتصل إلى الأنسجة الدهنية.

يمكن أن يؤدي عدة عوامل إلى هذا الوضع:

  • تشققات الشرج.
  • الإمساك.
  • الإسهال.
  • وجود التهاب في غشاء المستقيم (البروكتايت).
  • اضطراب في وظيفة الهضم (تلف أنسجة الأمعاء بسبب جزيئات الطعام الصلبة غير المهضومة بشكل جيد).
  • البواسير.

بفعل هذه العوامل، يتم تعطيل تكامل الأنسجة، والعوامل الممرضة تخترق الأنسجة اللينة بشكل تقريبي بدون عقبات، وتحدث نتيجة لذلك تكوين القرحة.

تشخيص التهاب (Paraproctitis)

تُقرر التشخيص الأولي بناءً على شكاوى المريض (التي قد تشمل الشعور بعدم الارتياح والألم في منطقة القولون المستقيم وفتحة الشرج)، بالإضافة إلى بيانات فحص أخصائي أمراض القولون والفحص المستقيم بالإصبع.

من بين وسائل التشخيص المخبري، يتعين على المريض إجراء تحليل دم شامل وبيوكيميائي، واختبار الجلوكوز، وتحليل بول شامل. في حالة وجود إفرازات صديدية، يتم إرسال عينة صغيرة للبحث البكتيريولوجي لتحديد الكائن المسبب وتقييم حساسيته للمضادات الحيوية.

لتأكيد التشخيص، يخضع المريض للفحوصات الأدواتية:

  • السونار (الألتراسونوغرافيا) للمنطقة الحولية.
  • تنظير الشرج (الأنوسكوبيا) لفحص بطانة المستقيم.
  • الريكتومانوسكوبيا والكولونوسكوبيا (تقييم حالة القولون الكبير).
  • فحص الفيستولوغرافيا (التصوير الشعاعي لمسار القرحة باستخدام مادة تبييض).
  • الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي.

بناءً على نتائج هذه الفحوصات، يقوم أخصائي أمراض القولون بتقييم مرحلة تطور المرض وخصائص تطوره. سيعتمد أسلوب علاج المرض على التشخيص النهائي.

العلاج الجراحي لالتهاب Paraproctitis

الطريقة الوحيدة والسريعة لعلاج التهاب هي عن طريق الجراحة. خلال الإجراء الجراحي، يقوم الجراح بفتح الدمل، ويزيل القيح، ويشطف الجيوب باستخدام محاليل مطهرة خاصة. في نفس الوقت، يتم إجراء تصريف للدمل.

في حالة التهاب المزمن، يقوم الجراحون بإجراء عمليات معقدة، حيث يستأصلون القنوات ويعيدون بناء التكامل الأناتومي للأعضاء في منطقة الحوض الصغير.

يمكن إجراء العمليات تحت التخدير العام أو التخدير الموضعي (حسب تعقيد الإجراءات الجراحية).

العلاج التقليدي:
بعد إجراء الجراحة، يتم وصف دورة من الأدوية للمريض. تُوضع مراهم خاصة على الجروح المتكونة، تمنع تجمع القيح وتسرع عملية شفاء الأنسجة. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المريض أن يخضع لدورة من العلاج بالمضادات الحيوية.

المصادر
  • Clinical Recommendations for the Diagnosis and Treatment of Adult Patients with Acute Paraproctitis.Moscow, 2013.