الحماض(الحموضة)pH

تعريف. أسباب المرض

الحموضة في المجال الطبي هي حالة يتغير فيها pH الدم نحو زيادة الحموضة، مما يؤدي إلى الدوخة والغثيان والقيء وانخفاض ضغط الدم واضطرابات في عمل القلب، ويمكن أن تكون سببًا في متلازمات تهديد الحياة. تتكون الحموض بشكل دائم في الجسم خلال نشاط خلايا مختلفة وتتفكك إلى أيونات هيدروجين نشطة. يتم التخلص من الفائض عن طريق أنظمة التوازن والتخلص (الكلى، الأمعاء، الرئتين، إلخ). يتم بذلك الحفاظ على توازن الحموضة والقلوية. عند تراكم المركبات بشكل كبير، على سبيل المثال، بسبب حموضة الدم نتيجة التسمم بالغاز أو اضطرابات التمثيل الغذائي، يقل pH. في بعض الحالات، يكون الحموضة طبيعية لدى الأشخاص الأصحاء وترتبط بتغيرات pH الطبيعية نتيجة لتنوع الطعام الغني بالكربوهيدرات والنشاط البدني الدوري وما إلى ذلك.

أسباب المرض

تلتصق حالات الحموضة بعدة أمراض، حيث يتعرض دوران الأحماض العضوية في الجسم لاضطراب، ويتوقف إخراجها جزئيًا أو كليًا. بعض الأمراض المرتبطة بالحموضة تشمل:

  • الربو القصبي
  • التهاب الشعب الهوائية
  • الإسهال
  • قصور الغدة الكظرية
  • العدوى الفيروسية التنفسية الحادة (الإنفلونزا)
  • الالتهاب الرئوي
  • السرطان
  • السكري
  • قصور القلب
  • انتفاخ الرئتين
إذا لاحظت أعراض مشابهة، استشر طبيبك. لا تداوي نفسك بنفسك - فهذا يشكل خطراً على صحتك!

التشخيص

عند الاشتباه بالحموضة، يتم إجراء الفحص بشكل عاجل. الإجراءات الأولية تتضمن:

تُجرى باقي الإجراءات التشخيصية بعد استقرار حالة المريض. لتحديد السبب الرئيسي للمرض وتقييم شدة الحالة، يتم تعيين:

  • صورة الصدر الشعاعية
  • التصوير بالتصوير المقطعي للرئتين وأعضاء البطن وما إلى ذلك
  • تخطيط الدماغ
  • فحص الأشعة فوق الصوتية لهياكل وأعضاء مختلفة
  • التصوير بالرنين المغناطيسي
  • تحاليل الدم لفحص الهرمونات والعدوى وغيرها من المؤشرات.

يتم اختيار مجموعة الفحوصات بشكل فردي من قبل الطبيب المعالج باعتباره العيادي وفقًا للأعراض، والتشخيص المحتمل، وخصائص الصحة وتاريخ المريض بشكل عام.

أنواع الحموضة

تصنف حالات الحموضة حسب درجة شدتها إلى ثلاثة أنواع: التعويضية، والتعويض الجزئي، وعدم التعويض.

  1. الشكل المعوَّض: يتميز بقيم pH نسبيًا طبيعية في نطاق 7.3-7.36. لا تظهر أعراض سريرية أو تظهر بأعراض طفيفة. تكتشف التحولات في أغلب الأحيان أثناء الفحص الوقائي أو التشخيص بسبب شكاوى أخرى.
  2. الشكل الجزئي للتعويض: يتدنى مستوى pH إلى 7.25، مما يصاحبه اضطرابات وظيفية في الجهاز القلبي الوعائي والتنفسي والكلوي. يعاني المريض من صداع، غثيان، قيء لا يخفف، ضيق التنفس، وألم في منطقة الصدر. ينتقل هذا المرحلة بسرعة إلى المرحلة التالية دون علاج في الوقت المناسب.
  3. الشكل عدم التعويض: ينخفض مستوى pH إلى أقل من 7.25 (من 7.18 إلى 6.8)، مما يشير إلى مرحلة نهائية. يحدث اضطراب في وظيفة الدماغ، يتزامن مع اضطرابات في القلب والأوعية الدموية والكلى والجهاز الهضمي. يتأثر تبادل الغازات ويتم تقليل التنفس والوعي، مع إمكانية تطور الغيبوبة والوفاة لاحقًا.

تعتمد أنواع الحموضة الميتابولية والتنفسية والمختلطة على آلية اضطراب التوازن الكهربائي وخصائص المرض الأساسي. يحدث الحموضة الميتابولية نتيجة لزيادة إفراز الحموض أو بطء إزالتها. وتعتمد الحموضة التنفسية على نقص التهوية الرئوية، حيث يتراكم ثاني أكسيد الكربون، مما يؤدي فيما بعد إلى تكوين حمض الكربونيك. الحموضة المختلطة تجمع بين علامات الحموضة الميتابولية والتنفسية.

الأسباب

الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الحموضة التنفسية، الحموضة الميتابولية، أو الحموضة المختلطة قد تكون ناجمة عن عوامل داخلية (خارجية) وعوامل خارجية (داخلية). تشمل هذه العوامل ليس فقط الأمراض ولكن أيضًا التسمم، وزيادة جرعة الأدوية، والخصائص الفيزيولوجية للجسم، وغيرها.

الأسباب الشائعة لتطور الحموضة الميتابولية تشمل:

  • السكري
  • نقص التأكسج
  • أمراض الكلى والكبد الشديدة
  • الحروق والإصابات
  • نقص البروتين في الدم
  • العدوى في الجهاز الهضمي مع إسهال طويل وشديد
  • التسمم الحاد بالأدوية، والسموم الطبيعية، والكحول، والأطعمة غير الطازجة، وغيرها
  • اتباع نظام غذائي صارم مع الصيام وتقليل الألياف الخشنة
  • التحميل البدني المرهق
  • مرض حصى البول
  • فقدان كبير للدم
  • تناول منتظم للمشروبات الكحولية والمخدرات
  • مرض أديسون (الفشل الكلوي الأولي)
  • الحمل
  • الجفاف
  • الأمراض السرطانية

من بين العوامل التي تسهم في حدوث الحموضة التنفسية:

  • أي أمراض في الجهاز التنفسي (التهاب الشعب الهوائية، الالتهاب الرئوي، التهاب البلورة، الربو القصبي، الانسداد الرئوي المزمن، السرطان)
  • استنشاق غاز الكربون المحترق أو الدخان أو المركبات الكيميائية، مما يؤدي إلى تقليل وظائف التنفس والانسداد
  • دخول جسم غريب في مجرى الهواء
  • التهاب الدماغ
  • التهاب السحايا
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم، على سبيل المثال، نتيجة للإصابة بالأنفلونزا، العدوى العصبية
  • شلل الأطفال
  • التسمم الدموي
  • صدمة حرارية
  • تشنجات طويلة الأمد
  • التدخين المستمر لفترة طويلة

الحموضة المختلطة يمكن أن تتطور في حالات الأمراض الخلقية، والاضطرابات الأيضية المزمنة، وبعد إصابات جمجمة المخ الشديدة التي تؤدي إلى التأثير المتزامن على الجهاز التنفسي وأنظمة الجسم الأخرى.

الأمراض المرتبطة الشائعة:

السكري:

مرض هرموني يتسم بإنتاج الجسم لكمية غير كافية من الأنسولين، مما يؤدي إلى زيادة تركيز الجلوكوز في الدم. يترافق مع آلام شديدة في الرأس والعضلات، والتشنجات، وحكة في الجلد، وزيادة التبول، واضطرابات النوم والشهية. في حالاته الشديدة، قد يؤدي إلى أضرار في العينين والقلب والكلى وتصلب الشرايين ومجموعة من التعقيدات. يحدث الحموضة في سياق السكري بشكل شائع، خاصة إذا قام المريض بتجاهل العلاج الموصوف.

الإسهال:

زيادة في تكرار عملية التبرز، حيث يصبح ملمس البراز سائلاً، ويمكن أن تحتوي على خيوط دم، ومخاط، وسوائل أخرى. يحدث الإسهال غالبًا في سياق التهابات حادة أو مرضية في الجهاز الهضمي، أو التسمم، ولكن قد يظهر أيضًا في سياق الأنفلونزا، واضطرابات عصبية، وسلسلة من الحالات الأخرى. يؤدي التبرز المتكرر إلى فقدان مرضي للسوائل والكهرباء، مما يسبب الجفاف وزيادة خطر تطور الحموضة.

داء التمدد الرئوي (الإمفيزيما):

مرض مزمن يتسم بتوسيع لا رجعة في الحويصلات الهوائية وتورم أنسجة الرئتين. يتميز سريريًا بصعوبة التنفس مع تنفس صعب، وسعال مع كميات قليلة من البلغم، فقدان الوزن، وضعف شديد. في البداية، يشعر المرضى بصعوبة في التنفس فقط أثناء الجهد البدني أو بعد الإجهاد، ولكن مع تقدم المرض، تصبح مستمرة وتحدث حتى أثناء النوم. يعاني أصحاب الإمفيزيما من نقص الأكسجين، مما يظهر خارجيًا على شكل بشرة شاحبة، حتى زرقاء اللون، وتورم الأوردة على الرقبة، وتورم الوجه.

التهاب الشعب الهوائية (البرونشيت):

حالة التهابية تؤثر على الشعب الهوائية. يمكن أن يكون لديها طابع فيروسي، بكتيري، أو فطري، حاد أو مزمن. يمكن أن يكون التهاب الشعب الهوائية نتيجة للإصابة الذاتية أو نتيجة لاضطرابات أخرى في الجسم، مثل الإصابات، والأمراض الالتهابية، وما إلى ذلك. يترافق مع سعال جاف يحدث بشكل متكرر، والذي يصبح تدريجياً أكثر رطوبة وإنتاجية مع التعافي. في بعض الحالات، يعاني المرضى من التهاب الشعب الهوائية من التهاب رئوي. في الأشخاص الذين يدخنون، يطلق عليهم “برونشيتين ال fumer”، حيث تتلف مخاطية الشعب الهوائية بانتظام بواسطة منتجات دخان التبغ. يؤدي هذا إلى التهاب مزمن، وسعال متكرر وغير إنتاجي، وصعوبة في التنفس، وأعراض أخرى، من بينها الح

العلاج

تحديد خطة العلاج يعتمد على مرحلة التعويض، حالة المريض الحالية، تاريخه الصحي، العمر، الحالة الصحية الأساسية، وغيرها من المعلومات الهامة. يتم اختيار العلاج بشكل فردي ويشمل كل من العلاج الدوائي وغير الدوائي. يتم تحديد العلاج الدوائي للتخفيف من الأعراض باستخدام علاجات تحييد الحموضة. يستخدم هرمونات ومضادات الالتهاب الجرثومية وغيرها من الأدوية لعلاج الحالة الأساسية. في بعض الحالات، يتم اللجوء إلى تقنيات آلية مثل التنفس الصناعي في حالة فشل التنفس الواضح والغسيل الكلوي في حالة اضطراب شديد في وظيفة الكلى.

من بين التدابير غير الدوائية، يتضمن العلاج تصحيح التغذية وتجنب الحميات الطويلة والصيام، وتنظيم الأنشطة البدنية والذهنية. يجب على النساء الحوامل المصابات بالحموضة متابعة طبيب النساء والتوليد بانتظام مع مراقبة منتظمة لمستويات الحموضة.

المضاعفات

انحراف التوازن الكهرليتي قد يؤدي إلى عواقب خطيرة وأحيانًا لا رجعة فيها. أبرز المضاعفات الخطيرة للحموضة تشمل:

  1. التوقف القلبي: اضطرابات متنوعة في إيقاع القلب، والتي يمكن أن تؤدي إلى توقف القلب أو تفاقم حالة الفشل القلبي الشديد.
  2. نقص الأكسجة في المخ (النقص التأكسدي): يمكن أن يؤدي إلى دخول في حالة غيبوبة ونتائج قاتلة.
  3. اضطرابات في التوصيل العصبي والعضلي: قد تؤدي إلى اضطراب في جميع الوظائف الحيوية للجسم.
  4. صدمة نقص السوائل: انخفاض حاد ومفاجئ في حجم الدم المتداول.

بالإضافة إلى ذلك، حتى بعد تحسين الحالة وإجراء العلاج، يمكن أن يعاني بعض المرضى من أعراض تأثير الجهاز العصبي المركزي، مثل التشوش العقلي وفقدان التناغم وتأثير سلبي على وظائف التفكير.

المصادر

  1. Avseenko, N.D., Alfonsova, E.V., Zabrodina, L.A., Stasyuk, O.N. The role of metabolic acidosis in the development of hemostatic shifts and multiple organ failure in patients with diabetes mellitus. Scientific Notes of ZabGU. Series: Biological Sciences. 2013. No. 1 (48).
  2. Gerasimov, L.V., Moroz, V.V. Water-electrolyte and acid-base balance in critically ill patients. General Reanimatology. 2008. No. 4.
  3. Lelevich, S.V., Shafikov, R.A. Principles of laboratory diagnosis of emergency conditions. Medical News. 2018. No. 9 (288).
  4. Litvitsky, P.F. Violations of acid-base balance. VSP (Bulletin of Social Hygiene and Healthcare Organization of the Russian Federation). 2011. No. 1.
  5. Tepaev, R.F., Lastovka, V.A., Pytal, A.V., Savluk, Y.V. Metabolic acidosis: diagnosis and treatment. Problems of Fundamental, Clinical, and Experimental Medicine. 2016. No. 4.