الدياتيز diathesis

تعريف المرض وأسبابه

الدياتيز – إعراض جسدي ناتج عن تميل الجسم إلى اضطرابات معينة في التمثيل الغذائي (تبادل المواد)، مصحوبة بتفاعلات مرضية مثل حساسية الجلد أو أمراض أخرى. يتعلق هذا الوضع أساسًا بالأطفال في السنوات الأولى من حياتهم، حيث تكون جهاز المناعة لديهم في مرحلة نشطة من التكوين. ورغم أن المشكلة تطرأ أحيانًا على البالغين بطفح جلدي وحكة وعلامات أخرى غير مريحة. تعتبر الطب الحديثة الدياتيز عند البالغين بدلاً من مرض مستقل، وإنما كخصوصية دستورية تؤدي إلى استجابة الجسم. يتم تحديدها بوساطة العوامل العمرية والوراثية والبيئية وجوانب أخرى فردية.

ظهر مصطلح “diathesis” في بداية القرن العشرين للدلالة على التميل الوراثي لاضطرابات معينة مثل العدوى والحساسية والأمراض الأخرى. في الوقت الحاضر، يفهم الخبراء تحت هذه الكلمة استجابة جسم مؤقتة غير مناسبة للمحفزات الخارجية أو الداخلية. ويعتبر أن الدياتيز عند البالغين، مثل الأطفال، قد يؤدي في ظروف غير مواتية إلى تطور أمراض مزمنة مثل الإكزيما والربو القصبي والحساسية للحبوب ومتلازمة النوبات وغيرها.

تصنيف الدياتيزات

تُعتبر هناك حوالي 20 نوعًا من الدياتيز، ولكن في الممارسة العملية غالبًا ما يميز الخبراء ثلاثة أشكال:

  1. التهابي-سلخي (الشكل الغرامي) – يتميز بالعرض للإصابة بأمراض حادة مختلفة من الطراز الإنفعالي، ويصاحبه تفاعلات جلدية تحسسية.
  2. اللمفاوي-ناقص النمو (اللمفاوي) – يرتبط بقلة وظيفة الغدة الكفافية، مما يسبب اضطرابات في عمل الجهاز اللمفاوي.
  3. عصبي-مفصلي – يتميز بارتفاع التحفيز العصبي، مما يؤدي إلى آلام المفاصل، ومشاكل في الجهاز الكلامي، والخوف، وزيادة القلق.

بالإضافة إلى ذلك، يُميزون بين شكل حامض البول وشكل الأملاح، والتي تعزى إلى اضطراب التوازن بين حمض البول والأملاح في البول، والدياتيز الناجم عن النزيف – وهو يرتبط بتشوهات في نظام تخثير الدم.

إذا لاحظت أعراض مشابهة، استشر طبيبك. لا تداوي نفسك بنفسك - فهذا يشكل خطراً على صحتك!

أعراض الدياتيز

أعراض الدياتيز عند البالغين تظهر بشكل مشابه للأطفال، حيث قد تشبه الأعراض رد فعل حساسية حادة، أو التهاب جلدي، أو مرض التهابي مستمر، أو اضطرابات في تبادل الماء والأملاح. تظهر مظاهر الشكل التهابي-سلخي على النحو التالي:

  1. التهاب الجلد الدهني، الذي في حالة عدم العلاج قد يتحول إلى إكزيما دهنية ذات مسار مزمن.
  2. احمرار وتورم الجلد.
  3. تقشير الجلد.
  4. حكة الجلد.
  5. حدوث بثور صغيرة على الجلد، مليئة بسائل غامض أو شفاف.

يمكن أن تظهر علامات الدياتيز عند البالغين في أي جزء من الجسم، مثل الخدين أو الوجه بأكمله، واليدين والرقبة، ومنطقة الإبط، والجزء الشعري من الرأس، وغيرها. يلاحظ أن المرضى ذوي الشكل التهابي-سلخي يتميلون إلى الإصابة بأمراض التنفس العلوية والسفلية بشكل أكبر، مثل التهاب الحلق والحنجرة والتهاب الشعب الهوائية والتهاب الرئة. بعض الأشخاص ذوي هذا النوع من الدياتيز يعانون من نزلات البرد والأنفلونزا المتكررة.

الشكل اللمفاوي-ناقص النمو يتميز بالأعراض التالية:

  1. انتفاخ العقد اللمفاوية.
  2. شحوب البشرة.
  3. تضخم اللوزتين، والتهاب اللوز الليمفاوي.
  4. تضخم الطحال (الطحال).
  5. تضخم الكبد.

البالغين الذين يعانون من هذا النوع من الدياتيز عرضة لتطور ردود فعل حساسية حادة، ويعانون في كثير من الأحيان من الإصابة بالأمراض التنفسية، ويكونون عرضة لاضطرابات الكبد والكلى.

أعراض الشكل العصبي-مفصلي تشمل:

  1. آلام الرأس والمفاصل المتكررة.
  2. عدم القدرة على السيطرة على البول في الليل.
  3. القلق والتوتر.
  4. الكوابيس والخوف.
  5. اضطرابات النوم.
  6. تهيج عاطفي.
  7. آلام المعدة والكلى.
  8. ارتفاع ضغط الدم.

المرضى ذوو الدياتيز العصبي-مفصلي يعانون في كثير من الأحيان من زيادة الوزن، ووجود حصى في الكلى أو المثانة، ويتعرضون لخطر تطور اضطرابات الكلى والسكري وتصلب الشرايين ومرض الحصى المراري والنقرس وأمراض أخرى.

الأسباب المؤدية إلى تطوير الدياتيز:

  1. التدخين واستهلاك المشروبات الكحولية.
  2. الأمراض الخلقية في الجهاز العصبي المركزي.
  3. الأمراض المزمنة ذات الطابع الالتهابي والعدواني.
  4. زيادة الوزن.
  5. العمل في بيئة ضارة.
  6. التعرض المتكرر للبرد.
  7. اضطرابات في الجهاز الهرموني.
  8. الأمراض التحسسية.
  9. التوتر النفسي الشديد والتجارب العاطفية الثقيلة.
  10. التعب المزمن.
  11. عدم اتباع النظافة الشخصية.
  12. استهلاك زائد للمواد الغنية بالبيورينات مثل اللحوم والشوكولاتة والأسماك المملحة وأمصال اللحم.

يزداد خطر ظهور علامات الدياتيز لدى الأشخاص الذين يعيشون أسلوب حياة غير صحي، ويعانون من قلة النوم، ويجتهدون في العمل، ويتعرضون لإرهاق جسدي يومي، ويتفاعلون بشكل متكرر مع المواد الكيميائية الضارة وما إلى ذلك.

التشخيص

عند الاشتباه في وجود دياتيز، يتم إجراء تشخيص تفصيلي بهدف استبعاد الأمراض الحادة والمزمنة ذات الأعراض المماثلة. يقوم الأطباء بجمع التاريخ الطبي واستجواب المريض حول الشكاوى والظواهر السريرية ووقت حدوثها وما إلى ذلك. ثم يتم تعيين مجموعة من التحاليل المخبرية، التي قد تتضمن:

  1. تحليل دم وتحليل بول عام.
  2. تحليل كيميائي للدم.
  3. اختبار لتحديد مستوى الجلوكوز والكولسترول وحمض البوليك وغيرها من المؤشرات في الدم والبول.
  4. اختبارات مناعية وتحاليل حساسية لأنواع مختلفة.
  5. دراسة البراز.
  6. اختبارات الجلد.

يتم إجراء سلسلة من الفحوصات الأدواتية، منها الأمواج فوق الصوتية للكبد والكلى والطحال والقلب والعقد اللمفاوية، وأشعة الرنتغن، وتخطيط القلب الكهربائي، وإجراءات أخرى. تساعد هذه الفحوصات في كشف التغييرات الطبيعية في الأعضاء الداخلية المميزة لأنواع معينة من الدياتيز (مثل تكبير الكبد والطحال وما إلى ذلك)، وتأكيد وجود أمراض نظامية أو نفيها.

العلاج

العلاج المعاصر يفترض الجمع بين التدابير غير الدوائية والوسائل الصيدلانية. من المهم جداً تحديد المحفزات التي يستجيب الجسم لها بشكل قوي جداً وتقليل الاتصال بها. يتم تصحيح نمط الحياة، بما في ذلك العمل والراحة، ويتم اختيار نظام غذائي متوازن وعقلاني. يُنصح للمرضى بتجنب التوتر، والتعرض المتكرر للبرد والحرارة الزائدة، وتنظيم الأنشطة البدنية والعقلية.

يشمل العلاج الدوائي للدياتيز عند البالغين استخدام مستحضرات موضعية في شكل جل ومراهم، والتي تمنع الالتهاب وتمتص الرطوبة أو توفر ترطيبًا (حسب الحاجة) وتحمي الجلد من التلف الإضافي. في حالة الشكل العصبي-مفصلي، قد يُوصف مضادات القلق ومنظمات الصفراء، وفي حالة القصور الكظري يمكن اللجوء إلى الستيرويدات الكورتيزونية.

من بين الإجراءات الأخرى المفيدة للبالغين المصابين بالدياتيز تشمل العلاج الطبيعي، وتمارين التنشيط، والتدليك، والتعرض لأشعة الشمس بشكل عام، وغيرها من الإجراءات الفيزيوثيرابي. هذه الإجراءات تساعد في تعزيز مقاومة الجسم للعدوى وتوفير تأثير صحي بشكل عام.

الوقاية

لا توجد تدابير وقائية محددة. يُوصَى باتباع نمط حياة صحي منذ الطفولة، وعلاج الأمراض الحادة في الوقت المناسب تحت إشراف الأطباء، والامتناع عن العادات الضارة. من بين الإجراءات المستحسنة:

  1. إجراء التطعيم في الوقت المناسب وفقًا للجدول الزمني.
  2. السير في الهواء الطلق بانتظام.
  3. تجنب أسلوب حياة قليل الحركة.
  4. مراقبة الوزن.
  5. العناية السليمة بالبشرة.
  6. تجنب التبريد الزائد.

في حال وجود أي أمراض مزمنة أو تشوهات ولادية، يجب متابعة العناية بالصحة مع الطبيب المتخصص بشكل دوري وعدم محاولة العلاج الذاتي بأي حال.

المصادر
  • Pathophysiology: Textbook in 2 volumes / Ed. by V.V. Novitsky, E.D. Goldberg, O.I. Urazova. – 4th edition, revised and supplemented. – GEOTAR-Media, 2017.
  • Rovda Yuri Ivanovich, Kazakova Lyubov Mikhaylovna. Purinosis (neuro-arthritic diathesis) and some diseases in children and adults // Medical Issues. 2005. No.2.
  • Human Physiology. In 3 volumes. Vol. 3. Translated from English / Ed. by R. Schmidt and G. Tevs. – Moscow: Mir, 2016.