تعريف المرض وأسبابه
الزوائد اللحمية الأنفية هي تنمية للغشاء المخاطي في ممرات الأنف والجيوب المجاورة، مما يؤثر على وظيفة الجهاز. يترافق المرض تقريبًا دائمًا مع التهاب الأنف والجيوب الجيبية نتيجة لتكوين تركيز التهاب محلي مزمن.
حول المرض
المرض لا يشكل تهديدًا لحياة المريض، ولكن قد يؤثر سلبًا على جودة حياته. تجاهل أعراض الزوائد اللحمية في الأنف يؤدي إلى تقدم المرض مع نمو تكوينات جديدة. قد تكون هذه التكوينات سببًا في تطور مضاعفات، مثل العدوى البكتيرية ونزيف الأنف المتكرر وأمراض الجهاز التنفسي العلوي نتيجة لاضطراب حركة الهواء الحر في الممرات الهوائية.
عند ظهور أولى علامات المرض، يُفضل اللجوء إلى الرعاية الطبية المتخصصة. بدء العلاج في الوقت المناسب يضمن تحقيق تحسن مستدام أو الشفاء الكامل.
أنواع الزوائد اللحمية في الأنف
في الوقت الحالي، يُعتبر العديد من العلماء الزوائد اللحمية في الأنف ليست مرضًا مستقلاً، وإنما كمتلازمة تصاحب تغييرات طبيعية في الغشاء المخاطي لممرات الأنف والجيوب المجاورة. لذا، لا توجد حتى الآن تصنيفات قياسية تغطي جميع جوانب هذه المشكلة.
بناءً على الهيكل النسجي، يمكن تحديد الأنواع التالية من الزوائد اللحمية :
- أنواع الوذمة، الحساسية (التحسسية).
- أنواع التضخم والالتهاب (المحتوية على خلايا نيوتروفيل).
- الأنواع الغدية.
- الأنواع ذات التشوه في النسيج الرابط.
بناءً على العوامل التي قد تؤدي إلى تكوين الزوائد اللحمية ، قدم G.Z. Piskunov التصنيف التالي بناءً على الجانب العللي:
- أورام ناتجة عن اضطراب في عملية تدفق الهواء الطبيعية من خلال ممرات الأنف إلى الجيوب الجانبية.
- تطور المرض على خلفية التهاب الأنف القروي أو التهاب الجيوب الجانبية المزمن.
- الزوائد اللحمية الفطرية.
- الزوائد اللحمية ناتجة عن اضطراب في استقلاب حمض الأراكيدونيك.
- الزوائد اللحمية المصاحبة للفيبروزيستيس و/أو متلازمة كارتاجينر.
تعتمد علاج المرض على مدى انتشار الزوائد اللحمية في ممرات الأنف والجيوب وعلى العامل المحفز الأولي.
إذا لاحظت أعراض مشابهة، استشر طبيبك. لا تداوي نفسك بنفسك - فهذا يشكل خطراً على صحتك!
أعراض الزوائد اللحمية في الأنف
الزوائد اللحمية تُشكل حاجزًا ميكانيكيًا لتدفق الهواء بشكل طبيعي عبر ممرات الأنف. تسبب التداخل والتدور في الجيوب والفراغات الأنفية ظروفًا مثلى لتكوين تركيز محلي للالتهاب، مما يؤثر على وظيفة الغشاء المخاطي.
في 90-95% من الحالات، يشكو مرضى الزوائد اللحمية في الأنف من:
- صعوبة في التنفس عبر الأنف (درجة الصعوبة تعتمد على عدد التضخمات الطبيعية، موقعها، وانضمام الفلور الميكروبي البكتيري).
- غَنُوسَاف الصوت نتيجة لانخراط تدفق الهواء الطبيعي (المريض يتحدث بشكل مستمر “بالأنف”).
- إفرازات مخاطية من الأنف نتيجة لانخراط خلايا الكأس الغشائية في ممرات الأنف (الالتهاب المحلي يسبب إفرازًا زائدًا للسائل لتنظيف الفجوة من الفيروسات والبكتيريا والجزيئات الدقيقة).
- hyposmia أو anosmia – انخفاض أو فقدان كامل لحاسة الشم (تنمو من جراء التهاب الغشاء المخاطي في الجزء العلوي من ممر الأنف، حيث توجد الخلايا العصبية المسؤولة عن استشعار الروائح – مستقبلات الشم).
- الصداع والضعف العام (نتيجة لانخفاض التنفس الطبيعي – بسبب نقص الأكسجين في الدم، يعاني المخ من نقص الأكسجين، مما يؤدي إلى نقص الأكسجين – الهبوط).
عند الإصابة بالزوائد اللحمية بالفلور الميكروبي البكتيري، يمكن أن ترتفع درجة حرارة الجسم. وعادةً ما تكون هذه الأرقام على الحرارة لا تتجاوز 37-38°س. تكمن خطورة هذا الوضع في القرب من الأوعية الكبيرة التي تغذي المخ، حيث يمكن أن يؤدي انتقال البكتيريا إلى أغشية وأنسجة المخ إلى تطور مضاعفات خطيرة.
أسباب الزوائد اللحمية الأنفية
الزوائد اللحمية في الأنف هي متلازمة قد تتطور نتيجة لاضطرابات متنوعة في جسم الإنسان. حاليًا، لا يوجد فهم موحد لسبب تطور هذه المشكلة.
يميز العلماء عدة نظريات رئيسية للنشوء:
- التهاب الحساسية. الفكرة تكمن في توجيه كمية كبيرة من خلايا الإيوزينوفيل نحو هذه المنطقة نتيجة للتلف الميكانيكي أو التلف الحساسي للغشاء المخاطي في الأنف. تتحمل هذه الخلايا مسؤولية التقدم في الالتهاب الأسيبتي، والذي يعتبر “الزناد” لاختلال عمليات تقسيم الخلايا التالفة. ونتيجة لذلك، تبدأ الخلايا في التكاثر بشكل أكثر تكرارًا، مكونة الزوائد اللحمية .
- اضطراب تخليق حمض الأراكيدونيك. تشير هذه النظرية إلى نشاط التناوب الالتهابي لمنتجات تبادل الأراكيدونيك. تسبب هذه المنتجات هجرة كثيفة لخلايا الإيوزينوفيل إلى منطقة الأنف، محفزة على التكاثر الخلوي للظهار الطلائي.
- التهاب بكتيري مزمن. البكتيريا التي تظل لفترة طويلة في الأنف تلحق ضررًا بخلايا الطلاء. يتكون مركز للالتهاب المزمن، الذي يحفز التكاثر النسيجي داخل ممرات الأنف والجيوب المجاورة.
- نظرية الفطريات. وفقًا لهذه الفرضية، يعود سبب الزوائد اللحمية إلى نشاط الفطريات التي تتسلل إلى الغشاء المخاطي في الأنف.
- النظرية الوراثية. في أساس هذا المرض يكمن ميول وراثية نحو الزوائد اللحمية .
بالإضافة إلى تلك النظريات، هناك أدلة على تأثير عوامل مثل الربو الشعبي، والحساسية تجاه مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، والإصابات الجروحية للأنف، والتشوهات الخلقية في تطور مجرى الأنف.
تشخيص الزوائد اللحمية الأنفية
تشخيص الزوائد اللحمية في الأنف يبدأ لدى النساء والرجال من خلال المحادثة الأولى مع طبيب الأذن والأنف والحنجرة. يقوم الطبيب بتحليل الشكاوى المميزة للمريض ويلاحظ وجود عوامل الخطر (مثل الربو الشعبي، والحساسية تجاه مضادات الالتهاب غير الستيرويدية وما إلى ذلك).
بعد ذلك، يقوم طبيب الأذن والأنف والحنجرة بفحص المريض وإجراء رينوسكوبيا أمامية. تتيح هذه الإجراءات تقييم درجة إغلاق ممرات الأنف وموقع التضخمات الطبيعية وتحديد عددها.
لتحديد التشخيص بشكل أدق، قد تشمل الفحوصات التالية:
- رينوسكوبيا باستخدام المنظار. يقوم الطبيب بفحص جميع ممرات الأنف بواسطة كاميرا فيديو صغيرة لتحديد عدد وموقع التضخمات الطبيعية بدقة.
- التصوير بالتصوير المقطعي المحوسب أو بالرنين المغناطيسي للجمجمة (CT أو MRI على التوالي). توفر هذه الطرق تصويرًا مثلى للجيوب المجاورة وتساعد في اكتشاف التغييرات الطبيعية في الأنسجة القريبة (عظام الوجه، الحجاج، تجويف الجمجمة، المخ).
يتم توجيه كل مريض أيضًا لإجراء فحوصات مخبرية شاملة – تحليل الدم العام، تحليل البول، “الكيمياء الحيوية” للدم، واختبار العدوى (فيروس نقص المناعة البشرية، الزهري، الالتهاب الكبدي الفيروسي). تكون هذه الفحوصات ضرورية لتقييم الحالة الصحية الشاملة للفرد.
في حالة الشك في وجود تشوهات في الأعضاء الداخلية والأنظمة، يُحيل المريض من قبل طبيب الأذن والأنف والحنجرة إلى أخصائيين ذوي اختصاص – أمراض الرئة، أمراض القلب، أمراض الأعصاب.
طرق علاج الزوائد اللحمية في الأنف
علاج الزوائد اللحمية في الأنف بطرق تتنوع بين العلاج التحفظي والجراحي. يعتمد كل شيء على عدد المناطق المتضخمة، وموقعها، وشدة المرض، والمشاعر الشخصية للمريض، وكذلك الخصائص الفردية لجسمه.
العلاج التحفظي
يهدف العلاج الدوائي لحالات تكوين الزوائد اللحمية في الأنف دائمًا إلى قمع مركز الالتهاب المزمن وإزالة السبب الجذري للمرض.
تقليل نشاط الإيوزينوفيل بشكل حاد ومنع تقدم الالتهاب المحلي، وتعزيز تضييق الأوعية الدموية في الغشاء المخاطي، تعتبر الآثار الهامة للأدوية الهرمونية المستخدمة في تطبيقها داخل ممرات الأنف. تتسبب هذه الآثار جميعها في تباطؤ تطور المرض وتسهم في انحساره. بالإضافة إلى الهرمونات، يتضمن العلاج التحفظي استخدام مواد تقليل للوعاءات الدموية.
في حال عدم فعالية العلاج الهرموني الموضعي ووجود موانع للعلاج الجراحي، قد يفكر طبيب الأذن والأنف والحنجرة في استخدام الستيرويدات القشرية على نطاق واسع. تعتمد جرعة وفترة تناول الدواء على شدة الحالة السريرية و”استجابة” جسم المريض لمثل هذا العلاج.
العلاج الجراحي
لتكوين الزوائد اللحمية في الأنف يشمل استئصال التضخمات الطبيعية. يتم إجراء هذه الإجراءات في العيادات أو في الأماكن الاستشفائية باستخدام معدات تنظير.
يقوم طبيب الأذن والأنف والحنجرة تحت إشراف الفيديو بإدخال أدوات صغيرة. باستخدام هذه الأدوات، يقوم الطبيب بإزالة الأنسجة الطبيعية، وإصلاح أي عيوب أو تشوهات داخل الأنف (مثل انحراف الحاجز) إذا لزم الأمر، ويزيل الكيسات.
تتميز الأجهزة الحديثة المستخدمة في جراحة تنظير الأنف بالأضرار الدنيا للأنسجة السليمة. بعد استئصال الورم، يقوم الخبير فوراً بتنظيف الأوعية الدموية لتجنب نزيف الدم بشكل كبير.
المصادر:
- Ryazantsev S.V., Artyushkina V.K., Nacharov P.V., Laptieva M.A. Modern aspects of systemic corticosteroid therapy in patients with chronic rhinosinusitis with nasal polyps are discussed in the Russian Journal of Otorhinolaryngology, 2013, No. 2, pages 114-121.