الصداع المزمن: حالة ناجحة من العلاج

حالة ناجحة من العلاج باستخدام استبدال مسكن الألم

مقدمة
تقدمت امرأة تبلغ من العمر 39 عامًا إلى طبيب أعصاب، كانت تعاني من صداع مستمر.

الشكاوى

وصفت المريضة أن الألم النابض في رأسها لم يكن يتلاشى سواء في الصباح أو في المساء. كان يرافقه ارتفاع ضغط الدم بشكل متقطع، والشعور بالألم في منطقة الرقبة والكتفين، والدوخة.

كانت الأعراض تزداد سوءًا عادةً في حالات الضغط النفسي في العمل، وفي الستة أشهر الأخيرة كانت تعاني المرأة من قلق مستمر نتيجة لحالتها الصحية.

مع تزايد الصداع، بدأت المريضة في تناول كميات كبيرة من مسكنات الألم. في وقت الاستشارة، كانت تتناول 24 قرصًا في الشهر.

التاريخ المرضي

كانت الصداع يزعج المريضة لمدة 3-4 سنوات، لكن الوضع تدهور قبل نصف سنة عندما شعرت بانقطاعات في عمل قلبها. استدعى المارة سيارة الإسعاف لها، وبعد ذلك تم نقل المرأة إلى قسم الطوارئ في مستشفى محل سكنها. لم يكشف الفحص عن حالات تهدد الحياة. ذكر الطبيب أنه لم يتم العثور على مرض قلبي وقت الفحص. ومع ذلك، بعد هذه الحادثة، زادت حدوثات الصداع. انضم إليها القلق المتزايد، والدوخة، والضعف العام، والألم في الرقبة. كان الضغط يرتفع بشكل متقطع.

تشاورت المرأة مع العديد من الأطباء، بما في ذلك الكارديولوجي وأخصائي الأعصاب والطبيب النفسي. خضعت لعدد كبير من الفحوصات: فحص الدماغ بالتصوير المقطعي المحوسب، والتخطيط الكهربائي للدماغ، وريوانسيفالوغرافيا وما إلى ذلك. ومع ذلك، لم يؤدي أي من العلاجات الموصوفة إلى تحسين الحالة، لذا واصلت المريضة جمع آراء الأطباء حول مرضها.

لا تعاني المرأة من أمراض مزمنة. ولم يكن هناك أي من أفراد عائلتها يعانون من مشاكل مماثلة.


الفحص

لم يكن هناك علامات على الانحرافات أثناء الفحص. كان هناك توتر في عضلات الرقبة والكتفين أثناء الاستشعار.

بناءً على نتائج الفحوصات التي أجريت، لم يكن هناك تكونات محددة للمريضة. كانت قيم الفحوصات العامة داخل الحدود الطبيعية أيضًا.
التشخيص
الصداع المزمن، ناجم عن تناول كمية زائدة من المسكن المركب. متلازمة الألم العضلي-التوني. اضطراب القلق مع احتمال حدوث هجمات الهلع.

العلاج

شرح للمريضة طبيعة مرضها، وتم إيلاء الكثير من الاهتمام للعلاجات غير الدوائية: النشاط الحركي المنتظم، ونوم صحي، وتغذية متوازنة، وتقنيات الاسترخاء، والإجازات المنتظمة. نصحوها أيضًا بتدوين يوميات للصداع لفهم الحالات التي تسبب الأعراض بشكل أكثر شيوعًا.

تم إلغاء العقار المسكن ووصف عقارًا أكثر أمانًا للمريضة. وشُرح لها كيفية استخدامه بشكل صحيح لتقليل تناول المسكنات إلى الحد الأدنى. وللتغلب على متلازمة الانسحاب من العقار الذي كانت تتناوله سابقًا، تم وصفها بالمحاليل المنشطة.

والأهم من ذلك، تم وصف عقار للعلاج الوقائي للصداع المزمن.

بالفعل، في لحظة شرح درجة القلق، انخفضت بشكل ملحوظ. فهمت المريضة سبب حالتها وفرحت لعدم الحاجة إلى إجراء فحوصات إضافية.

بعد 3 أسابيع من العلاج الموصوف، تحسنت حالتها بشكل كبير. في الأيام الأولى، أبلغت عن الانزعاج بسبب عدم توفر الدواء المعتاد، لكن العلاج الجديد بدأ يظهر تأثيرًا إيجابيًا تدريجيًا.

كما أن العقار للعلاج الوقائي أدى في البداية إلى ظهور آثار جانبية، لكن بعد 2 أسبوعًا انخفضت تقريبًا تمامًا.

وبعد 2 شهر، لاحظت المرأة أن الألم بدأ يظهر بشكل أقل، واختفى الصداع الخلفي (وكل ذلك سجلته في يوميتها). تخفي انخفاض الإجهاد والدوخة.

بدأت المريضة أيضًا علاجًا مع العلاج النفسي لتقليل خطر حدوث هجمات الهلع.

الختام

تظهر هذه الحالة السريرية مدى أهمية الاستماع بعناية للشكاوى وإعادة بناء تاريخ مرضي مفصل، فلا يوجد طريقة تشخيص محددة للصداع، التي تكشف عن سبب المعاناة.

وبالطبع، يعتمد نجاح العلاج إلى حد كبير على المريض نفسه. فالناس غالبًا ما يتوقعون علاجًا “سحريًا” يخلصهم من جميع مشاكلهم، لكن التغيير وتطبيع نمط الحياة يأتيان بتحديات أكبر، وهو الخطوة الأولى في علاج أي ألم مزمن. لذا يجب على المريض أن يكون مستعدًا للتعاون واتباع كافة التوصيات. وفقًا لذلك، ستكون نتائج العلاج إيجابية فقط في هذه الحالة.

ومشكلة كبيرة في الطب الحديث هي توجيه الفحوصات والتحاليل غير الضرورية. عندما يخضع الشخص لعدد لا حصر له من الفحوصات ويتلقى الإجابة على كل فحص أن سبب المشكلة غير واضح، يبدأ في التوتر. لذا يجب أن يكون توجيه الطبيب للفحوصات مبنيًا على مؤشرات محددة، ولا يجب توجيه المريض لإجراء فحص “احتياطيًا”.