الصدفية ICD-10:L40.0

تعريف المرض. أسباب الإصابة

الصدفية هي حالة جلدية متكررة وتتجدد بطابع التهابي مناعي، تؤثر على الجلد والأظافر. يرتبط هذا المرض بتميل وراثية تظهر تحت تأثير عوامل خارجية. يمكن أن تؤدي الصدفية إلى تدني كبير في جودة حياة المصاب، خاصة عندما يتورط الجهاز الحركي والدعامي في العملية الرضحية.

حول المرض

تم دراسة الصدفية بشكل كافٍ للسيطرة على تطورها وتخفيف أعراضها. ومع ذلك، تعقيد أصل المرض يمكن أن يؤدي إلى عودة الأعراض السريرية. يمكن للطبيب أن يسيطر مؤقتًا على الحالة ويشفي الجلد بشكل كامل، ولكن نظرًا لطابع الصدفية المتكرر، يمكن أن تظهر البقع في أي وقت، خاصة في حالات الضغط النفسي. عند عودة الأعراض، يُوصى بالتسجيل للفحص مع أخصائي الأمراض الجلدية في أقرب وقت ممكن لاعتراض العملية المرضية في المرحلة الأولى.

أنواع الصدفية

يميز الكود الدولي للأمراض بين الأنواع التالية من الصدفية:

  1. الصدفية العادية (الشائعة) – تظهر علاماتها السريرية النموذجية.
  2. الصدفية التناضحية، التي يتسم بها التمييع (الأشكال العادية – جافة).
  3. الصدفية الدموية العامة، حيث يحدث التهاب ثانوي بكتيري في البؤر الطبيعية، مما يترافق مع ظهور القيح (يمكن أن تظهر الطفح أيضًا على الوجه).
  4. التهاب الجلد المستمر، حيث تظهر بثور دموية، ولا يتم اكتشاف عامل العدوى بواسطة تقنيات الميكروبيولوجيا (يتم توجيه الطفح إلى الأصابع والأظافر).
  5. الصدفية في راحة اليد والقدم – من الناحية السريرية مماثلة لالتهاب الجلد المستمر، ولكن منطقة الإصابة تتوسع تدريجياً في كف اليد والقدم.
  6. الشكل القطري – يوضع العناصر العقية بشكل منفصل ودون الاندماج في بقع.
  7. الشكل المصلب، الذي يرافقه التهاب المفاصل على غرار الروماتويد.
  8. الشكل العكسي للصدفية، عندما يظهر العناصر الباثولوجية ليس على الأسطح المستقيمة ولكن على الأسطح المثنية، خاصة على المرفق والتجاعيد الطبيعية (الفخذين، تحت الإبط).
  9. الشكل غير المحدد، الذي يتسم بتنوع الظواهر السريرية.

من حيث الموقع، يميز الأطباء الأنواع التالية لمرض الصدفية:

  1. الصدفية في راحة اليد والقدم – حيث توجد الطفحات على القدمين واليدين على التوالي.
  2. التهاب المفاصل – التهاب مفصلي مصاحب للصدفية.
  3. المخاطي – عندما يتعرض الغشاء المخاطي لعملية الصدفية، مثل في فم الشخص، جيب العين، والأعضاء التناسلية.
  4. صدفية الأظافر – حيث تصبح الأظافر متضررة مع تكوين حفر وشقوق، وتصبح باهتة ومتقشرة.

وبناءً على مدى انتشار العملية المرضية، يمكن التفريق بين 3 أشكال لمرض الصدفية:

  1. محدود – يشمل أقل من 20٪ من الجلد في الجذع والرأس.
  2. واسع الانتشار – أكثر من 20٪.
  3. عام – تشمل العملية المرضية كل تغطية للجسم.

أعراض الصدفية

أعراض الصدفية غالبًا تشمل احمرار الجلد، التقشر، والحكة في فروة الرأس أو مناطق أخرى متأثرة. العوامل المشتركة التي قد تشغل دورًا “شائعًا” في تشغيل العملية الوراثية تتضمن غالبًا العدوى الفيروسية، والضغوط النفسية الشديدة، وفترات التغييرات الهرمونية (فترة المراهقة، وأيضًا عند النساء خلال الحمل).

يمكن أن يتطور مرض الصدفية لدى البالغين بوتيرة مختلفة. استنادًا إلى ذلك، يميز أطباء الأمراض الجلدية بين 3 مراحل للمرض:

  1. المرحلة التقدمية: تتميز بتكوين بؤبؤ، حكة، رد فعل التهابي بعد التحفيز (حكّ أو محاولة الوخز بالإبر، وما إلى ذلك)، وكذلك بداية مرحلة القشور.
  2. المرحلة الثابتة: لا تتكون طفحات جديدة، والبؤبؤ القديمة لا تتزايد في الحجم، والتقشر قليل.
  3. المرحلة التراجعية: يشفي البؤبؤ، ويترك في هذه المنطقة بقعة بيضاء بلا صبغة، والتي لا تسبب حكة أو حساسية بعد الآن (علامات التراجع).

أسباب الصدفية

حاليًا، يُعترف على نطاق واسع بدور الجهاز المناعي في آليات تطور مرض الصدفية. الخلايا المناعية، التي تستجيب عادة للمستضدات، توجه هجومها نحو الخلايا الجلدية السليمة. يؤدي ذلك إلى تحفيز تكاثر أكثر فعالية للخلايا في الطبقة السطحية للجلد مقارنة بالحالة الطبيعية. الخلايا الجلدية لا تتمكن من “النضج” بشكل كافٍ، مما يجعلها غير قادرة على الالتصاق ببعضها البعض بشكل قوي. نتيجة لذلك، تظهر على السطح وتشكل بؤبؤًا منتفخًا مغطى بقشور فضية. وبالتالي، تكمن السبب الرئيسي في الصدفية في اضطراب المناعة المحدد والمحدد وراثيًا، الذي يُشغّل المسار الباثولوجي النموذجي.

ينقسم مرض الصدفية إلى نوعين – الموسمي وغير الموسمي. تعود هذه التفريقات إلى وجود علاقة واضحة في الحالة الأولى بين تفاقم المرض وتأثير العوامل المحفزة. يمكن أن تسبب العوامل التالية تفاقم الصدفية الموسمية:

  • تأثير أشعة الشمس (في النمط الصيفي)
  • تأثير البرودة وانخفاض درجات الحرارة (في النمط الشتوي)

في حالة الصدفية غير الموسمية، لا توجد فترات استراحة، ويستمر المرض على مدار السنة. قد تسهم التوترات وبعض أنواع الطعام (تناول كميات كبيرة من الحمضيات، التوت الحامض، والحلويات) في تفاقم الحالة.

التشخيص

تشخيص مرض الصدفية يهدف من جهة إلى كشف هذا المرض ومن جهة أخرى إلى تقييم المستوى العام للصحة وتحديد السبب الأكثر احتمالًا إذا كان ذلك ممكنًا. لحل المهمة الأولى، يكون عادة الفحص البصري للعناصر المرضية كافيًا. بينما يتم استخدام مخطط تشخيصي متكامل لحل المهمة الثانية، والذي قد يتضمن الفحوصات التالية:

  1. تحليل دم عام (مع الصفائح الدموية).
  2. تحليل بول عام.
  3. اختبار الكيمياء الحيوية للدم.
  4. تحديد مؤشرات الالتهاب الحاد في الجسم – البروتين الردّي سي، وعامل الروماتويد.
  5. تقييم حالة الأجسام المناعية – IgA، IgG، IgM، IgE.
  6. اختبار الكشف عن الزهري والكلاميديا.
  7. تحديد نشاط التجلط في الدم.
  8. النوعية HLA للكشف عن التمييز الوراثي.

يتم تعيين الفحوصات الأدوات عادة في حالات الصدفية المعقدة، حيث يتطور التهاب المفاصل ويؤثر على الأعضاء الداخلية. يمكن إجراء تصوير الأشعة السينية للمفاصل وفحص القلب بالموجات فوق الصوتية لتقييم التركيب التشريحي والحالة الوظيفية.

يمكن أن تتجلى بعض الأمراض الجلدية والفيروسية بأعراض تشبه أعراض الصدفية. لتحديد التشخيص بدقة، يتم إجراء تشخيص تفصيلي للصدفية، والذي قد يشمل الطرق التالية:

  1. فحص نسيجي – أخذ عينة صغيرة من الجلد من مكان الإصابة ودراستها.
  2. تحاليل مختبرية – تستهدف في المقام الأول التمييز بين الإصابات بالصدفية والزهريات.
  3. تحاليل للكشف عن العمليات العدوانية المخفية.

علاج الصدفية

علاج الصدفية – مهمة غير سهلة، تستهدف تخفيف الالتهاب الذاتي وفي حال الإمكان، التخلص من عوامل الخطر التي تسهم في تطور المرض. وفقًا لتوصيات العلاج السريري للصدفية، يُختار برنامج العلاج لكل مريض بشكل فردي.

العلاج التقليدي يمكن أن يتنوع حسب الأهداف المستهدفة، سواء كان ذلك للتخفيف من ظهور البؤبؤ (تقليل البقع، وتقليل الجفاف والحكة) أو للحفاظ على جهاز المناعة من “الهجوم” على الخلايا السليمة وغيرها.

الطرق الرئيسية لعلاج هذا المرض تشمل:

  1. العلاج الموضعي: يصف الطبيب مستحضرات موضعية تحتوي على الكورتيكوستيرويدات في شكل مراهم أو كريمات أو لوسيونات. يمكن أن يتضمن العلاج الموضعي أيضًا مستحضرات تحاكي فيتامين D3 والمنتجات التي تحتوي على الزنك.
  2. العلاج بالضوء (الفوتوثيرابيا): يتضمن تعريض الجلد لجرعة علاجية من الضوء. يُستخدم عدة أنواع من الفوتوثيرابيا تختلف في طول الموجة وجرعة الإشعاع والجدول الزمني ومدى العلاج. يكفي بعض المرضى بالتعامل مع الضوء المعزول، في حين يحتاج البعض الآخر إلى استخدام مكملات تحسين الحساسية للضوء.
  3. العلاج المتكامل: وهو يجمع بين عدة أساليب علاجية، مثل الفوتوثيرابيا والعقاقير المضادة للخلايا النشطة وغيرها.
  4. العلاج النظامي: يُجرى في حالة الصدفية المتوسطة والشديدة، ويشمل الأدوية التي تنتمي إلى فئة مثبطات الخلايا السرطانية ومشتقات فيتامين A وغيرها. يتم توجيهها في الفترات الحادة للمرض وتتطلب اختيار الجرعة بعناية خاصة لتجنب الآثار الجانبية النظامية.
  5. العلاج البيولوجي: يتم إنشاءها باستخدام تقنيات الهندسة الوراثية وتمثل أجسامًا مضادة أحادية النسيلة تُستخدم لأغراض علاجية.

لتعزيز التأثير العلاجي، يمكن أيضًا تبني أساليب غير دوائية مثل تقليل التوتر، والعلاج المنتظم في المنتجعات والمؤسسات الصحية، وبشكل خاص قبل فترات التفاقم، وتبني نمط حياة صحي واتباع نظام غذائي.

الوقاية من الصدفية

لم يتم تطوير أساليب فعّالة للوقاية من مرض الصدفية. ومع ذلك، يُفضل للأشخاص الذين يعانون من تَحمُّل وَراثي، والذي يكون واضحًا عندما يعاني أقرب الأقارب من هذا المرض، أن يتبعوا بعض الإرشادات:

  1. الوقاية من العدوى الفيروسية باستخدام أساليب الوقاية الخاصة وغير الخاصة.
  2. الحصول على نوم كافٍ لمدة 7-8 ساعات في الليل لاستعادة وظيفة الجهاز العصبي الطبيعية وتجنب تعبه الزائد.
  3. تقليل استهلاك المنتجات الضارة، بما في ذلك اللحوم المدخنة والمحافظات.
  4. تجنب التعرض للبرودة المفرطة وأشعة الشمس الزائدة.
  5. تجنب زيارة أجهزة التشميس.
  6. ممارسة النشاط البدني.
المصادر:
  1. Pritylo Olga Alexandrovna, Prokhorov Dmitry Valerievich, Vintserskaya Galina Arnoldovna. “Dermatology and Venereology. A textbook.” INFRA-M Publishing, 2021.
  2. Rodionov Anatoly Nikolaevich, Sydikov Akmal Abdikakharovich, Zaslavsky Denis Vladimirovich. “Clinical Dermatology. Illustrated Guide for Physicians.” GEOTAR-Media Publishing, 2022.
  3. Koleva N. N. “Arthropathic Psoriasis” // DVKS. 2010.
  4. Utz S.R., Dobdina A.Yu., Talnikova E.E., Utz I.A. “Photodynamic Therapy of Psoriasis” // Saratov Scientific Medical Journal. 2017. No.3.