الورم السحائي في الحفرة الشمية: حالة تصوير بالرنين المغناطيسي في الوقت المناسب لمريض يعاني من فقدان حاسة الشم
المقدمة
في 18 يناير 2000، زارت امرأة تبلغ من العمر 34 عامًا العيادة، تعاني من صداع مستمر.
الشكاوى
أبلغت المريضة عن فقدانها لحاسة الشم. كما شكت من ضعف عام وإرهاق سريع. في البداية، كانت تحتاج إلى استنشاق عميق لتشعر بالروائح، مثل رائحة الدجاج المقلي، ولكن بمرور الوقت اختفت الروائح تمامًا.
التاريخ المرضي
بدأ تراجع حاسة الشم منذ حوالي عامين قبل زيارتها للعيادة. تطور الوضع ببطء دون ارتباط بوقت معين من اليوم. لم يكن لدى أي فرد من أفراد الأسرة أعراض مشابهة. تعمل والدتها خياطة، ووالدها كان عامل منجم يعاني من silicosis، الذي أثر على حاسة الشم لديه، لكن استعادة الشم كانت تحدث بمجرد غسل الأنف.
الفحص
لم يظهر الفحص الجسدي أي انحرافات.
نتائج الرنين المغناطيسي
أظهرت نتائج الرنين المغناطيسي للدماغ:
- ورم سحائي كبير ذو حدود واضحة ووعرة في منطقة الحفرة الشمية بالأجزاء الأمامية للفصين الجبهيين، بأبعاد 6.9×6.4 سم طولاً وعرضاً، وارتفاع 5.4 سم.
- مناطق تحويل كيسية داخل الورم.
- وذمة حول الورم السحائي، أكثر وضوحاً في النصف الأيمن من الدماغ.
- تشوه وضغط على ركب الجسم الثفني، مع انزياحه للخلف.
- ضغط على البطينين الجانبيين (خاصة القرون الأمامية) والبطين الثالث.
- عدم تناسق البطينين الجانبيين، عرض البطين الأيمن 0.5 سم، والأيسر 1.3 سم.
- الجزء الأمامي من البطين الثالث عرضه 0.4 سم.
- البطين الرابع والسيسترنات القاعدية بدون ملاحظات خاصة.
- انحراف الهياكل الوسطى لليسار، عند مستوى المنينجيوم حتى 1.7 سم، وعند مستوى البطين الثالث حتى 0.8 سم.
- بعد الحقن بالمادة المظللة (Omniscan 10)، زادت شدة الإشارة من الورم بشكل سريع. لم تُظهر الفحوصات أي بؤر مرضية أخرى في الدماغ.
التشخيص
ورم سحائي كبير في الحفرة الشمية مع انزياح الهياكل الوسطى.
العلاج
خضعت المريضة لجراحة أعصاب لاستئصال الورم. بعد 30 يومًا من العملية، كشف الرنين المغناطيسي عن منطقة تغيرات كيسية-ضمورية في الحفرة الأمامية. عند حقن المادة المظللة، كانت تتجمع حول المنطقة الجراحية. بعد 6 أشهر، لم تُظهر الفحوصات علامات على نمو أو تجمع للمادة المظللة. عادت حاسة الشم تدريجياً إلى المريضة.
الخاتمة
توضح هذه الحالة أهمية الرنين المغناطيسي في مثل هذه الأعراض. لولا إجراء هذا الفحص، لاستمرت المريضة في استشارة أطباء الأنف والأذن والحنجرة بحثًا عن العلاج المناسب، ما كان يمكن أن يؤدي إلى ضغط الورم على العصب البصري وفقدان الرؤية. كان اللجوء المبكر للرنين المغناطيسي حلاً لمشاكل عديدة في زيارة واحدة.