التعريف
البقعة الحمراء على جبين هذا الطفل البهي يُطلق عليها اسم “الهيمانجيوما”. في هذا التشخيص، لا يوجد شيء مخيف.
هذا ورم حميد، ناتج عن نمو سريع للخلايا التي تشكل الأوعية الدموية الجديدة. تظهر الهيمانجيومات غالباً على الوجه ولكنها لا تتطور أبدًا إلى أورام خبيثة.
تنمو الهيمانجيومات بشكل مكثف خلال أولى أشهر حياة الطفل (حتى 6-9 أشهر). بعد اكتمال نموها، تبدأ في الاختفاء ببطء. يتخلص الجسم من معظم الهيمانجيومات بحلول سنوات الطفولة (2-4 سنوات). قراءة المزيد من التفاصيل
تشخيص وعلاج الهيمانجيوما في الأطفال
يكفي إجراء فحص دقيق وفحص بالموجات فوق الصوت (التصوير بالموجات فوق الصوتية) لتحديد تشخيص “الهيمانجيوما الرضعية”. أثناء الفحص، يتم جمع التاريخ الصحي بعناية (حيث يتم توضيح أوقات ظهور الهيمانجيوما وديناميكية التغييرات)، وتقييم سطح الإصابة بصورة بصرية. يمكن تحديد الارتفاع المحلي (ارتفاع درجة الحرارة) بشكل لمس. جميع هذه الطرق هي ذات طابع ذاتي ولا تسمح بتحديد الحجم الحقيقي للورم الوعائي وعلاقته مع الأنسجة المحيطة. تقدم الطرق الأدوات أوصافًا هيكلية دقيقة.
يُستخدم فحص الهيمانجيوما بالموجات فوق الصوت مع توجيه معايير الدوبلر للأوعية الدموية التي تغذي أنسجة الورم وتشكل جزءًا منه. هذه الطريقة معلوماتية بما يكفي وغير غازلة (لا تؤذي الجلد). يمكن أن تكون الهيمانجيومات الرضعية متنوعة من حيث كثافة الهياكل ونوع التغذية الدموية. بالنسبة لتحديد خطة العلاج، ليس من الضروري معرفة الخصائص التدفقية بقدر ما هو مهم معرفة سمك الورم نفسه.
إذا كانت هناك صعوبات في تشخيص الحالة بعد الفحص والتصوير بالموجات فوق الصوتية، يُوصَى بإجراء خزعة من الورم مع إجراء دراسة مستضدة لتحديد رد الفعل GLUT-1 – وهو علامة محددة للهيمانجيوما الرضعية. ومع ذلك، يجب مراعاة أن هذا الإجراء هو إجراء غير تقليدي ولا يجب إجراؤه بشكل روتيني.
يُمكن أيضًا إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتأكيد التشخيص، أحيانًا مع تناول مواد تبييضية وريدية. ولكن نظرًا لأن هذه الطريقة تتطلب التخدير، يجب أيضًا تجنب استخدامها بشكل روتيني لتشخيص الهيمانجيوما الرضعية.
إجراء الكمبيوتر توموغرافي (CT) والتصوير الوعائي لتشخيص الهيمانجيوما الرضعية هو زائد، حيث يرتبط CT بأعباء إشعاعية عالية. علاوة على ذلك، يتعين إجراء تحقيق التباين الوريدي لإجراء CT. للأطفال الصغار، يُجرى CT أيضًا تحت التخدير.
علاج الهيمانجيوما في الأطفال
حاليًا، هناك طرق متنوعة لعلاج الهيمانجيوما الرضعية. العديد منها فقدت قيمتها، في حين يُستخدم البعض الآخر بنجاح حتى الآن. الاتجاه الرئيسي في العلاج هو المراقبة النشطة أو تنفيذ نوع معين من العلاج منذ تشخيص الحالة.
عند اختيار تكتيك العلاج، يجب أن يُراعى عدة عوامل:
- عمر الطفل (كلما كان الطفل أصغر، زادت مخاطر استمرار نمو الهيمانجيوما);
- نوع الهيمانجيوما وموقعها؛
- وجود مضاعفات؛
- رغبة الآباء في إجراء نوع معين من العلاج؛
- خبرة الطبيب.
لمساعدة الأطباء في تحديد تكتيك علاج الهيمانجيوما الرضعية، اقترح الجراحان الروسيان د. أ. سافين ود. رومانوف مقياس تقييم خاص. يمكن من خلاله تقييم ضرورة إجراء علاج دوائي باستخدام بيتا-بلوكات. يأخذ هذا المقياس في اعتباره كل من عمر الطفل وموقع الهيمانجيوما وحجمها وعددها وسمكها (وجود حجم غير طبيعي).
قام الأطباء بتطوير مقياس تقييم لتحديد مؤشرات العلاج الدوائي النظامي للهيمانجيوما الرضعية باستخدام بيتا-بلوكرز. يتمثل المقياس في توجيهات لمجموعة من المعايير ومنح نقاط لكل معيار حسب الوضع السريري:
المعايير:
- العمر:
- 0-4 شهور: 4 نقاط
- 5-8 شهور: 3 نقاط
- 9-12 شهرًا: 2 نقطة
- سنة فما فوق: 1 نقطة
- الموقع:
- الفم والأنف والشفتين والأذنين: 4 نقاط
- الشرج والجوخ والأعضاء التناسلية: 4 نقاط
- متعددة الهيمانجيومات: 4 نقاط
- الأعضاء والغدد الصماء: 4 نقاط
- الرأس وغيره من أجزاء الوجه: 3 نقاط
- الرقبة: 3 نقاط
- منطقة المفاصل: 2 نقاط
- اليدين والقدمين: 2 نقاط
- الجسم: 1 نقطة
- الأطراف: 1 نقطة
- الحجم (القطر):
- أكبر من 5 سم: 2 نقطة
- 1-5 سم: 1 نقطة
- أقل من 1 سم: 0 نقطة
- الحجم الطبي:
- موجود: 1 نقطة
- غير موجود: 0 نقطة
- العدد:
- 5 أو أكثر: 1 نقطة
- 1-4: 0 نقاط
- المضاعفات:
- موجودة: 1 نقطة
- غير موجودة: 0 نقطة
يقوم الطبيب بتقييم المريض، ويقوم بتقييم المعايير المحددة وجمع النقاط. عند الحصول على 9 إلى 14 نقطة، يُظهر العلاج الدوائي النظامي، بينما عند الحصول على 4 إلى 8 نقاط، لا يلزم العلاج الدوائي.
علاج الهمانجيومات لدى الأطفال: خيارات التدخل والعلاج
تقدم معالجة الهمانجيوما لدى الأطفال مجموعة متنوعة من الخيارات، تتراوح بين العلاجات غير التدخلية والعلاجات الجراحية.
1. العلاجات غير التدخلية:
- المتابعة النشطة:
تعتبر هذه الاستراتيجية خيارًا تقليديًا تم تبنيه قبل اكتشاف مضادات بيتا-أدرينوريسيبتور. على الرغم من أنه يمكن اللجوء إليها حتى الآن، يجب مراعاة أن الأطفال الأصغر سناً يحملون مخاطر نمو الورم. تتطلب هذه الاستراتيجية متابعة دورية لتقييم أي نمو محتمل للهمانجيوما. - العلاج الدوائي:
ثمة تحول في استخدام مضادات بيتا-أدرينوريسيبتور بعد اكتشاف تأثير بروبانولول الإيجابي على همانجيومات الرضع. بدأ “العصر الذهبي” لمضادات بيتا-أدرينوبلوكاتور في علاج هذا المرض منذ ذلك الحين، نظرًا لانخفاض مخاطر الآثار الجانبية وفعالية العلاج. - التدخل بواسطة الليزر:
يُستخدم الليزر لعلاج الهمانجيوما بشكل غير تدخلي، حيث يُستهدف الليزر الأوعية الدموية المتضررة دون التأثير على الأنسجة الطبيعية.
2. العلاجات الجراحية (التدخلية):
- الحقن وتصلب الأوعية (سكليروز):
يمكن استخدام هذا الإجراء للحد من نمو الهمانجيوما عن طريق حقن مواد تسبب تصلبًا في الأوعية الدموية المتضررة. - الجراحة:
تُعتبر عملية إزالة الهمانجيوما خيارًا في حال عدم استجابة الورم للعلاجات غير التدخلية أو الدوائية.
تُظهر هذه الخيارات تنوعًا في معالجة الهمانجيوما لدى الأطفال، حيث يتعين اختيار الطريقة المناسبة بناءً على عدة عوامل مثل عمر الطفل ونوع الهمانجيوما وموقعها ووجود أي مضاعفات.
تصحيح بالليزر:
يستخدم الليزر بطولات موجية تتراوح بين 532 و 585 نانومترًا، وأحيانًا 1064 نانومترًا لعلاج التشوهات الوعائية. هذه الليزرات لا تؤذي الجلد، لذا يعتبر ذلك جزءًا من العلاج التحفظي. يعتمد عمل الليزر على نظرية التفاعل الضوئي الحراري التحفظي، حيث يتفاعل الإشعاع الليزري مع الأنسجة بشكل متفاوت استنادًا إلى وجود مواد ملونة في الجلد. يؤدي ذلك إلى تسخين الأنسجة وإغلاق الأوعية الدموية المصابة دون إلحاق ضرر بالأنسجة المحيطة. بعد العلاج بالليزر، لا تظهر ندوب أو تشوهات.
علاج جراحي (تدخلي):
- تصلب الهمانجيوما:
يمكن استخدام هذا الأسلوب للتحكم في نمو الهمانجيوما السطحية الصغيرة. يتم حقن مادة خاصة داخل الأوعية الدموية لتلتصق بها، مما يسبب تلف الطبقة الداخلية للأوعية الدموية وتشجيع تكوين جلطة. يتطلب هذا الأسلوب دورة من العلاج على فترات زمنية معينة نظرًا لسريان الدم السريع في الهمانجيوما. - التجميد بالزيت النيتروجيني:
يمكن تدمير أورام الهمانجيوما باستخدام الزيت النيتروجيني السائل الذي يصل إلى درجة حرارة -195.6 درجة مئوية. يحدد هذا الزيت بوضوح منطقة الورم ويتم استبدالها بنسيج تجديدي بعد 21-30 يومًا. يعتبر هذا الأسلوب أقل فعالية في حالة الهمانجيوما الواسعة والعميقة ذات الدورة الدموية الغزيرة وقد يتسبب في عيوب تجميلية.