
التعريف
التضخم الكبدي – حالة مرضية تتميز بتكبير غير طبيعي وبوجود علامات لتغيرات متناثرة في الكبد. ليست حالة مستقلة بذاتها، وإنما تعتبر واحدة من الأعراض لعدة حالات مرضية متنوعة، بدءًا من الالتهابات الكبدية الفيروسية وصولاً إلى تليف الكبد. يقوم أطباء الكبد بالتعاون مع أطباء مختصين آخرين بالتحقيق في ما يسبب هذا النوع من الأعراض لدى البالغين وكيف يؤثر على الصحة بشكل عام، وما هو العلاج اللازم.
حول المرض
في الحالة الطبيعية، يكون للكبد ملمس نسبياً ناعم. عند الاستدراك، يمكن تحديد الحافة السفلية للكبد عند الجهة اليمنى تحت القوس الضلعي، ولكن يجب ألا تتجاوز بزيادة أكثر من 1-2 سم. يشير التكبير الذي يتجاوز 12 سم على الخط الوسطي الأيمن أو القدرة السهلة على الاستدراك في منطقة الفخذ العلوي (في منطقة تلاقي الشمس) إلى التضخم المرضي.
تصنيف التضخم الكبدي:
- معتدل: تحدث تغييرات طفيفة في أنسجة الكبد، وتكون واضحة فقط خلال الفحص الأدواتي.
- مكتملة: تزداد حجم الكبد بمقدار 10 سم.
- متناثرة: يتجاوز حجم الكبد الحد الطبيعي بأكثر من 10 سم.
في معظم الحالات، يستخدم الخبراء تقسيم المتلازمة إلى عدة أنواع باعتبار السبب الرئيسي لتطور المرض. يمكن أن يكون التضخم الكبدي نتيجة لأمراض الغدد الصماء، أو التسمم، أو الإصابة، أو اضطرابات الدورة الدموية، وما إلى ذلك. يتم أيضًا أخذ موقع التغييرات المرضية في اعتباره أثناء وضع التشخيص.
اعراض المرض:
أعراض التضخم الكبدي تتم تحديدها بناءً على الحالة المرضية الأساسية. في حالة التضخم الكبدي المعتدل، يمكن أن لا تظهر الأعراض لفترة طويلة، خاصةً لدى الشبان. أما في حالة التضخم الكبدي المكتمل للبالغين، فتظهر الأعراض على النحو التالي:
- عدم الارتياح والألم تحت الأضلاع على الجهة اليمنى، يزيد الألم مع الحركة.
- رائحة فم غير مستساغة.
- زيادة في تكوين الغازات في الأمعاء.
- الإمساك والإسهال التناوبي.
- الغثيان، خاصة بعد تناول الطعام اوالكحول.
- حكة في الجلد.
- فقدان الشهية.
- طفح جلدي من النوع الدموي على الجسم.
- اضطرابات النوم.
- عدم استقرار عاطفي.
في حالة التضخم الكبدي الناتج عن التهاب الكبد الفيروسي، يصاحبه تصفير الجلد وتلون الملتحمة والأغشية المخاطية، إلى جانب أعراض التسمم العام للجسم. أما في حالة تليف الكبد، يصبح الكبد ملموسًا وقد تحدث نزيفًا متكررًا، والغثيان والألم في منطقة الفوق البطن يكونان ذات طابع دائم.
عندما يكون التضخم الكبدي ناجمًا عن أورام حميدة أو خبيثة، قد يزداد حجم البطن من جهة الورم. يعاني المريض من الألم واضطرابات هضمية وتتراكم السوائل في تجويف البطن.
في حالة التسمم الكبدي، يكون التضخم الكبدي هو العرض الرئيسي، وفي بعض الحالات يظهر حكة الجلد المحببة، الغثيان، وتصفير الجلد والعيون.
الاسباب
تضخم الكبد يمكن أن يكون علامة على العديد من الأمراض. غالبًا ما يحدث تضخم الكبد بسبب اضطرابات الأوعية الدموية، خاصةً نتيجة لتأثير الوريد البابي، التخثر، احتقان الأوردة، وما إلى ذلك.
تصبح أسباب أخرى لتضخم الكبد:
- الالتهابات الحادة الالتهابية في الكبد (التهاب الكبد، التهاب اللوز اللعابي الفيروسي، الكولانجيت غير المحدد، إلخ).
- تكون الأورام الحميدة والخبيثة في الكبد أو الهياكل المحيطة به.
- الداء النشواني amyloidosis .
- داء ترسب الأصبغة الدموية Hemochromatosis.
- التسمم الغذائي.
- مرض الدهون في الكبد.
- الثلاسيميا (Thalassemia) ICD-10:D56
- بعض الاضطرابات القلبية والوعائية.
تزيد فرص تضخم الكبد لدى الأشخاص الذين:
- يعانون من اضطرابات الغدد الصماء.
- يتناولون بانتظام المشروبات الكحولية، دون أن يلعب نوع الكحول دورًا.
- يتناولون العديد من الأدوية المختلفة.
- يستخدمون الأدوية بطريقة غير مقررة، بزيادة الجرعة أو تغيير جدول الجرعة.
- يعملون في مجال الصناعة الكيميائية.
- يعانون من البدانة.
- يتحركون قليلاً.
الإصابة بأضرار ميكانيكية للكبد، والحالات المناعية الذاتية، والتشوهات الخلقية في نظام الكبد يمكن أن تؤدي أيضًا إلى تضخم الكبد.
التشخيص
في تشخيص تضخم الكبد، تتضمن الخطوات الأولية للطبيب:
- استجواب المريض، جمع التاريخ الطبي والشكاوى.
- تقييم حالة الجلد، لون الأغشية المخاطية، ولون السكلير العيني.
- الاستماع والاستدراك (الضرب بالأصابع)، فحص الكبد باللمس، وتحديد مكانه وحجمه.
لتحديد سبب تضخم الكبد وتقديره بشكل موضوعي، يتم تعيين مجموعة من الفحوصات المخبرية والأدوات، تتضمن:
- فحص الأمواج فوق الصوتية للكبد وأعضاء أخرى في تجويف البطن.
- أخذ عينة من الكبد (بيوبسي) في حالة الاشتباه في وجود أورام.
- تحليل دم شامل.
- تحليل الدم الكيميائي.
- اختبار البلمرة المتسلسلة (PCR) للفحص عن العدوى.
عند الضرورة، يمكن تحديد تشخيص موسع يشمل فحص CT لأعضاء تجويف البطن، والمسح الإشعاعي بالاستخدام المواد المشعة، وفحص الأمواج فوق الصوتية مع دوبلر، ووسائل تشخيص أخرى.
العلاج
تكتيك العلاج يتم تحديدها بناءً على الحالة المرضية الأساسية.
قد تشمل الأدوية المستخدمة في العلاج:
- حماية الكبد.
- مضادات الفيروسات.
- المضادات الحيوية.
- مضادات التخثر.
- الهرمونات.
- أدوية القلب.
يتم تنفيذ إجراءات التخلص من السموم واستعادة توازن.
تلعب الإصلاحات في التغذية ونمط حياة المريض دورًا هامًا في علاج تضخم الكبد. يجب تجنب الكحول، والأطعمة الدهنية، والمأكولات المقلية، والحارة، والمحفوظة، والكربوهيدرات السريعة، والتوابل. قد يصف الطبيب مجموعة من المعادن والفيتامينات الضرورية لدعم مستوى المواد المعدنية المطلوبة في الجسم.
في حالات الأورام السرطانية في الكبد، يتم توجيه العلاج إلى العلاج الإشعاعي أو الكيميائي أو الإشعاعي. في حالة الدمار المحدود، يتم إجراء تصريف.
إذا لم يكن هناك تأثير من العلاج التحفظي أو إذا كانت الحالة المرضية التي تسببت في تضخم الكبد والأعراض الأخرى في مرحلة متقدمة، يتم توجيه العلاج الجراحي. في الحالات الأكثر تعقيدًا، يمكن اتخاذ قرار بإزالة الجزء التالف من الكبد أو زراعة الكبد.
لمصادر:
- Grigoriev P.Ya., Yakovenko A.V. Clinical Gastroenterology. Moscow: Med. Information Agency, 1998.
- Sherlock S., J. Dooley. Liver and Biliary Diseases: Practical Guide. Translated from English / Ed. by Z.G. Aprosina, N.A. Mukhin. Moscow: GEOTAR-MED, 2002.