تغير لون البراز: هو ظهور تلوين غير طبيعي للبراز، ويمكن أن يُلاحظ ذلك لدى الأشخاص الأصحاء تمامًا وأيضًا في حالات الإصابة بأمراض مختلفة. أحيانًا يكون لهذا العرض أسباب فسيولوجية، مثل تناول أطعمة معينة أو تناول أدوية، ولكن غالبًا ما يشير تغير اللون إلى وجود مرض في الجهاز الهضمي.
للكشف عن أسباب هذا العرض، تُستخدم طرق التشخيص مثل الموجات فوق الصوتية، والتنظير الداخلي، والتصوير بالأشعة، والاختبارات المعملية. لاستعادة اللون الطبيعي للبراز، يتم استخدام أدوية تستهدف القضاء على السبب الأساسي لتغير اللون.
الخصائص العامة:
ظهور لون غير عادي للبراز هو عرض واضح يلاحظه المرضى دائمًا. قد يتراوح لون البراز بين الرمادي الفاتح إلى الأسود. في بعض الأحيان، يصاحب عملية التبرز آلام أو عدم ارتياح في البطن. عند ملاحظة تغير واضح في خصائص البراز، يشعر المرضى عادة بأحاسيس نفسية سلبية ناتجة عن الخوف من مرض خطير. إذا كان تغير اللون ناتجًا عن أسباب فسيولوجية، فإن الشخص لا يشعر بأي أعراض مزعجة سواء أثناء التبرز أو خلال اليوم.
غالبًا ما يكون تغير لون البراز مصحوبًا باضطرابات هضمية أخرى مثل الغثيان، والتقيؤ، وآلام البطن، وتغير في تكرار حركة الأمعاء وقوام البراز، مما يشير إلى تطور أمراض الجهاز الهضمي. ارتباط البراز الرمادي الباهت مع البول الداكن غالبًا ما يشير إلى التهاب الكبد أو أمراض حادة أخرى في الكبد. ظهور براز أسود أو أحمر أو قرمزي أثناء التبرز يكون غالبًا بسبب نزيف من الجهاز الهضمي بدرجات متفاوتة، ويتطلب زيارة فورية لأخصائي أمراض الجهاز الهضمي.
آلية التطور:
في الوضع الطبيعي، يكون لون البراز بنيًا، ويتراوح بين درجات الفاتح والداكن اعتمادًا على العادات الغذائية. هذا التلوين ناتج عن وجود نواتج استقلاب البيليروبين – ستيركوبيلين وميسوبيلفوسين. يحدث تغير لون البراز عند دخول مواد ملونة مع الطعام أو الأدوية، أو عند وجود شوائب مرضية (دم، أصباغ صفراوية). في حالة الإسهال، يصبح البراز أصفر ذهبيًا نظرًا لتسارع مروره الذي يمنع تحويل البيليروبين المباشر إلى ستيركوبيلين.
البراز عديم اللون أو الرمادي يظهر عند وجود عوائق ميكانيكية تمنع تدفق الصفراء إلى الأمعاء (مثل حصى المرارة، أو وجود أورام في البنكرياس أو الاثني عشر)، مما يؤدي إلى غياب المواد الملونة التي تتشكل بشكل طبيعي من البيليروبين المترافق في البراز. يأخذ البراز لونًا رماديًا وقوامًا طينيًا عند تناول السلفات الباريوم عن طريق الفم، نتيجة التفاعلات الكيميائية في المعدة والأمعاء.
يمكن أن يصبح البراز مائلًا إلى الأخضر، وهذا غالبًا ما يكون طبيعيًا ويحدث نتيجة تناول كمية كبيرة من الخضروات الخضراء الطازجة. هذه الأطعمة غنية بصبغة الكلوروفيل، التي لا تتكسر بفعل الإنزيمات الهاضمة وتمنح البراز لونه المميز. يتغير لون البراز إلى الأخضر أيضًا في حالات الإسهال المرضي، حيث يتم إفراز كميات كبيرة من البيليروبين، وهو مقدمة للبيليروبين، الذي لا يخضع لجميع مراحل التحول الكيميائي في الأمعاء.
تغير لون البراز إلى الأسود يظهر عند تناول أملاح البزموت، التي تشكل تحت تأثير اللعاب مركبات غير قابلة للذوبان ذات لون أسود. يظهر اللون الداكن أيضًا عند دخول أملاح الحديد إلى البراز. يتطور البراز الأسود القيري (الميلينا) في حالات النزيف من المعدة والأجزاء العليا من الأمعاء الدقيقة. التلوين الداكن ناتج عن تحويل الهيموغلوبين إلى هيماتين هيدروكلوريكي تحت تأثير الإنزيمات وفلورا الأمعاء. في حالة النزيف من القولون والمستقيم، لا يتحلل الهيموغلوبين، وبالتالي يأخذ البراز لونًا أحمر.
تصنيف
يتم التفريق بين التغيرات الفسيولوجية في لون البراز المرتبطة ببعض العادات الغذائية أو تناول بعض الأدوية، وبين التغيرات المرضية الناتجة عن عمليات التهابية وتدميرية في أعضاء الجهاز الهضمي والجهاز الصفراوي. لتشخيص متلازمات أولية، يتم استخدام تصنيف يعتمد على طبيعة لون البراز:
- البراز ذو اللون الرمادي والأبيض: غالبًا ما يظهر البراز الرمادي “الطيني” لعدة أيام بعد تناول مادة السلفات الباريوم عن طريق الفم كجزء من الفحوصات الطبية. يمكن أن يكون اللون الباهت للبراز ناتجًا عن نقص تدفق الصفراء إلى الاثني عشر بسبب أمراض القنوات الصفراوية أو التهاب الكبد أو أورام البنكرياس.
- البراز ذو اللون الأصفر: يظهر اللون الأصفر عادةً نتيجة صعوبة في هضم الطعام بسبب نقص في الإنزيمات. هذا اللون مميز لأمراض البنكرياس، متلازمة سوء الامتصاص، والداء البطني (السيلياك). قد يشير اللون الأصفر الذهبي إلى وجود كمية زائدة من البيليروبين غير المتغير.
- البراز ذو اللون الأخضر: يحدث تغير اللون عند تناول كميات كبيرة من أوراق الخس والخضروات الخضراء، كما أن اللون الأخضر المائل إلى الأسود قد يكون ناتجًا عن تناول مكملات الحديد. يتغير اللون إلى الأخضر في حالة الإسهال الناتج عن أسباب مختلفة واضطرابات شديدة في الفلورا البكتيرية في الأمعاء، حيث يتغير معدل مرور البراز عبر الأمعاء.
- البراز ذو اللون الأحمر: ظهور اللون الأحمر القرمزي في البراز عادةً ما يرتبط بتناول كميات كبيرة من الطماطم والتوت الأحمر والخضروات الحمراء. يمكن أن يحدث تغير اللون إلى الأحمر الزاهي بسبب نزيف حاد من الأجزاء السفلية من الجهاز الهضمي، والذي يحدث عند الإصابة بالشقوق الشرجية، البواسير، أو تقرحات الأورام.
- البراز ذو اللون الأسود: يكتسب البراز اللون الأسود عند تناول الفحم النشط، وأملاح البزموت، أو تناول التوت الأزرق والكشمش الأسود. البراز الأسود القيري (الميلينا) هو عرض خطير يشير إلى نزيف حاد من المعدة أو الأجزاء العلوية من الأمعاء الدقيقة.