المقدمة
التهاب الغدة الدرقية الحاد: حالة ناجحة من علاج المرض الذي ظهر على خلفية الإصابة بالتهاب الجهاز التنفسي العلوي(ARVI)
تقدم مريض إلى المستشفى كان يعاني من ارتجاف في جسمه لمدة 3 أسابيع.
الشكاوى
كانت درجة حرارته ترتفع أيضاً إلى 37.8-39.6 درجة مئوية، وتسارع نبضه، وظهر سعال جاف وآلام في الحلق التي “تطلق” نحو منطقة الفك والأذن. أصبح المريض ينام بسوء وكان غير مستقر عاطفياً.
كانت الأدوية المضادة للالتهابات تقلل فقط من شدة الأعراض.
التاريخ الطبي
- قبل شهر من ظهور هذه الشكاوى، أصيب المريض بالتهاب الجهاز التنفسي العلوي (حمى، سيلان الأنف، صداع). قام بعلاج نفسه باستخدام الأدوية المضادة للالتهاب وقطرات مخصصة لتضييق الأوعية في الأنف.
- عند ظهور أعراض جديدة، توجه إلى طبيب الأسرة الذي قام بتشخيص التهاب الشعب الهوائية الحاد ووصف العلاج بالمضادات الحيوية، وكانت العلاجات غير فعالة.
- كان قد مر بالسابق بنزلات البرد والعدوى الطفولية. لم يكن هناك سكري، أو السل، أو التهاب الكبد الفيروسي، أو العدوى بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، ولم يكن هناك أمراض جنسية. لم تتم عمليات جراحية أو نقل الدم، ولم يتعرض لإصابات.
- الوراثة غير معقدة. ليس هناك عادات ضارة. المريض يعمل في مجال التلفزيون.
الفحص
كان المريض في حالة جيدة ووعي واضح. البنية الجسدية متناسبة، والدهون تحت الجلد معتدلة التعبير وموزعة بشكل صحيح، ومؤشر كتلة الجسم (BMI) – 24.2 (وزن طبيعي).- تم التحديد بصريًا لوجود انتفاخ طفيف في منطقة الرقبة. كان لمس الغدة الدرقية مؤلمًا، ولم يتم تحديد الحجم بسبب الألم. الاستماع للقلب كان طبيعيًا. تم أيضًا الشعور بالعقد الليمفاوية تحت الفك، وأمام الرقبة، وخلفها: 1 سم في القطر، كانت صلبة، مؤلمة، وقابلة للتحرك. تم ملاحظة ارتجاف في الجسم وتمديد الأصابع (أعراض ماري الإيجابية و “عمود الهاتف”).
- كانت تردد حركات التنفس – 16 تنفسًا في الدقيقة، والتنفس واضح، ولا يوجد صوت مزعج. عند التنفس السريع والكامل، لم يكن هناك أي صوت مزعج.
- كانت حدود القلب في حدود الطبيعة، والنبضات واضحة، وتردد ضربات القلب (نبض القلب) – 103 ضربة في الدقيقة، وكان هناك انقباض فارغ (انقباض غير منتظم) – فردي، من 1-2 في الدقيقة.
- كان البطن ناعمًا وغير مؤلم عند اللمس، ولم يكن الكبد متضخمًا، وكان دق الظهر غير مؤلم. كانت البراز والبول طبيعيين. لم يكن هناك انتفاخات في الأطراف، وتم تحديد نبض في الشرايين الطرفية للساقين واليدين.
نتائج التحليل السريري للدم:
- كريات الدم الحمراء – 4.5 × 10^12/لتر
- الهيموغلوبين – 125 غ/لتر
- اللوكوسايت – 9 × 10^9/لتر (في الحد العلوي من النطاق الطبيعي)
- الخلايا النيوتروفيلية متعددة الأنوية – 40%
- الخلايا النيوتروفيلية عصاية النواة – 18% (أعلى من النطاق الطبيعي)
- الحبيبات الحمر – 4%
- البازوفيلات – 0%
- اللمفاويات – 30%
- الخلايا المونونوكلية – 8%
- سرعة ترسيب كريات الدم الحمر – 62 ملم/ساعة (أعلى من النطاق الطبيعي)
- هرمون الغدة الدرقية (TSH) – 0.01 ملليون وحدة دولية/لتر (أقل من النطاق الطبيعي)
- الثيروكسين الحر (FT4) – 30 بيكومول/لتر (أعلى من النطاق الطبيعي).
أظهرت فحص الأمواج فوق الصوتية للغدة الدرقية:
- الحجم الإجمالي – 15 مم^3
- تواجد تشوهات متعددة بالقوة الصوتية (مناطق داكنة)
- لا يوجد تعزيز في تدفق الدم
- لا وجود لتكوينات عقدية.
التشخيص:
التهاب الغدة الدرقية شبه حاد. المرحلة الزائدة لهرمون الغدة الدرقية.
العلاج:
- تم وصف بريدنيزولون بجرعة بدائية قدرها 40 ملغ يوميًا، تليها جرع تناقصي. بعد أسبوع من العلاج بالستيرويدات، تم استقرار درجة الحرارة، وتلاشي الوذمة، وتخفيف الألم في منطقة الرقبة والفك والأذن، وتقليل معدل ضربات القلب إلى 72 نبضة في الدقيقة.
- بعد أسبوعين، انخفض معدل ترسيب كريات الدم الحمراء إلى 15 ملم/ساعة، وعادت التركيبة اللوكوسايتية إلى الوضع الطبيعي. بعد 30 يومًا، ارتفع مستوى هرمون الغدة الدرقية (TSH) إلى 1.2 مليون وحدة دولية/لتر (في النطاق الطبيعي).
- بعد انتهاء العلاج بالستيرويدات بجرع تناقصي، اختفت جميع الأعراض، وشعر المريض بتحسن عام.
الختام:
التهاب الغدة الدرقية الحاد هو مشكلة لا تقتصر على الجانب الهرموني فقط بل أيضًا على النواحي العلاجية. يُظهر هذا الحالة السريرية أن الستيرويدات القشرية تكون فعّالة جيدًا في علاج التهاب الغدة الدرقية الحاد. كما أن مضادات الالتهاب الغير ستيرويدية (NSAIDs) فعّالة أيضًا، ولكن يتم وصفها للتعامل مع الألم وتخفيف الالتهاب.