حكة في فتحة الشرج L29.0

الحكة الشرجية : هي حالة تتميز بحكة مزمنة في منطقة الشرج، وهي عرض سريري للعديد من الأمراض الشرجية. قد تُلاحظ حتى في غياب أي أمراض في الأمعاء الغليظة. للكشف عن أسباب الحكة الشرجية، يتم إجراء تشخيص مختبري (فحص كشط منطقة الشرج، تحليل البراز للبحث عن البيوض الطفيلية، مستوى السكر في الدم) وتشخيص آلي (تنظير الشرج، تنظير المستقيم). يشمل بروتوكول علاج الحكة الشرجية معالجة المرض الأساسي بشكل محافظ أو جراحي، واستخدام العلاجات الموضعية، وإجراء الإجراءات العلاجية الفيزيائية.

معلومات عامة

الحكة الشرجية هي شعور مرضي بالحكة المستمرة في منطقة الشرج. يمكن أن تكون هذه الحالة مرضًا مستقلًا أو عرضًا لأمراض أخرى مثل البواسير، العدوى الطفيلية، الشقوق الشرجية، مرض السكري، اختلال التوازن البكتيري، وغيرها. تسبب الحكة الشرجية عدم الراحة الجسدية والنفسية، وتؤدي إلى اضطرابات في النوم ونمط الحياة المعتاد. يمكن أن تؤدي إلى الخدش، وتطور الشقوق الشرجية، وانضمام عدوى. في الحالات المتقدمة، قد تظهر تقرحات ونزيف، وقد يتطور المرض إلى شكل مزمن. الحكة الشرجية قد تكون مزمنة وصعب علاجها في بعض الأحيان.

أسباب الحكة الشرجية قد تشمل:

  1. جفاف الجلد: يمكن أن يكون سببًا شائعًا لدى كبار السن أو في حالات الجفاف.
  2. الرطوبة الزائدة: قد تعاني من الحكة الأشخاص الذين يعانون من التعرق المفرط، أو الإسهال المتكرر، أو سلس البراز.
  3. استخدام مواد خشنه أو مهيجة: مثل فرك الجلد بفرشاة خشنة، أو استخدام مواد تنظيف حادة، أو ورق التواليت الخشن، أو صابون يصعب شطفه.
  4. العلاجات الموضعية: بعض الأدوية لعلاج البواسير، أو بعض أنواع وسائل منع الحمل الموضعية قد تسبب تهيج الجلد.
  5. الطعام الحار والتوابل: يمكن أن تؤدي إلى تهيج الغشاء المخاطي وزيادة الحكة.
  6. قلة النظافة الشخصية: خاصة في منطقة الشرج، قد تؤدي إلى تهيج الجلد.
  7. إزالة الشعر: قد تكون سببًا للحكة في بعض الحالات.

الأمراض المختلفة قد تصاحبها الحكة الشرجية، مثل:

  • الأمراض الشرجية (البواسير، الشقوق الشرجية، التهاب العضلة العاصرة، التهاب المستقيم).
  • الأمراض النسائية (التهاب الأعضاء التناسلية الخارجية).
  • العدوى الفيروسية (الثآليل التناسلية)، والفطرية (الكانديدا، الأكثيوميكوز)، والبكتيرية.
  • الطفيليات مثل الديدان، القمل العاني، الجرب.
  • الأمراض الجلدية (الصُداف، التهاب الجلد الدهني، التهاب الغدد العرقية، الإكزيما، النخالية).
  • الأمراض المرتبطة باضطرابات التمثيل الغذائي (مرض السكري، قصور الكبد، التهاب البنكرياس).

قد تكون الحكة الشرجية أيضًا نتيجة لاضطرابات نفسية (عصبية) أو ناتجة عن تناول بعض الأدوية (دوائية). عندما لا يمكن تحديد السبب الواضح للحالة، يُشار إليها بالحكة الشرجية مجهولة السبب (إيديوباثية)، ويُفترض أنها مرتبطة بتقليل قدرة العضلة العاصرة على الانقباض وتهيج الجلد بواسطة المخاط الذي يخرج من المستقيم.

يجب ملاحظة أن التهاب المستقيم السفلي المزمن (بروكتوسيجمويديت) قد يتطور بشكل خفي، ويكون العرض السريري الوحيد هو الحكة الشرجية، التي تنتج عن تغييرات مفاجئة في توازن الحموضة والقلوية في المستقيم والقولون السيني، ووجود إنزيمات بروتوليتية في البراز، مما يعزز نمو النيتروجين المتبقي في المنطقة المحيطة بالشرج، مما يسبب تهيجًا لأعصاب الجلد.

تصنيف الحكة الشرجية

في علم البروكتولوجيا، تُصنف الحكة الشرجية إلى نوعين: الأولية والثانوية.

  1. الحكة الشرجية الأولية (أو الحكة الشرجية الحقيقية، أو المجهولة السبب، أو العصبية): هي حكة لا تكون لها سبب واضح مثل أمراض الأمعاء التي قد ترافقها الحكة الشرجية.
  2. الحكة الشرجية الثانوية: تنجم عن حالات طبية محددة مثل:
  • البواسير
  • الشقوق الشرجية المزمنة
  • العدوى الطفيلية
  • التهابات نهاية الأمعاء (مثل التهاب المستقيم والتهاب المستقيم السيني)
  • التهابات الأعضاء التناسلية
  • العدوى الفطرية في منطقة الشرج والمنطقة المحيطة
  • الحروق والإصابات الميكانيكية في منطقة الشرج
  • الأعراض المبكرة لمرض السكري قد تقتصر على الحكة الشرجية.

الحكة الشرجية قد تكون حادّة أو مزمنة:

  • الحكة الحادة: تبدأ فجأة وبشدة، وتتميز بترطيب الجلد حول الشرج وتغيرات في نسيج الجلد. قد تظهر آثار للخدوش.
  • الحكة المزمنة: تتطور ببطء وتزداد تدريجياً. تكون البشرة حول الشرج عادة جافة، وقد تكون رقيقة وجافة مثل ورق الرق. قد لا تكون هناك تصبغات واضحة في هذه المنطقة.

أعراض الحكة الشرجية

عادة ما تكون الحكة الشرجية الشكوى الوحيدة للمرضى. قد تحدث أثناء الليل وتؤدي إلى الأرق. على المدى الطويل، قد تتسبب في ظهور جروح، واحمرار، وسمك الجلد حول الشرج. يمكن أن تؤدي الخدوش العميقة إلى الإصابة بالعدوى.

التشخيص

تشخيص الحكة الشرجية يتم عادة من قبل طبيب البروكتولوجيا بناءً على الأعراض وغياب العلامات السريرية الأخرى. لكن تحديد السبب الكامن يتطلب إجراء مجموعة واسعة من الفحوصات:

  • الفحوصات السريرية: تشمل مراجعة الأعراض وملامح الحكة.
  • التحليلات المخبرية: تحليل البراز للبحث عن البيوض الطفيلية، واختبارات للسكر في الدم.
  • التشخيص البصري: يتضمن التنظير الشرجي، والتصوير بالأشعة السينية للأمعاء، وتنظير القولون لتحديد التغيرات الالتهابية في جدران الأمعاء.
  • اختبارات إضافية: مثل اختبار مستوى السكر في الدم، واختبارات لتقييم وظائف العضلة العاصرة (سفينكترومانومترية)، وأحياناً تنظير المعدة أو التصوير بالموجات فوق الصوتية للبطن، وأحياناً توصية بإجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية للبروستاتا للرجال.

في حالات الحكة الشرجية الطويلة الأمد، قد يكون هناك حاجة لتشخيص دقيق للسبب الأساسي وعلاج المرض الذي يسبب الحكة.

علاج الحكة الشرجية

علاج الحكة الشرجية قد يكون صعبًا ومطولًا. يتمثل العنصر الأساسي في العلاج في تحديد السبب الكامن وراء الحكة وعلاجه. بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم العلاجات الموضعية لتخفيف الحكة. إذا كانت الحكة ناتجة عن حالة ثانوية، فإن العلاج يركز على معالجة المرض الأساسي. في حالة الأمراض المعدية، تُستخدم المضادات الحيوية أو مضادات الفطريات (في حالة العدوى الفطرية). يتم استخدام الأدوية المضادة للطفيليات لعلاج العدوى الطفيلية.

عند وجود أمراض التهابية في الأمعاء الغليظة، يُوصى بدورة كاملة من العلاج المناسب. بعض الأمراض تتطلب علاجًا طبيًا بالإضافة إلى تدخل جراحي حسب الحاجة. في حالات البواسير، يمكن إجراء استئصال البواسير، أو ربطها بحلقات مطاطية، أو عمليات أخرى. يتم استئصال الشق الشرجي عند الضرورة. إذا كانت الحكة الشرجية عرضًا لمرض خطير مثل مرض السكري، أو الزهري، أو التهاب الكبد، أو تليف الكبد، فقد يكون العلاج طويلاً ومعقدًا.

لتخفيف الأعراض الموضعية، تُوصى باستخدام المراهم التي تحتوي على البريدنيزولون، والدكسبانتينول، والليدوكائين، وكذلك الحقن الميكروية (بـ3% كولارجول أو بروتارجول، أو مستخلصات الأعشاب، أو الزيوت). يمكن استخدام العلاج الكهربائي لتخفيف الألم المستمر. من الصعب علاج الحكة الشرجية إذا لم يكن هناك سبب واضح. في هذه الحالات، تبقى الخيارات العلاجية هي العلاج العرضي، واستخدام المهدئات، والاهتمام الجيد بالنظافة الشخصية دون إفراط، والحد من تناول الأطعمة التي قد تهيج الغشاء المخاطي والجلد حول الشرج (مثل الفلفل، الحمضيات، الشوكولاتة، الشاي، الكولا، الكحول، والتوابل الحارة).

التنبؤ والوقاية

يتوقف التنبؤ بالمرض على السبب الأساسي والآلية المرضية للحكة الشرجية، وعلى الكشف المبكر وبدء العلاج المناسب في الوقت المناسب. إذا لم تكن الحكة الشرجية ناتجة عن مرض غير قابل للشفاء، فإن التوقعات تكون إيجابية عند الالتزام الصارم بتوجيهات الطبيب. تشمل التدابير الوقائية لتجنب الانتكاسات وتفاقم الحالة اتباع توصيات النظام الغذائي والعناية بنظافة منطقة الشرج.

المراجع
  1. طب القولون والمستقيم في العيادات الخارجية / Rivkin V.L. – 2009
  2. الحكة الشرجية في العيادات الخارجية / شاخري إس في، غين يو إم. // القضايا الحالية لجراحة الطوارئ: مجموعة الأوراق العلمية للمؤتمر العلمي والعملي الجمهوري، مينسك – 2009
  3. تشخيص وعلاج أعراض أمراض الأمعاء الالتهابية: الحكة الشرجية / بارفينوف أ. // المجلس الطبي – 2011