سكر الحمل

سكري الحمل – نظرة موجزة من منظور الأمراض الباطنية

أهمية التحكم في نسبة السكر في الدم أثناء الحمل

يعد مراقبة مستويات الجلوكوز في الدم لدى النساء الحوامل أمراً بالغ الأهمية، حيث يزيد مرض السكري لدى الأم من خطر التشوهات الخلقية، وولادة الجنين ميتاً، وتسمم الحمل، والولادة المبكرة، والحاجة إلى الولادة الجراحية، ونقص السكر في الدم عند الوليد، ودخول حديثي الولادة إلى وحدة العناية المركزة.

أ) سكري الحمل

يتم تشخيص سكري الحمل بناءً على التغيرات في مستويات الجلوكوز في الدم لدى الأم المرتبطة بنمو الجنين. وفقًا للإجماع الدولي، يجب أن تكون قيم الجلوكوز لتشخيص سكري الحمل أقل من تلك المستخدمة لتشخيص السكري غير الحملي. لا يزال غير واضح من يجب أن يخضع للفحص، حيث تعتمد الاستراتيجية جزئيًا على خطر السكان.

فحص سكري الحمل

من المعروف جيداً أنه يجب على النساء المعرضات لخطر مرتفع لتطوير سكري الحمل أن يخضعن لاختبار تحمل الجلوكوز عن طريق الفم بين الأسبوعين 24 و28 من الحمل. توصي بعض الإرشادات بإجراء الفحص لجميع النساء المعرضات لخطر مرتفع من خلال قياس الهيموجلوبين الجليكوزيلاتي (HbA1c)، والجلوكوز البلازمي الصائم، وأخذ مستويات الجلوكوز في الاعتبار عند أول زيارة قبل الولادة. ومع ذلك، قد تكون مستويات HbA1c غير دقيقة في المراحل المبكرة من الحمل وحتى 3 أشهر بعد الولادة بسبب زيادة سرعة تجدد خلايا الدم الحمراء.

علاج سكري الحمل

يهدف العلاج إلى تطبيع مستويات الجلوكوز في الدم لدى الأم وتقليل خطر النمو المفرط للجنين.

  1. العلاج الغذائي: المكون الرئيسي للعلاج هو تقليل تناول الكربوهيدرات المكررة.
  2. المراقبة الذاتية: يجب على النساء الحوامل المصابات بسكري الحمل مراقبة مستويات الجلوكوز في الدم بانتظام قبل وبعد الوجبات. الأهداف:
  • قبل الوجبات: <5.3 مليمول/لتر (96 ملغ/ديسيلتر)
  • بعد ساعة من الوجبة: <7.8 مليمول/لتر (142 ملغ/ديسيلتر)
  • بعد ساعتين من الوجبة: <6.0 مليمول/لتر (109 ملغ/ديسيلتر)
  1. الأدوية: إذا لزم الأمر، يمكن استخدام الميتفورمين أو الجليبنكلاميد أو الأنسولين. يفضل استخدام الجليبنكلاميد لأنه لا يعبر المشيمة. لا ينبغي استخدام الأدوية الفموية الأخرى أو الأدوية القابلة للحقن التي تعتمد على الإنكريتين أثناء الحمل.

فترة ما بعد الولادة

بعد الولادة، تعود مستويات الجلوكوز في الدم لدى الأم عادة إلى مستوياتها قبل الحمل. في المملكة المتحدة، يوصى حاليًا بقياس مستويات الجلوكوز الصائم لدى النساء المصابات بسكري الحمل بعد 6 أسابيع من الولادة وتقييم HbA1c سنويًا للكشف عن السكري. يعود ذلك إلى زيادة خطر تطوير السكري من النوع 2 خلال 5 سنوات (15-50% في مختلف السكان).

الوقاية

يجب نصح جميع النساء اللاتي تم تشخيصهن بسكري الحمل بتعديل نظامهن الغذائي وأسلوب حياتهن لتقليل خطر تطوير السكري من النوع 2 في المستقبل.

ب) الحمل لدى النساء المصابات بالسكري المُشخص مسبقًا

يمكن لفرط سكر الدم لدى الأم في المراحل المبكرة من الحمل (خلال الأسابيع الستة الأولى بعد الإخصاب) أن يؤثر سلبًا على تطور الجنين، مسببًا عيوبًا في القلب والكلى وتشوهات هيكلية.

  1. خطر التشوهات: يبلغ خطر التشوهات الجنينية حوالي 4% لدى النساء المصابات بالسكري المتحكم به جيدًا (HbA1c <53 مليمول/مول) وأكثر من 20% لدى النساء المصابات بسكري غير متحكم به بشكل جيد (HbA1c >97 مليمول/مول). لذا، فإن تحقيق تحكم جيد في نسبة السكر في الدم قبل الحمل أمر بالغ الأهمية.
  2. حمض الفوليك: يجب بدء تناول جرعات عالية من حمض الفوليك (5 ملغ/يوم) قبل الحمل لتقليل خطر عيوب الأنبوب العصبي.
  3. التحكم في نسبة السكر في الدم: يجب على النساء محاولة الحفاظ على مستويات الجلوكوز في الدم قريبة من الطبيعية، مع تجنب حالات نقص السكر في الدم، لتقليل خطر النمو المفرط للجنين ونقص السكر في الدم لدى حديثي الولادة. غالبًا ما يكون تحقيق هذه الأهداف صعبًا.
  4. الحماض الكيتوني: النساء الحوامل المصابات بالسكري معرضات لخطر متزايد للحماض الكيتوني، وهو خطير للأم ويرتبط بارتفاع معدل وفيات الأجنة (10-35%).
  5. مضاعفات السكري: يمكن أن يؤدي الحمل إلى تفاقم مضاعفات السكري، خاصة اعتلال الشبكية واعتلال الكلى. لذا، فإن المراقبة المستمرة لوظائف الشبكية والكلى ضرورية طوال فترة الحمل.

الخلاصة

تحسنت آفاق الأم وطفلها بشكل كبير في السنوات الأخيرة، لكن نتائج الحمل لدى النساء المصابات بالسكري لا تزال غير مكافئة لتلك لدى الأمهات غير المصابات بالسكري. لا تزال نسبة وفيات حديثي الولادة من الأمهات المصابات بالسكري أعلى بثلاث إلى أربع مرات، ونسبة التشوهات الخلقية أعلى بخمس إلى ست مرات مقارنةً بالمواليد من أمهات غير مصابات بالسكري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *