سيلان اللعاب، أو فرط إفراز اللعاب

الترويل (أو سيلان اللعاب، أو فرط إفراز اللعاب): يعد أمرًا طبيعيًا لدى الأطفال الرضع والنساء الحوامل، وكذلك يحدث عند التحفيز الميكانيكي لمستقبلات الفم. تشمل الأسباب الشائعة لهذه الحالة أمراض الجهاز الهضمي، وأمراض الأسنان، وأمراض الأذن والأنف والحنجرة، وأمراض الجهاز العصبي المركزي والطرفي. لتشخيص أسباب الترويل، يتم فحص اللعاب، وإجراء تحاليل الدم والبول، واستخدام التصوير بالأدوات لمراقبة الجهاز الهضمي والجهاز العصبي المركزي. لعلاج الأعراض، يجب معالجة المرض الأساسي. لتقليل سيلان اللعاب، يتم وصف مضادات الكولين وأدوية توكسين البوتولينوم.

أسباب الترويل (سيلان اللعاب)

العوامل الفسيولوجية

يلاحظ الترويل لدى معظم النساء في الثلث الأول من الحمل. يعود ذلك إلى التحفيز الانعكاسي للمراكز العصبية التي تتحكم في إنتاج اللعاب. تختلف شدة الأعراض من حالات قليلة تحدث أثناء الليل إلى حالات مستمرة وغير مسيطر عليها تفقد فيها المرأة ما يصل إلى 3-5 لترات من السوائل يوميًا. يعتبر الترويل أمرًا طبيعيًا لدى الرضع والأطفال عند ظهور الأسنان اللبنية والدائمة.

التهيج الميكانيكي لتجويف الفم

يعد فرط إفراز اللعاب مع سيلانه من زوايا الفم مشكلة شائعة لدى الأشخاص الذين بدأوا باستخدام أطقم الأسنان القابلة للإزالة. يحدث التكيف مع الجسم الغريب خلال عدة أشهر، مما يؤدي إلى انخفاض تدريجي في كمية اللعاب المفرز. يمكن ملاحظة الترويل لفترة قصيرة أثناء العمليات السنية، أو عند استخدام العلكة أو الحلوى القابلة للمص. كما يصاب العديد من المدخنين بالترويل.

أمراض الأسنان

يتطور الترويل غالبًا في حالات التهاب الفم، والتهاب اللثة، وتسوس الأسنان. يرتبط هذا العرض بتهيج مستقبلات M-الكولينية الموجودة في الغشاء المخاطي. يلاحظ فرط إفراز اللعاب بشكل معتدل، وعادة ما يظهر في الليل. في النهار، قد يحدث تسرب طفيف للعاب يتجمع في زوايا الفم. بالإضافة إلى زيادة إفراز اللعاب، يشكو المرضى من آلام وحرقة في الفم، وآلام أثناء المضغ والبلع، ورائحة كريهة من الفم.

أمراض الجهاز الهضمي

يمكن أن يحدث الترويل نتيجة إصابة المعدة والأجزاء الأولية من الأمعاء. يعتبر هذا العرض نموذجيًا في حالات التهاب البنكرياس المزمن، والتهاب المرارة، والقرحة الهضمية. قد يحدث الترويل في أي وقت من اليوم، وغالبًا ما يرافقه حرقة وطعم غير مستحب في الفم. يعد الترافق بين سيلان اللعاب ومتلازمة الألم البطني والغثيان والقيء واضطرابات الجهاز الهضمي أمرًا شائعًا.

أمراض الأنف والأذن والحنجرة

يكون سيلان اللعاب شائعًا لدى الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في التنفس من الأنف وينامون وأفواههم مفتوحة. يظهر ذلك لدى المرضى الذين يعانون من التهاب الجيوب الأنفية، والتهاب الأنف المزمن، وفي مرحلة الطفولة عند وجود اللحمية. يتطور الترويل بشكل رئيسي أثناء النوم. نتيجة للجفاف المستمر في الغشاء المخاطي، يتم إفراز كمية صغيرة من اللعاب اللزج الذي يتجمع على جلد المنطقة المحيطة بالفم أو يترك آثارًا على أغطية الفراش.

غزو الديدان

يؤدي تكاثر الديدان الطفيلية في الجهاز الهضمي إلى تهيج المستقبلات المحيطية، مما ينشط بشكل انعكاسي إفراز اللعاب. يعد الترويل علامة مميزة للإصابة بالطفيليات، حيث يحدث بشكل رئيسي أثناء الليل. يلاحظ الشخص وجود بقع رطبة على الوسادة والملابس الليلية. وعند الاستيقاظ، يمكن ملاحظة قشور جافة من اللعاب في زوايا الفم. يرافق هذه الأعراض آلام في البطن، واضطرابات هضمية، وحكة في منطقة الشرج.

الأمراض العصبية

تظهر هذه الأعراض في الحالات التي تؤثر على مراكز تنظيم إفراز اللعاب. يعتبر الترويل أحد العلامات المبكرة لمرض باركنسون أو أورام المخ. في هذه الحالات، يتكون اللعاب بكميات كبيرة ويضطر المريض لابتلاعه باستمرار. ومع مرور الوقت، يواجه المرضى صعوبة في البلع، مما يؤدي إلى تسرب اللعاب من زوايا الفم.

قد يحدث الترويل بسبب اضطرابات في تعصيب عضلات الوجه وعدم القدرة على إغلاق الفم تمامًا، وهو عرض مميز لشلل العصب الوجهي أو ما بعد السكتة الدماغية. في هذه الحالات، يتسرب اللعاب دائمًا من جانب واحد من الفم، حيث توجد عضلات الخد المترهلة والشفاه غير المغلقة بالكامل. يزداد الترويل عندما يميل الشخص رأسه نحو الجانب المصاب من الوجه.

في متلازمة البصلي (bulbar syndrome)، يكون الترويل نتيجة اضطرابات في البلع وعدم القدرة على الاحتفاظ باللعاب داخل الفم. تظل وظائف الغدد اللعابية كما هي أو حتى تقل. يشعر المرضى باللعاب في الفم، لكن الفعل التلقائي للبلع لا يحدث. يستمر الترويل باستمرار بغض النظر عن الوقت من اليوم. فيما بعد، تضاف مشاكل في الكلام وصعوبة في بلع الطعام الصلب والسائل.

مضاعفات العلاج الدوائي

يزداد إفراز اللعاب غالبًا أثناء العلاج بأدوية M-كولينوميميتك. تؤثر هذه الأدوية على المستقبلات المحيطية، مما يحفز وظائف الغدد اللعابية، وينتج عنه ترويل قوي وغير مسيطر عليه يتدفق فيه اللعاب بشكل غزير على الذقن. يظهر هذا العرض منذ الأيام الأولى لتناول الأدوية. هناك أدوية أخرى تسبب الترويل تشمل:

  • الأدوية المحتوية على اليود.
  • الباربيتورات.
  • مشتقات البنزوديازيبين: نيترازيبام، فينوزيبام.
  • مضادات الذهان: تريفثازين، هالوبيريدول، موديتين-ديبو، كلوبكسول.

أسباب نادرة

  • الأشكال الخلقية للترويل: متلازمة جلازر، متلازمة كري ليفي.
  • الأمراض النفسية: الفصام، الاضطراب الثنائي القطب، المتلازمة الكاتاتونية.
  • التسمم: بالمواد العضوية الفسفورية، المعادن (الرصاص، الزئبق)، الفطر السام والنباتات السامة.
  • الاضطرابات الهرمونية: زيادة هرمون الإستروجين، فترة انقطاع الطمث، أمراض الغدة الدرقية.

التشخيص

عادةً ما يتوجه المرضى الذين يعانون من مشكلة سيلان اللعاب إلى طبيب الأسنان، وأحيانًا إلى الطبيب العام. يتطلب التشخيص جمع تاريخ طبي دقيق وتحديد الشكاوى المصاحبة لفهم الأسباب المحتملة للحالة. تشمل الأساليب التشخيصية الرئيسية ما يلي:

  1. التحليل البيوكيميائي للعاب:
  • تقييم كمية نواتج الأحماض الدهنية لتحديد وجود الدسباقتريوز ومستوى تأثر الجهاز الهضمي.
  1. الفحوصات السريرية العامة:
  • تحليل الدم العام لتحديد وجود عمليات التهابية أو عدوى.
  • تحليل البراز وتحليل البيض الدودي لاستبعاد حالات الإصابة بالطفيليات.
  • يُجرى تحليل البول السريري عند الضرورة (مثل اختبار نيتشيبورنكو وزيمنيتسكي).
  1. الأساليب التصويرية:
  • الموجات فوق الصوتية لأعضاء البطن وصورة الأشعة السينية للمرضى الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب للدماغ لاستبعاد الأمراض العصبية.
  • التخطيط الكهربائي للأعصاب لتقييم وظائف الأعصاب الطرفية.

العلاج

الإسعافات الأولية قبل التشخيص:

  • لا يتطلب السيلان اللعابي المعتدل تدخلات علاجية طارئة.
  • يُنصح بالنوم على الجانب لمنع دخول اللعاب إلى مجرى الهواء.
  • يجب المحافظة على النظافة واستخدام كريمات مرطبة ومغذية لحماية الجلد حول الفم.
  • يُنصح بزيادة تناول السوائل للوقاية من الجفاف.
  • تجنب الحلويات والمشروبات الغازية والأطعمة الغنية بالمستخلصات.
  • ينصح بممارسة تمارين حركية للسيطرة على سيلان اللعاب في حال وجود مشاكل في البلع أو عضلات الفم، ويمكن استخدام التدليك والعلاج الطبيعي.

العلاج الدوائي:

  • يمكن القضاء على سيلان اللعاب بعد علاج الحالة الأساسية المسببة له.
  • يتم تحديد الخطة العلاجية من قبل الطبيب المختص: أخصائي أمراض الجهاز الهضمي، أخصائي الأذن والأنف والحنجرة، أو أخصائي الأعصاب.
  • في حالة التسمم الحاد، يتم إجراء برنامج إزالة السموم بشكل مكثف في المستشفى.
  • يشمل العلاج الدوائي:
  • مضادات الكولين لتقليل إفراز اللعاب.
  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، التي تساعد في تقليل نشاط الغدد اللعابية، وتُستخدم خصوصًا في حالات السيلان اللعابي النفسي.
  • البوتوكس، الذي يستخدم لحقن موضعي لمنع الإشارات العصبية التي تحفز سيلان اللعاب.

العلاج الجراحي:

  • يُوصى به في الحالات العصبية الشديدة إذا لم تكن الطرق الأخرى فعالة.
  • تشمل العمليات تحويل مجرى قنوات الغدد اللعابية، أو ربط القنوات، أو إزالة جزئية للغدد اللعابية.
  • تحقق هذه الأساليب نتائج جيدة لكنها قد تسبب مضاعفات مثل عدم تناسق الوجه أو مشاكل في المضغ والبلع.
المراجع:
  1. علم الأعصاب: الدليل الوطني / إد. جوسيفا إي.
  2. أمراض الجهاز الهضمي: الدليل الوطني / إيفاشكين في.تي. — 2018.