طعم حلو في الفم

الطعم الحلو في الفم: الأسباب والعلاج

الطعم الحلو في الفم ((glycogeusia)) هو الشعور الغير مريح الذي يحدث بشكل متكرر أو دائم دون سبب واضح على غشاء الفم. يسبب هذا العرض القلق عندما يكون النظام الغذائي غير صحي، أو عند حدوث قيود مفرطة على الكربوهيدرات، أو عند توقف حاد عن التدخين. الطعم الغير مريح يشكل عرضاً شائعاً لمرض السكري والسكري الحملي، وأمراض الجهاز الهضمي، والاضطرابات العصبية. يتم تحديد السبب المحتمل لهذا العرض من خلال التحاليل المخبرية والمنظار الهضمي والأمواج فوق الصوتية. ولتخفيف الطعم الحلو، يتم تصحيح العادات الغذائية ووصف العلاج الموجه للسبب.

أسباب الطعم الحلو في الفم

  • النظام الغذائي غير الصحي: من أبرز الأسباب لظهور الطعم الحلو في الفم هو تناول كميات زائدة من الطعام بشكل مستمر، وإساءة استخدام الكربوهيدرات البسيطة والدهون. يتم تفتيت الكربوهيدرات بشكل كبير إلى الجلوكوز، الذي يتسرب إلى اللعاب ويسبب الشعور بالحلاوة. يزعج هذا الطعم الغير مريح في المساء بشكل أكبر، ويمكن التخلص منه بتنظيف الأسنان أو استخدام غسول الفم.
  • التوقف عن التدخين: يعاني الرجال في الأشهر الأولى من الامتناع عن التدخين من اضطراب في وظيفة مستقبلات الذوق، مما يؤدي إلى شعورهم بالطعم الحلو دون وجود طعام. يصبح هذا العرض أكثر وضوحاً في البداية ويتحسن تدريجياً بمرور الوقت. يزداد تأثير الطعم الحلو عند مضغ الحلوى بشكل مستمر، كما يفعل المدخنون أثناء الامتناع عن التدخين.

الضغوط النفسية:

  • يؤدي ارتفاع مستوى الأدرينالين ثم الكورتيكوستيرويدات نتيجة لصدمة نفسية إلى زيادة مستوى الجلوكوز في الدم وبالتالي في اللعاب. يشعر المريض بهذا الطعم الحلو في الفم، ويمكن أن يصاحبه العطش وجفاف الأغشية المخاطية والخوف والقلق والارتجاف العضلي. تكون الحالة أكثر وضوحًا ليلاً، وتتلاشى أو تتحسن تلقائيًا بعد شرب كميات كبيرة من الماء وبعد انتهاء الوضع النفسي الصادم. في حالات نادرة، قد تستمر الحالة لمدة تزيد عن 6-8 أيام، مما يشير إلى تطور اضطراب نفسي أو اضطراب عصبي.

مرض السكري:

  • يعتبر ظهور الطعم الحلو دون سبب واضح عرضًا نموذجيًا لاضطراب تبادل الكربوهيدرات وبداية مرض السكري. يشتكي المرضى من الجفاف الشديد في الفم، ويظهر الشعور الحلو المزعج في غالبية الأحيان. بالإضافة إلى ذلك، يصاحب ذلك الشعور الحلو الشديد الرغبة المفرطة في الشرب وزيادة في الشهية وزيادة في كمية البول اليومية.
  • شعور الحلو في الفم، الذي يصاحبه تدهور التوازن العام والصداع الشديد، يشير إلى خطر تطور حموضة الكيتونات – وهو مضاعفات لمرض السكري، حيث يحدث تكوين مركبات سامة. في البداية، يشعر المرضى بالطعم الحلو، ثم يتغير إلى طعم مرٍّ، ويشعر المرضى برائحة الأستون في الفم. يعتبر هذا الحالة مؤشراً على الحاجة إلى الرعاية الطبية العاجلة.

الحمل:

  • أثناء الحمل الذي يجري بشكل طبيعي، يعاني النساء في كثير من الأحيان من تجارب ذواقية غير اعتيادية غير مرتبطة بتناول الطعام. يظهر الطعم الحلو في أي وقت من اليوم، وغالبًا ما يتم تعزيزه بتناول المكملات الغذائية والفيتامينات التي يصفها الأطباء للنساء الحوامل. عندما تكون هناك حالة من التسمم الصباحي، يزداد الطعم الغير مستحب ويزيد من الغثيان ويثير القيء.
  • يمكن أن تكون الأسباب السببية للطعم الحلو في فم النساء الحوامل أسبابًا مرضية، وغالبًا ما يكون ناجمًا عن تطور مرض السكري الحملي. يُحدد هذا العرض في النصف الثاني من فترة الحمل. تبقى التجارب الذواقية الغير مرغوبة مستمرة طوال اليوم. كما يلاحظ النساء الحوامل زيادة في العطش وزيادة مفرطة في الشهية، مع زيادة طفيفة في الوزن.

البنكرياس:

يكون الشعور بالطعم الحلو في الصباح أو خلال فترات طويلة بين تناول الطعام مميزًا لإصابة البنكرياس. يكون الاضطراب مزعجًا بشكل خاص للمرضى عند الاستيقاظ، ويختفي الشعور غير المستحب بعد تناول الإفطار. يُلاحظ أيضًا وجود آلام متكررة في الجانب الأيسر من الجزء السفلي من الصدر، والغثيان، والثقل في المعدة. في بعض الأحيان، يحدث القيء، وبعد ذلك يزداد الطعم الحلو في الفم بشكل ملحوظ.

أمراض الجهاز الهضمي:

يتم اكتشاف العرض في الحالات الهايبراسيدية (التهاب المعدة، ومرض انتفاخ المريء المعدي)، والتي ترافقها زيادة في حموضة المعدة وتسرب المحتوى المعدية إلى المريء والفم. يكون الطعم الحلو متواجدًا بشكل أكبر بعد انحناء الجسم، وبعد ممارسة النشاط البدني المكثف، وبعد البقاء لفترات طويلة في وضعية أفقية. يقل الشعور الغير مستحب بعد تنظيف الأسنان، ولكنه لا يختفي تمامًا.

الالتهابات القيحية في الفم:

يصاحب التهاب اللثة والتهاب الفم وتسوس الأسنان العميق وجود صديد، الذي يتراكم في الفجوات بين الأسنان واللثة، مما يسبب الطعم الحلو المزعج في الفم. يكون العرض أكثر وضوحًا في الصباح. عندما يكون النظافة الفموية غير كافية، يظهر العرض بشكل متكرر خلال اليوم. بالإضافة إلى الطعم، يُزعج المرضى ألم الأسنان الذي يحدث بشكل تلقائي أو أثناء تناول الطعام.

أمراض الأنف والحنجرة والأذن:

يثير العمليات الالتهابية المزمنة في الجيوب الأنفية أواللوزتين، التي تسببها البكتيريا مثل العنقوديات الذهبية والمكورات العقديّة والعصيات الزرقاء، الطعم الحلو في الفم. يلاحظ المرضى الذين يعانون من التهاب اللوزتين المزمن والتهاب الجيوب الأنفية أن التجربة الذواقية غير المرغوبة ليس لها سبب ظاهر، وتختفي بعد غسل الفم بالماء أو تناول الطعام. يتطور هذا العرض في كثير من الأحيان في الصباح، حيث يتدفق المحتوى الصديدي من الجيوب الأنفية إلى الحلق أثناء النوم الليلي.

الاضطرابات العصبية:

عند الإصابة بإصابات الرأس والمخ نتيجة للتسمم، يتورّط نوى الأعصاب الجمجمية المسؤولة عن تكوين التجارب الذواقية في العملية المرضية. يفقد المرضى القدرة على تمييز نكهات الطعام وغالبًا ما يشعرون بالطعم الحلو الممل بلا سبب في الفم. يصاحب اضطراب الذوق اضطرابات في إفراز اللعاب وصعوبات في البلع.

الأسباب النادرة:

  • التسمم الكيميائي: مثل التسمم بالمبيدات والمواد الكيميائية المحتوية على الفوسفور (فوسجين وغيرها).
  • الأورام السرطانية: سرطان الرئة، والأورام الخبيثة في القصبات الهوائية.
  • مضاعفات العلاج الكيميائي.

التشخيص

لتحديد العامل المسبب للطعم الحلو في الفم، يتطلب الأمر استشارة طبيب جهاز الهضم والتغذية، الذي بعد الفحص الأولي قد يحيل الشخص إلى أطباء تخصصين آخرين. يقوم الطبيب أولاً بجمع التاريخ الطبي ويفحص الفم بدقة للبحث عن عمليات صديدية، ثم يقوم بتحديد التحاليل والطرق الأدواتية الخاصة.

من الأهمية البالغة في التشخيص:

  1. التحاليل الدموية: يتم الانتباه في التحليل الكيميائي إلى مستوى الجلوكوز، وحتى في حالة ارتفاع طفيف في السكر، يتم إجراء اختبار تحميل السكري الفموي. لتحديد سبب الطعم الحلو لدى النساء، يتم تقييم تركيز الإستروجين والبروجستيرون، وقياس مستوى هرمون الحمل المشيمي. يكشف التحليل السريري للدم عن ارتفاع في عدد كريات الدم البيضاء وزيادة في معدل ترسيب كريات الدم.
  2. المنظار الهضمي: إذا كانت للطعم الغير مرغوب فيه مشاكل مثل الحرقة وآلام الصدر، فإن الفحص النهائي يتم من خلال الفحص البصري للأجزاء العليا من الجهاز الهضمي. يعتبر هذا الطريقة ضرورية لتحديد التغيرات التهابية في غشاء المخاط، واضطرابات وظيفة عضلة المريء السفلية. يتم إجراء فحص بيولوجي للأماكن المتغيرة بشكل مرضي خلال المنظار.
  3. السونار: يتم تحديد هيكلية غير متجانسة، ووجود مناطق منخفضة الكثافة، وتكوينات حجمية خلال فحص السونار المستهدف للبنكرياس. في حالة التهاب البنكرياس، يتم الكشف عن انتفاخ وعدم وضوح حدود الجهاز. يوصى بإجراء فحص سونار لأعضاء الحوض الصغيرة للنساء، وتطبيق فحص السونار التناسلي لتصور تفصيلي.
  4. الفحص العصبي: في حالة مشاكل في الإحساس، واضطرابات في البلع، يجب استبعاد الضرر الهيكلي للجهاز العصبي المركزي. يتضمن الفحص القياسي فحص الانعكاسات المرئية والبلعية، وتقييم قوة العضلات والتوتر. لتصوير المخ، يتم إجراء الرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية مع التباين. في بعض الأحيان يُوصى بإجراء القياسات الكهربائية للدماغ.

العلاج

المساعدة قبل تحديد التشخيص:
قبل كل شيء، يجب تغيير نمط الأكل لتقليل الشعور بالإزعاج؛ يجب تقليل كمية الحلويات والخبز الأبيض والطعام الدهني قدر الإمكان، وزيادة استهلاك المواد البروتينية والخضار الطازجة والفواكه. من الضروري الالتزام بشرب السوائل بشكل كافٍ. للتخلص من الطعم الحلو المُزعج، يمكن تناول الحمضيات أو شرب ماء مع عصير الليمون.
يوصي الأطباء بالحفاظ على نظافة الفم: تنظيف الأسنان بعناية مرتين في اليوم، واستخدام خيط الأسنان أو فرشاة الأسنان بعد الأكل. لتنظيف فجوات الأسنان بشكل فعال، يمكن استخدام مضمضة الفم أو الجهاز الرشاش. يعتبر الطعم الحلو الناشئ عن آلام في البطن، أو حرقة المعدة، أو الغثيان، أو القيء مؤشرًا على ضرورة مراجعة الطبيب.

العلاج الحفاظي:

تعتمد استراتيجية العلاج على سبب الشعور بالطعم الحلو المُزعج. يتم دمج العلاج الدوائي مع التدابير المحلية، مثل غسل فم الشخص بمحاليل مطهرة أو مستخلصات عشبية، واستخدام معجون علاجي على منطقة قنوات الأسنان. غالبًا ما يتم تضمين العلاج الدوائي للأمراض التي ترافقها الأذواق الحلوة في الفم مع:

  1. الإنسولين: يُظهر العلاج الهرموني البديل فعالية في تحقيق توازن تركيز الجلوكوز في حالة السكري من النوع 1. يتم اختيار نظام العلاج المكثف باستخدام مزيج من الإنسولين ذو الفعالية القصيرة والمطولة. في حالة السكري من النوع 2، يتم تناول الأدوية السكرية الفموية.
  2. الأنزيمات: تظهر الأدوية الإنزيمية فعالية في حالات القصور الوظيفي للغدة البنكرياسية الخارجية. تُحسن هذه الأدوية وظيفة الهضم وتُسهل تفتت الدهون والكربوهيدرات. يتم تناول هذه الأدوية على دورات طويلة، مع التفضيل للمستحضرات التي تحتوي على الأحماض الصفراوية.
  3. مضادات الحموضة: تقلل هذه الأدوية من إفراز الحمض المعدي، وبالتالي تقضي على أسباب ظهور الطعم الحلو المُزعج. غالبًا ما يُستخدم مثبطات مضخة البروتون، التي تتمتع بعدد قليل من الآثار الجانبية وتعمل لفترة طويلة.
  4. المضادات الحيوية: يتم علاج الالتهابات القيحية في الفم باستخدام مضادات حيوية، سواء كانت عن طريق الفم على شكل أقراص أو موضعيًا – على شكل مراهم وتطبيقات على الغشاء المخاطي. للوقاية من انضمام العدوى الفطرية، يُوصى بتناول مضادات الفطريات.

Literature

  • Taste disorders: a note from a gastroenterologist / German S. V. – 2011.
  • Gastroenterology: National Guide / Ivashkin V.T. — 2018.
  • Endocrinology: National guidelines / Dedova I.I., Melnichenko G.A. — 2018.
  • From symptom to diagnosis: A guide for doctors / S. Stern, A. Saifu, D. Altkorn. — 2008.