عسر البلع: حالة علاج ناجح لمريض مسن يعاني من تشوه شرياني وريدي
الشكاوى:
لاحظت المريضة حدوث عدم ارتياح عسر البلع تقريبًا 2-3 مرات في الأسبوع، وكانت مصحوبة بالتجشؤ وصعوبة في البلع وأحاسيس غير مريحة في الجزء العلوي من البطن.
لتخفيف الأعراض، استخدمت المرأة مضادات الحموضة التي تعادل الحمض في العصارة المعديّة.
التاريخ الطبي:
ظهرت الأعراض للمرة الأولى قبل حوالي عام وظلت ثابتة منذ ذلك الحين.
لم تُجرَ السيدة فحصًا شاملاً حتى الآن. وهي تتناول بانتظام أسبرين كارديو.
الفحص:
أثناء الفحص، كانت البشرة طبيعية اللون ورطبة ومرنة ومرنة، دون ظهور طفح جلدي. كان معدل كتلة الجسم (BMI) 22.8 (طبيعي).
التنفس طبيعيًا، دون صفير. معدل التنفس 18 تنفسًا في الدقيقة. لم تتضخم الحدود القلبية، مع أصوات قلب منتظمة. كان معدل ضربات القلب 70 نبضة في الدقيقة، دون أن يُسمع أي ضجيج مرضي. كانت ضغط الدم 160/100 مم زئبق.
عند الاستجواب، كان البطن لينًا، مع حساسية متوسطة في الجزء العلوي. كان الكبد غير متضخم. كانت البراز منتظمة ومتشكلة. لم تكن الكليتان قابلتين للمس، وكان الدق على الجانب الأسفل للظهر خاليًا من الألم. كانت البولة حرة، تصل إلى 2000 مل في اليوم.
كانت معظم معايير التحليل الدموي العام والبيوكيميائي ضمن الحدود الطبيعية. كشفت البروفيل الدهني عن مستويات مرتفعة من الكولسترول (أعلى من 6.3 ملمول/لتر) والبروتين منخفض الكثافة (LDL) في الحد العلوي من الطبيعي (4.5 ملمول/لتر).
أظهرت المنظار البيئي للمريء والمعدة والاثني عشر (EGD) وجود تشوهات فوق الغشاء المخاطي في الجزء الوسطى من المريء، بقياس 1.4 × 2.3 × 2.5 سم، وتبرز إلى القناة بمقدار 4-6 ملم. كان الجزء المعوي (المنطقة الانتقالية من المريء إلى المعدة) مطاطيًا ولكنه لم يغلق تمامًا.
تم تشخيص علامات:
- مرض ارتجاع المريء المعدي (GERD);
- تواتر تراكم مع انحلال الغشاء المخاطي للقبة والثلث العلوي من المعدة (ظهور خلايا النوع الأمعائي);
- التهاب المعدة السطحي المعتدل للجزء الأنبوبي للمعدة؛
- انحلال مركزي للغشاء المخاطي للجزء الأخمصي لمنطقة مصب الاثني عشر؛
- انعكاس المريء-الدودي (DGR).
لاستبعاد وجود عملية ورمية في المريء أو الوسيط، خضعت المرأة لتصوير البلع بالباريوم والتصوير المقطعي المحوسب باللولب.
أظهرت الصور الشعاعية في 5 مارس انضباطًا دائريًا في الثلث الوسطى من المريء، مع وجود شيء يضغط على الجدار الخلفي. تم أيضًا ملاحظة تقرحات في الحدود وتوسع في الطيات الغشائية.
العلاج:
تم وصف المريضة بمثبط مضخة البروتون (PPI) – الرابيبرازول 20 ملغ في الصباح، قبل الوجبات بـ 20 دقيقة. كما نصحت باتباع نظام غذائي والتشاور مع طبيب أورام. للمزيد من المراقبة، تم إحالتها إلى عيادة الأمراض الجلدية.
ومع مرور الوقت، تدهورت حالة المرأة، وعادت إلى طبيب الجهاز الهضمي تشتكي من الصوت الخشن، وفقدان الصوت الزائد، والسعال الجاف حتى 4 مرات في اليوم، وصعوبة بلع الطعام الصلب، وحالات الاختناق.
أظهرت المنظار البيئي المكرر:
- تشكيل شبه دائري تحت المخاطية في الثلث الوسطى من المريء يبرز في القناة بنسبة 2/3، مسببًا تضيقًا.
- انتشار التشكيل على طول المريء بمقدار 4-5 سم، مع زيادة بنسبة 50% في الحجم مقارنة بالفحص السابق.
أظهرت حركة فالسالفا، خلالها كان على المريضة أن تزفر بينما تجهد البطن، نتائج إيجابية، مما يشير إلى وجود مشاكل في وظيفة الصمامات الوريدية.
مع تفاقم النتائج النهائية، خضعت المرأة للتصوير الفوق صوتي المنظاري (EUS)، الذي أظهر:
- لا توجد اوردة متضخمة.
- المريء بجدران مرنة كان يمر بحرية، دون تغير في القناة.
- في الثلث الوسطى من المريء (على عمق 30 سم)، كان هناك انحناء من الخارج، يشغل 1/3 من محيط المريء، يمتد حتى 4-5 سم، يضيق القناة إلى النصف (عند تقديم الهواء، زادت القناة بنسبة 20-25٪).
- تم إغلاق المشقوق القلبي تمامًا؛
- لم يكن هناك انعكاس لمحتويات المعدة؛
- جهازالمنظار مر بحرية إلى المريء: فوق وتحت المنطقة المضيقة، كان جدار المريء موحدًا ومكونًا من خمس طبقات بدون مرض؛ على مستوى التضيق، تم اكتشاف تشكيلات وعائية بقياس 8.2 × 5.6 و 11.1 × 7.6 مم عند بعد 8-10 ملم من جدار المريء؛
- كانت العقد اللمفاوية طبيعية.
بناءً على جميع الفحوصات والأعراض، تم تشخيص المرأة بالصعوبة في البلع الناتجة عن الأصل الغير عادي للشريان تحت الترقوة الأيمن من الأورطة الرئيسية. لتأكيد التشخيص بشكل نهائي، خضعت لتصوير مقطعي بدون تبييض وريدي بسبب حساسية للمحاليل التي تحتوي على اليود.
أظهر التصوير المقطعي في 9 يوليو مصدرًا ومسارًا غير عاديين لشريان تحت الترقوة الأيمن إضافي.
وبالتالي، تم تشخيص المريضة بتشوه وريدي في الثلث الوسطى من المريء مع تضيقه. بالإضافة إلى ذلك، خلال جميع الفحوصات السابقة، تم اكتشاف إغلاق غير كاف للمشقوق القلبي، وGERD، وNERD (مرض الارتجاع غير الاستئصالي)، وتفاقم التهاب المعدة السطحي المزمن، وانعكاس المريء-الدودي.
بعد ذلك، تم وصف المريضة بتناول مستمر لـ PPIs ونظام غذائي ناعم. كما نصحت بالمراقبة من قبل جراح الأوعية الدموية وأخصائي القلب لضبط مستويات الكولسترول وLDL في الدم ولإجراء فحص دوري للمنظار البيئي لمتابعة التشكيلات تحت المخاطية والتهاب المريء.
على خلفية العلاج بمثبطات مضخة البروتون، تحسنت حالة المريضة بشكل كبير: تراجعت الحرقة، والتجشؤ، وعدم الراحة في البطن، والأعراض الأخرى. بالنسبة لصعوبة البلع، فهي تخضع لمراقبة من قبل جراح أوعية دموية.
الختام:
توضح هذه الحالة السريرية أن الصعوبة التدريجية في البلع لدى كبار السن قد تكون ناتجة عن تشوه وريدي في الشريان تحت الترقوة الأيمن. يسمح استخدام الطرق التشخيصية الحديثة، مثل المنظار البيئي للجهاز الهضمي العلوي والتصوير المقطعي الحلزوني بتباين الأوعية الدموية، بتشخيص دقيق وسريع للمسار الوعائي النادر.