عسر الهضم

تخلل الهضم

التعريف :

تعتبر أمراض الجهاز الهضمي التي تسبب عسرالهضم من بين أكثر الأمراض شيوعًا في السكان. تلاحظ علامات عسرالهضم بدرجات متفاوتة تقريبًا لربع سكان العالم، إلا أن معظمهم لا يلجؤون إلى الأطباء ويعالجون أنفسهم بشكل ذاتي، مما قد يتسبب في تطور مضاعفات في بعض الحالات. قد تظهر أمراض الجهاز الهضمي في سن مبكرة أو شبابية وتتطور لتصبح مزمنة.

أنواع اضطرابات الهضم:

يمكن تقسيم اضطرابات الهضم إلى مجموعتين رئيسيتين. الأولى تشمل الأمراض التي تسببها نقص الإنزيمات في البنكرياس والمواد اللازمة لهضم الطعام، مثل عصارة المعدة والصفراء. وتتميز هذه الحالات بأعراض مثل الحرقة، والتجشؤ، وانتفاخ البطن، والمغص، والألم في منطقة الحوض السفلي.

المجموعة الثانية تضم الاضطرابات التي يسببها اختلال عمليات الامتصاص في الأمعاء. وتتميز هذه الاضطرابات بآلام تشنجية، وزيادة حركة الأمعاء (تصدح) في البطن، وشعور بالانتفاخ، وعدم استقرار في التغوط (إما إمساكا أو إسهالا)، والإرهاق، وضعف العضلات.

أسباب عسر الهضم المحتملة:

تعد إحدى أكثر الأسباب شيوعًا لتخلل الهضم هي اضطراب حركة المريء. تؤدي الاضطرابات في النشاط الحركي للمريء إلى صعوبة تقدم الطعام إلى المعدة، وعكس ذلك، سهولة وصول العصارة المركزة للمعدة إلى جدران المريء.

سبب آخر مهم هو الدوار الوظيفي، الذي يجمع بين الحالات التي يتسبب فيها اضطراب مؤقت (ليس أكثر من 3 أشهر) في نشاط المعدة والاثني عشر والبنكرياس. يشكو المرضى من آلام أو شعور بالانزعاج في منطقة الحوض السفلي، وثقل وشعور بالامتلاء في المعدة بعد تناول كمية عادية من الطعام، وانتفاخ البطن، والغثيان، والقيء، والتجشؤ، والحرقة. تتميز الآلام بالدورة (صباحًا على الريق أو ليلا) وتوقف سريع بعد تناول الطعام أو الأدوية التي تقلل من حموضة المعدة.

إذا كانت الآلام مركزة في الجانب الأيسر من الحوض السفلي أو تأخذ طابع الانتشار، فقد يكون هناك اشتباه بمشاكل في البنكرياس، وإذا كانت في الجانب الأيمن، فقد يكون هناك اضطراب في الكبد والمرارة.

المشاكل في الهضم قد تنشأ نتيجة للاضطرابات الوظيفية في الجهاز الصفراوي (نظام الإفراز الصفراوي). تقوم هذه الاضطرابات على اضطراب تنسيق عمل المرارة وعضلة السفينة (سفينة أودي)، التي من خلالها تتدفق الصفراء إلى الأمعاء الدقيقة. عند تشنج عضلة السفينة، لا يحدث فقط تجمع للصفراء في المرارة، بل يحدث أيضًا اضطراب في عمل البنكرياس، مما يؤدي بشكل مجتمع إلى ظهور آلام حادة، والتي غالبًا ما تكون مركزة في الجانب الأيمن من الحوض السفلي وقد تمتد إلى الظهر.

متلازمة القولون العصبي:

متلازمة القولون العصبي هو حالة مؤلمة حيث يتلاشى الألم أو الازدحام في المعدة بعد تفريغ الأمعاء. يتميز البراز في هذه الحالة بعدم الانتظام مع تفوق الإسهال أو الإمساك. وتشمل أسباب متلازمة القولون العصبي الأمراض العدوائية، والضغوط العصبية، والتغذية غير الصحية، وتناول كميات كبيرة من المواد المنتجة للغاز، والإفراط في الأكل.

التشخيص والفحوصات:

عند الاشتباه بمرض المريء، يتم ترتيب التصوير الشعاعي الرنيني، والذي يسمح بتحديد اضطراب مرور الباريوم إلى المعدة وتوسع المريء. ويتم إجراء مانومتر المريء والمنظار المريئي لاستبعاد الأمراض العضوية في المريء.

تشمل تشخيص الدوار الوظيفي عادة التحليل السريري للدم، والتحليل الكيميائي للدم، وتحليل البراز للكشف عن الدم الخفي، واختبار سي-يورياز لتشخيص العدوى ببكتيريا الملوية الحلزونية، والمنظار المعدي-اثناعشري لتقييم حالة جدار المعدة واستبعاد القرحة والأورام، والموجات فوق الصوتية للكبد والمرارة والبنكرياس لتوضيح حالتها. بالإضافة إلى ذلك، قد يتم ترتيب فحوصات إضافية مثل التصوير الشعاعي بالتصوير المقطعي، والانغماس البالغي، ومانومترية سفينكتر أودي.

التوجيه الطبي:

من المهم أن نتذكر أن الأعراض الأولية للتشنج واضطراب حركة المريء تظهر في معظم الأحوال في الطفولة (التجشؤ، القيء المفاجئ للطعام غير المتغير مباشرة بعد الأكل، وآلام عند البلع) وتتطلب استشارة طبيب الأطفال. إذا استمرت هذه الأعراض لفترة طويلة (أكثر من شهر) عند البالغين، يجب عليهم زيارة طبيب العائلة للحصول على توجيه لفحص الجهاز الهضمي والتسجيل لرؤية طبيب الجهاز الهضمي.

ما يجب القيام به عند اضطراب الهضم:

أولاً وقبل كل شيء، يجب تقليل الفترات بين تناول الطعام وتقليل حجم الوجبات. لا ينصح بتناول الطعام الساخن أو البارد، ويجب مضغ الطعام بعناية. لا ينبغي الانحناء أو الاستلقاء مباشرة بعد تناول الطعام.

إذا كانت هناك شكوك في وجود اضطراب الهضم الوظيفي، فيجب تقليل استهلاك الأطعمة الدهنية والمقلية والحارة، والقهوة والشاي القوي. من المفضل الامتناع عن التدخين وتناول الكحول وتناول الأدوية المسكنة.

علاج اضطراب الهضم:

كعلاج بدءي لاضطراب حركة المريء، قد يصف الطبيب استخدام مثبطات قنوات الكالسيوم والنيترات، وكمكملات، قد يوصى باستخدام المهدئات. إذا لم يكن العلاج الدوائي فعّالاً، يتم اللجوء إلى التوسع البالوني للمريء، أو حقن البوتوكسين بشكل منظاري، أو التدخل الجراحي.

عند علاج الهضم الوظيفي، يظهر استخدام مثبطات مضخة البروتون فعالية خاصة في حالة الألم، وكذلك في حالة زيادة إفراز الحمض المعدي. في حالة اضطراب وظيفة المعدة، يتم استخدام الأدوية التي تحفز حركة الجهاز الهضمي. عند اكتشاف جرثومة الملوية الحلزونية في المعدة، يتم وصف دورة من المضادات الحيوية. تعالج الأعراض العصبية بواسطة مضادات الاكتئاب أو تدار بالعلاج النفسي.

لتحسين وظيفة المرارة وصمام أودي، قد يصف الطبيب الأدوية من عدة مجموعات – يجب أن تعمل معًا على زيادة إفراز الصفراء وحركة المرارة (مثل حمض الصفراء البيني والأدوية النباتية)، وكذلك تقديم تأثير مضاد للتشنج على صمام أودي (مثل الهيميكرومون).

يتم توجيه العلاج لمتلازمة القولون العصبي بشكل رئيسي نحو تحسين نمط الحياة والنظام الغذائي السليم. يوجَّه العلاج الدوائي نحو تحسين حركة الأمعاء وتخفيف الألم.