علامات الغيبوبة. تشخيص الغيبوبة. التشخيص التفريقي للغيبوبة
عند التشخيص التفريقي لحالات الغيبوبة، يجب مراعاة العلامات الرئيسية التالية:
- الغيبوبة الإندوتوكسية: تتطور عادة بشكل شبه حاد خلال ساعات أو أيام، وأحيانًا ببطء أكثر. غالبًا ما تسبق الغيبوبة حالات من الذهول أو السبات، وأحيانًا إثارة نفسية حركية.
- ارتفاع درجة الحرارة: يكون مميزًا في حالات الغيبوبة الناتجة عن ارتفاع الحرارة أو الأمراض المعدية للجهاز العصبي (مثل التهاب السحايا القيحي)، أو في حالات العدوى العامة (مثل العدوى الشديدة بالإنفلونزا، التيفوئيد، وغيرها)، وأحيانًا في الأمراض البكتيرية الجسدية (مثل الالتهاب الرئوي الفصي). يمكن أن يحدث ارتفاع درجة الحرارة أيضًا في الغيبوبة الصرعية.
- تغير لون الجلد والأغشية المخاطية: قد يكون مميزًا للأمراض التي تؤدي إلى حالة الغيبوبة:
- الاصفرار يشير إلى الغيبوبة الكبدية.
- اللون الكرزي يشير إلى التسمم بأول أكسيد الكربون.
- احمرار الوجه يشير إلى الغيبوبة الناتجة عن السكتة الدماغية.
- اللون الشاحب الرمادي يشير إلى الغيبوبة الناتجة عن سوء التغذية أو الأمراض السرطانية.
- اللون البرونزي يشير إلى الغيبوبة الناتجة عن مرض أديسون.
- جفاف الجلد مع آثار الخدوش يشير إلى الغيبوبة اليوريمية وأيضًا الغيبوبة السكرية (فرط السكر).
- رائحة الأمونيا من الفم تشير إلى الغيبوبة اليوريمية، ورائحة الأسيتون تشير إلى الغيبوبة السكرية (فرط السكر).
- الوذمة في قرص العصب البصري: مع التهاب الشبكية الألبوميني وارتفاع نسبة اليوريا في الدم تشير إلى تطور الغيبوبة الإكلامبسية (الكاذبة اليوريمية).
- ارتفاع ضغط الدم: يسجل في حالات الغيبوبة الناتجة عن السكتة الدماغية (النزف في الدماغ).
- بطء ضربات القلب: يلاحظ في الغيبوبات الناتجة عن السكتة الدماغية، أو الناتجة عن الإصابات (في حالة الورم الدموي داخل الجمجمة)، أو الناتجة عن أورام الدماغ، أو الحصار الأذيني البطيني، أو التسمم بأدوية حاصرات بيتا أو الديجيتاليس، أو ارتفاع البوتاسيوم.
- اتساع حدقة العين (ميدرياز): يلاحظ في الغيبوبات الناتجة عن التسمم بمضادات الكولين (مثل الأتروبين، بلادونا، سيكلودول)، أو في الغيبوبة الناتجة عن التسمم بأول أكسيد الكربون، أو الغيبوبة الناتجة عن سوء التغذية.
- تضيق حدقة العين (ميوز): مميز للغيبوبة السكرية (فرط السكر) والغيبوبة اليوريمية، وأيضًا الغيبوبة الناتجة عن التسمم بالمورفين والأفيونات.
- عدم تساوي حدقتي العينين (أنيسوكوريا): يلاحظ عادة في الغيبوبات المدمرة، غالبًا الناتجة عن السكتة الدماغية أو الإصابات.
- النوبات التشنجية: مميزة للغيبوبة الصرعية والغيبوبة الإكلامبسية، وقد تلاحظ في الغيبوبات المدمرة من أي منشأ.
- الرمع العضلي: مميز للغيبوبة اليوريمية والغيبوبة الناتجة عن نقص الأوكسجين في الدماغ.
- التوتر العضلي: مع الأعراض البؤرية المستمرة لإصابة الجهاز العصبي، وخاصة الشلل النصفي، تشير إلى الغيبوبة المدمرة، غالبًا الناتجة عن السكتة الدماغية أو الإصابات.
- فقدان المنعكسات الوترية المبكر: يلاحظ في حالات ما قبل الغيبوبة (الذهول، السبات) وأيضًا في المرحلة الأولى من الغيبوبة، ويكون مميزًا للغيبوبة الكحولية والسكري.
- الحالة الخضرية (متلازمة أباليك): يعرف كحالة مزمنة إذا استمرت لأكثر من شهر. غالبًا ما تكون نتيجة لإصابة واسعة في الدماغ — القشرة الدماغية، الجهاز الحوفي، النوى القاعدية مع سلامة جذع الدماغ. يحتفظ المرضى بالتنفس التلقائي ووظيفة القلب والأوعية الدموية. تتميز الحالة بتناوب فترات من اليقظة الظاهرة والنوم. مع غياب النشاط الحركي (باستثناء ردود الفعل على التحفيز أو الحركات العشوائية)، يفتح المرضى أعينهم بشكل دوري، ولكنهم لا يدركون البيئة المحيطة ولا يستجيبون للمحفزات الكلامية. نادرًا ما يحدث الشفاء في الحالة الخضرية المزمنة. تكون الوظائف النفسية والاجتماعية العليا غير قابلة للاستعادة.
في النهاية، تشخيص حالات الغيبوبة وتحديد الأسباب الكامنة يعتمد على ملاحظة العلامات السريرية المحددة والتشخيص التفريقي الدقيق للتأكد من العلاج المناسب لكل حالة.