قصور الغدة الدرقية: حالة علاج ناجحة

المقدمة

توجه شاب يبلغ من العمر 35 عامًا إلى العيادة يشتكي من ضعف شديد في الذراعين والساقين وتورم في جسمه.

الشكوى

أوضح الشاب أنه بسبب الضعف لم يتمكن من ممسكة الأدوات بيديه، ولكن كانت الأعراض في عضلات الساق ليست بنفس الشدة. كما كان يعاني من النعاس الزائد (يمكنه النوم في أي مكان وفي أي وضع). خلال السنوات الخمس الماضية، لاحظ زيادة ملحوظة في الوزن.

كانت الأعراض الرئيسية مصحوبة بجفاف الجلد، وتقشير الجلد على اليدين، والإمساك، والعطش الشديد (يشرب في المتوسط ​​حتى 3 لترات من الماء يوميًا).

لم يلاحظ الشاب أي عوامل تخفيف الحالة.

التاريخ الطبي

ظهرت الضعف الدوري لأول مرة قبل أكثر من 5 سنوات، عندما بدأ الشاب يشعر بالتعب بعد التمارين في صالة الألعاب الرياضية. آنذاك بدأ في زيادة وزنه. تدريجياً، توقف عن التمارين في الصالة. كان يجد صعوبة في أداء مهامه في العمل، ولكنه لم يتوجه إلى المستشفى.

  • قبل نحو 3 أشهر من الزيارة، بدأت تظهر الانتفاخات التي زادت مع الوقت، وتزايد الضعف والنعاس.
  • يعمل الشاب كفني سيارات. يتناول طعامه بشكل غير منتظم، حيث يأكل في الغالب وجبات سريعة ويشرب مشروبات محلاة. يدخن ويشرب مشروبات كحولية مرة واحدة في الأسبوع.
  • في طفولته ومراهقته، كان يعاني من التهاب المعدة المزمن.

كانت جدة الشاب تعاني من مشاكل في الغدة الدرقية.

الفحص الطبي

كان وزن الشاب 170 كجم وطوله 175 سم. مؤشر كتلة الجسم (BMI) كان 55.5 (سمنة من الدرجة الثالثة). لاحظ خلال الفحص جفاف الجلد بشكل ملحوظ، خاصة في منطقة اليدين (فرط تقرن الجلد). كانت هناك زيادة في التصبغ تحت الإبطين وعند الرقبة، وعلى البطن – خطوط متموجة بلون وردي فاتح بعرض مختلف.

لم يتمكن من رؤية الغدة الدرقية بصورة بصرية، ولكن كانت موسّعة وغير متجانسة وصلبة عند اللمس. الغدد اللمفاوية الطرفية كانت في حجمها الطبيعي.

كان التنفس طبيعيًا داخل الرئتين، دون طرق. كانت نبضات القلب مخملية، وكانت الإيقاع طبيعيًا. لم يتم توسيع حدود القلب. كانت ضغط الدم – 150/90 مم زئبق، ومعدل ضربات القلب – 65 نبضة في الدقيقة.

زاد حجم البطن بسبب الدهون تحت الجلد. محيط الخصر – 160 سم. البطن كان لينًا وخاليًا من الألم. كانت البراز والتبول طبيعيين.

أظهرت قراءة الغلوكومتر أن مستوى الجلوكوز في الدم ضمن الحدود الطبيعية (5.2 ممول/لتر)، في حين كان مستوى هرمون الغدة الدرقية المحفز (TSH) مرتفعًا بشكل كبير (110 ميكرومول/مل).

أظهرت القسطرة الكهربائية (ECG) اضطرابات في عمليات الترطيب (استعادة الاسترخاء) في عضلة القلب البطين الأيسر.

التشخيص
(المرحلة المتقدمة من قصور الغدة الدرقية). ويُشتبه أيضًا بوجود قصور الغدة الكظرية (قصور القشرة).

العلاج

تم استدعاء سيارة إسعاف لنقل الشاب إلى المستشفى للعلاج الفوري.

بعد العلاج في قسم الغدد الصماء في المستشفى السريري للمدينة التابع لمستشفى ، لاحظ الشاب زيادة كبيرة في قوته العضلية، وانخفاض في الانتفاخات والنعاس.

تم تشخيصه بقصور الغدة الدرقية المظهري الأولي في نهاية التهاب الغدة الدرقية الذاتي المزمن. وتم وصف علاج بديل له عند الخروج من المستشفى – إل-ثيروكسين(L-thyroxine) بمقدار 150 ميكروغرام يوميًا.

خلال الفحص التالي بعد 3 أشهر، لاحظ الشاب أن وزنه قد انخفض بمقدار 15 كجم، واختفت الانتفاخات وجفاف الجلد والتصبغ. بدأ مرة أخرى في التمارين في صالة الألعاب الرياضية ولم يعان من مشاكل في العمل بعد الآن. انخفض مستوى TSH إلى 50 ميكرومول/مل.

الاستنتاج
توضح هذه الحالة السريرية أهمية إجراء التشخيص التفريقي لقصور الغدة الدرقية ونقص الغدد الكظرية والسمنة. كما أن السمة المميزة هي أن قصور الغدة الدرقية ظهر في سن مبكرة بما فيه الكفاية، حيث تقدم الشاب للمساعدة وهو في حالة عدم تعويض، حيث لم يعد الجسم قادرًا على التكيف مع المشكلة الصحية المنشأة.