كسر العظم

الكسر هو تلف كامل أو جزئي في النسيج العظمي يحدث نتيجة تأثير جسدي يفوق قوة العظم. يتميز الكسر ببعض العلامات، ولكن يتم التشخيص النهائي بناءً على صورة الأشعة السينية. يعتمد التنبؤ بمدى الإصابة على درجة شدة الضرر، وجود مضاعفات، الأمراض المصاحبة، العمر وعوامل أخرى.

معلومات عامة

يتم تشخيص كسر العظم نتيجة لتأثير مؤذٍ. وهو واحد من أكثر الإصابات شيوعًا. كبار السن والأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بالكسور.

أنواع الكسور

  • الكسور المرضية: تصيب المرضى الذين لديهم هشاشة في العظام، مثل مرضى هشاشة العظام. هذه الحالة تتطور بسبب ضعف النسيج العظمي. قد يتسبب حركة غير ملائمة في كسر العظم.
  • الكسور الناتجة عن الصدمات: تحدث نتيجة لتأثير مفاجئ وقوي على العظم، مثل السقوط من ارتفاع، حوادث السيارات أو أثناء المنافسات الرياضية.
  • الكسور الناتجة عن الإجهاد: تحدث بسبب تعرض العظام لأحمال صغيرة ومتكررة. غالبًا ما تصيب الرياضيين والأشخاص العسكريين.

أكثر من 80% من الكسور تحدث في العظام الأنبوبية، مما يؤثر على الأنسجة المحيطة ويؤدي إلى استجابة جسمية عامة ومحلية. يعتمد نجاح العلاج على العديد من العوامل، بما في ذلك صبر ومثابرة المريض، لأن فترة إعادة التأهيل تكون ضرورية بعد العلاج، بغض النظر عن درجة شدة الإصابة.

أسباب الكسور

  1. الكسور الناتجة عن الصدمات: تحدث نتيجة تأثير قوة جسدية مفاجئة على العظم، وغالبًا ما تحدث عند السقوط من ارتفاع، حوادث السيارات أو خلال الأنشطة الرياضية.
  2. الكسور المرضية: تحدث بسبب تغييرات كبيرة في بنية العظم، حتى ضربة صغيرة قد تؤدي إلى كسر العظم. هذه الكسور شائعة في الأمراض السرطانية، التهاب العظم والنقي، هشاشة العظام، أمراض النسيج الضام الجهازية والعمليات العدوى.
  3. الكسور الناتجة عن الإجهاد: تحدث بسبب الأحمال الصغيرة والمتكررة. يتعرض لها بشكل أكبر الرياضيين والأفراد العسكريين.

يتطلب علاج الكسور نهجًا شاملاً يشمل التثبيت، العلاج الدوائي وإعادة التأهيل. من المهم مراعاة الخصائص الفردية لكل مريض لتحقيق الشفاء الناجح.

أعراض الكسور

تشمل الأعراض الرئيسية لكسور العظام ما يلي:

  • تورم سريع التطور.
  • ألم شديد.
  • تشوه العظام في منطقة الإصابة.
  • نزيف تحت الجلد، أو وجود ورم دموي كبير مع نبض.
  • تقييد الحركة.
  • خدر، ووخز، وبرودة في المنطقة المصابة.
  • صوت طقطقة عند الحركة (الكريبتيشن).
  • في الكسور المفتوحة – وجود جرح.

تتشابه معظم هذه الأعراض مع إصابات أخرى، لذا يمكن للطبيب المتخصص فقط وضع التشخيص النهائي بناءً على الفحوصات. تعتمد الحالة العامة للمريض بشكل كبير على شدة الكسر. إذا لم يكن الكسر معقدًا، تكون الحالة غالبًا مستقرة. في حالات الكسور المفتوحة والمتعددة والمعقدة، قد يحدث صدمة.

العلامات النسبية والمطلقة للكسور

العلامات النسبية:

  • فقدان القدرة على الحركة.
  • تورم.
  • ألم حاد غير محتمل.
  • نزيف تحت الجلد.

علامات المطلقة:

تشير بشكل كبير إلى وجود كسر:

  • صوت طقطقة مميز (كريبتيشن).
  • تقييد شديد للحركة.
  • تشوه واضح.
  • في الكسور المفتوحة، يمكن رؤية قطع العظام.

يتم تصنيف الكسور بناءً على عدة معايير حسب خصائص الإصابة. إليك التصنيفات الأساسية:

حسب وضعية العظام المكسورة:

  • بدون إزاحة: تظل قطع العظام في مكانها.
  • مع إزاحة: تتحرك قطع العظام بالنسبة لبعضها البعض.

حسب نوع الكسر:

  • عرضي: يكون خط الكسر عموديًا على المحور الطويل للعظم.
  • مائل: يكون خط الكسر بزاوية إلى المحور الطويل للعظم.
  • حلزوني: يكون خط الكسر على شكل حلزوني، وغالبًا ما يحدث بسبب قوى الالتواء.
  • مُهَشَّم: تتفتت العظمة إلى عدة قطع.
  • انضغاطي: يتعرض العظم للسحق أو الانضغاط، وغالبًا ما يحدث في الفقرات.

حالة الجلد:

  • مفتوح (معقد): يصاحب الكسر تلف في الجلد والأنسجة، وقد تكون قطع العظم مرئية.
  • مغلق (بسيط): لا يوجد تلف في الجلد، وقطع العظم غير مرئية.

حسب درجة الكسر:

  • كامل: تكون العظمة مكسورة بالكامل إلى قطعتين أو أكثر.
  • جزئي: يكون الكسر جزئيًا، بما في ذلك التشققات والكسور الجزئية (مثل كسر “غصن الشجرة الأخضر” عند الأطفال).

مكان الكسر:

  • كسر في منطقة المشاش (نهاية العظمة).
  • كسر في منطقة المشاشية (المنطقة الانتقالية بين المشاش وجسم العظمة).
  • كسر في جسم العظمة (الجزء الأوسط من العظمة).

حسب آلية الإصابة:

  • رضحي: يحدث نتيجة لتأثير قوة مفاجئة كبيرة (مثل السقوط أو الضرب).
  • مرضي: يحدث نتيجة لتعرض العظمة لضعف بسبب أمراض (مثل هشاشة العظام أو الأورام).

تساعد هذه التصنيفات الأطباء في تشخيص وعلاج الكسور بشكل أفضل وتحديد التكهنات المحتملة للشفاء.

المضاعفات

تنقسم المضاعفات إلى:

المبكرة:

  • نخر الجلد.
  • متلازمة ارتفاع الضغط.
  • نقص التروية الدموية.
  • الغرغرينا.
  • الجلطات.

المتأخرة:

  • سوء التئام أو بطء التئام العظام.
  • عدم التئام العظام وتكوين مفاصل كاذبة.
  • التهاب المفاصل بعد الإصابة.

تتطلب كل هذه العوامل مراعاة دقيقة عند تحديد خطة العلاج لضمان الشفاء الأمثل للمريض.

الإسعافات الأولية للكسور

عند ظهور علامات الكسر، يجب تقديم الإسعافات الأولية للمصاب واستدعاء فريق الإسعاف. حتى وصولهم، يجب القيام بالتالي:

  1. تثبيت الطرف المصاب: تأمين عدم حركة الطرف المصاب باستخدام مواد متاحة أو بربط الطرف المصاب بالطرف السليم.
  2. الضمادة العقيمة: عند وجود كسر مفتوح، يجب وضع ضمادة عقيمة لمنع العدوى. في حالة فقدان الدم الشديد، يجب وضع رباط ضاغط.
  3. التبريد: عند وجود نزيف داخلي، يتم وضع شيء بارد على مكان الإصابة المتوقع.

عند وضع الرباط الضاغط، يجب تذكر الوقت. في الصيف، يتم وضع الرباط لمدة لا تزيد عن ساعة ونصف، وفي الشتاء لمدة 40 دقيقة. يجب أن يكون الرباط ظاهرًا للفرق الطبية ولا يتم إخفاؤه تحت ملابس المصاب.

تشخيص الكسور

عند ظهور علامات الكسر الواضحة، يقوم الطبيب المتخصص بطلب أشعة سينية. هذا هو الأسلوب الأساسي للتشخيص الذي يظهر بدقة مدى تلف العظام. يتم التقاط الصور من زوايا متعددة.

في بعض الحالات، يتم اللجوء إلى التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI). هذه الفحوصات تظهر الكسور بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بالأنسجة الرخوة.

علاج الكسور

يتكون علاج الكسور من عدة مراحل:

  1. إعادة موضع العظام: عند وجود كسر مع إزاحة، يجب إعادة وضع العظام في مكانها الصحيح. يمكن أن تكون إعادة الموضع جراحية (مفتوحة) أو غير جراحية (مغلقة) حسب شدة ونوع الكسر.
  2. التثبيت: يتم وضع جبيرة جبسية لتثبيت العظام في مكانها. في بعض الحالات، يحتاج الأمر إلى التثبيت الداخلي باستخدام أدوات خاصة.
  3. تسريع التئام العظام: خلال مرحلة التئام العظام، يمكن استخدام أدوية مثل محفزات الدورة الدموية، مضادات التجلط، ومنشطات بيولوجية. يجب تناول الفيتامينات والعناصر الغذائية التي يصفها الطبيب خلال فترة العلاج.
  4. التأهيل: إعادة القدرة على الحركة هي جزء مهم من العلاج. تستغرق فترة التأهيل عادة حوالي شهرين وتشمل العلاج الطبيعي، التدليك، وتمارين العلاج الطبيعي.