المتلازمة الألمية: أسباب الظهور
تتمثل الأسباب الرئيسية للألم في الإصابات، والتشنجات، واضطرابات الدورة الدموية، والعدوى، والتسمم، والحروق والتجميد الزائد، وتشوهات وتدمير مختلف أجزاء الجهاز العظمي الحركي (العمود الفقري، والمفاصل).
بناءً على خصائص النشوء، يمكن تقسيم مرضى الألم إلى مجموعتين كبيرتين – الألم النوسيسبتي والألم العصبي.
ألم مسبب للألم (الألم النوسيسبتي)
يحدث عند تأثير المحفزات مباشرة على مستقبلات الألم، الموجودة في الأنسجة في جميع أنحاء الجسم. يمكن أن يكون خفيفًا أو لا يُطاق، ولكنه يمكن التخفيف منه بسهولة باستخدام المسكنات ويزول بسرعة عند إزالة السبب. اعتمادًا على نوع وموقع هذه المستقبلات، يمكن تقسيمها إلى نوعين:
- الألم الجسدي – يظهر سطحياً مع تحديد واضح للموقع؛ يكون طابعها واضحًا في العمليات الالتهابية والورمات والإصابات التي تتعلق بالأنسجة (الكدمات، والكسور، والتمزقات، والتمديدات، وما إلى ذلك)، وكذلك بعض اضطرابات الأيض والدورة الدموية.
- الألم الحشوي – يظهر عند تلف الأعضاء الداخلية؛ يكون لديها طابع تموضع عميق وموقع غير واضح بشكل جيد؛ يمكن استعراض الكارديوميالجيا وألم الكلى ومرض القرحة كأمثلة.
يرتبط آلية المتلازمة النوسيسبتية بإنتاج وسطاء خاصين للألم – الأستيل كولين والهستامين والبراديكينين والبروستاغلاندينات. بتراكمها في منطقة الضرر، تثير هذه المواد الكيميائية الأنسجة، مسببة شعورًا غير مريح. تأثير إضافي من عوامل الالتهاب التي تنتجها الخلايا البيضاء.
الألم العصبي
يحدث عند التأثير مباشرة على الهياكل الوظيفية للجهاز العصبي الطرفي والمركزي – فروع الأعصاب، وأقسام الدماغ والحبل الشوكي. في بعض الأحيان يرافقه التحفيز العصبي المرضي مع تكوين رد فعل غير طبيعي على المحفزات غير المؤلمة (مثل لمسة خفيفة). غالبًا ما يظهر كألم مزمن، وبالتالي قد يكون صعبًا تخفيفه.
يمكن تقسيمه إلى نوعين:
- العصبي الطرفي – عند الإصابة بالفروع العصبية في شكل العصبونات والعصبوبيات والتهابات الأعصاب والأمراض العصبية التونلية.
- العصبي المركزي – يتطور نتيجة لانخفاض حاد في دورة الدم إلى الدماغ وإصابات الحبل الشوكي وأمراض النخاع وتصلب الأمعاء المتفرقة.
- العصبي الوظيفي – يظهر كعدم تناسب بين قوة المحفز وردة الفعل الجسمية؛ يعتبر ناتجًا عن اضطراب في الجهاز العصبي المركزي.
ملاحظة : يتم التمييز عن مجموعة منفصلة تسمى متلازمة الألم النفسي. في هذه الحالة، لا توجد إصابات جسدية، ولكن الألم المزمن الذي يظهر يعتبر نتيجة لتخيلات وخوف المريض. يمكن أن يتطور كنوع من الألم العصبي أو نتيجة لوجود متلازمة الألم النوسيسبتي لفترة طويلة ومضطرة مع ألم حاد.
تشخيص ألم الجسم
تعتمد تسلسل الإجراءات في تشخيص أسباب ألم الجسم على مكانه وطبيعته والأعراض المصاحبة. في حالة الآلام ذات الموقع غير المعروف، يتم التركيز أولاً على الطرق الأدوات مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية، والتصوير الشعاعي، والرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي، والتخطيط الكهربائي للقلب، ومنظار المعدة والاثني عشر وغيرها. يُعين قائمة الاختبارات والتحاليل الجراح أو الطبيب العام أو أخصائي آخر.
النظام المبسط “مقياس التحمل” يتضمن 3 مراحل:
- ألم خفيف – لا يعيق الحركة وأداء الأنشطة اليومية.
- ألم شديد – يؤثر على النمط الحياة الطبيعي ويمنع القيام بالأعمال الروتينية.
- ألم لا يُطاق – يُشوش على الوعي. يؤدي إلى فقدان الوعي.
- التصنيف الموسع يفترض استخدام مقياس بصري للتقييم الشخصي – من 0 إلى 10، حيث تعني “العشرة” صدمة ألم قوي. خلال الفحص، يُطلب من المريض تقييم شدة الألم بنفسه.
تنبيه! شدة الألم لا تشير دائمًا إلى خطورة العملية المرضية، لذا من الخطأ الوداع بالحياة بسبب آلام قوية، كما ينبغي عدم التقليل من شدة الألم الخفيف.
بعد تحديد سبب الألم وشدته وطبيعته، سيصف الطبيب الأدوية المناسبة للتسكين. يرتبط ذلك بالاختلافات في آلية عمل مجموعات مختلفة من المسكنات – فما يكون فعّالاً في حالة الألم النوسيسبتي قد لا يكون فعّالاً تمامًا في حالة الألم العصبي.
إذا لاحظت أعراض مشابهة، استشر طبيبك. لا تداوي نفسك بنفسك - فهذا يشكل خطراً على صحتك!
علاج ألم الجسم
العلاج يعتمد بشكل مباشر على سبب الألم وطبيعته (نوسيسبتي أو عصبي). يتوفر في أساليب العلاج سواء التدابير التحفظية باستخدام الأدوية والعلاج الطبيعي، أو الطرق الجراحية الجذرية.
العلاج الدوائي:
- المسكنات – المسكنات والمخدرات التخدير.
- مضادات الالتهاب – بشكل رئيسي مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، وأحياناً حقن الستيرويدات.
- عوامل الاسترخاء العضلية.
- مضادات التشنج.
- الأدوية المهدئة.
تنبيه! استخدام الأدوية المسكنة بشكل ذاتي دون التأثير على سبب المرض قد يعوق التشخيص، ويزيد من تعقيد الوضع ويجعل العلاج المستقبلي غير فعّال.
تحسين الامتصاص للأدوية وتقليل الالتهاب والورم والتشنج، وزيادة الإصلاح، واسترخاء العضلات، وتهدئة الجهاز العصبي هي أهداف العلاج الطبيعي.
ممارسة الطب الطبيعي:
- الأشعة تحت الحمراء البعيدة.
- العلاج بالتيار الكهربائي.
- الطين المعالج.
- التيارات الكهربائية.
- التدليك.
- العلاج بالإبر.
- العلاج بالحجامة.
بالنسبة لاضطرابات الجهاز العضلي الهيكلي، يتم استخدام طريقة تجميد المناطق المتضررة على نطاق واسع – الجبائر، قوالب الجبس، الكورسيهات، الياقات، الضمادات.
الجراحي: ويُستخدم في حالة عدم فعالية الطرق التحفظية.
يرجى ملاحظة! الألم هو عرض شائع للعمليات المرضية، لذا يتعامل أطباء مختلفون من مختلف التخصصات مثل الأطباء العامين، وأطباء الأمراض العصبية، وأطباء الجهاز الهضمي، وغيرهم. في حالات الطوارئ وعند حدوث ألم حاد، قد يكون من الضروري الحصول على المساعدة الطبية العاجلة من طبيب الرعاية المركزة أو أطباء الكسور أو الجراحين.