متلازمة تيرنر-ماير: حالة ناجحة من علاج ضعف الانتصاب
المقدمة:
تقدم شاب يبلغ من العمر 23 عامًا إلى عيادة “استشارة الرجال” بشكوى من ضعف الانتصاب.
الشكاوى:
ذكر المريض أنه يعاني من انتصابات غير مستقرة للغاية على الرغم من وجود حياة جنسية منتظمة مع شريكة ثابتة. على الرغم من أنه كان يعاني في البداية من انتصابات عفوية جيدة، إلا أنها كانت تختفي تقريبًا دائمًا أثناء الجماع، مما يمنعه من الحفاظ على الاتصال الجنسي.
هذه المشكلات أدت إلى تعرضه لصدمة نفسية وعصبية، مما أعاق علاقاته الجنسية مع الشريكة.
التاريخ الطبي:
بدأ المريض حياته الجنسية عندما بلغ سن الـ23 عامًا. في البداية، كان يشارك في 3-4 أفعال جنسية في الأسبوع مع شريك واحد وكان يمكنه الوصول إلى 2-4 انتاثات يوميًا. ومع ذلك، بعد شهر من هذه الروتين، تدهورت جودة انتصاباته بشكل كبير، مما جعل من الصعب الحفاظ عليها. حتى التحفيز الجنسي النشط من قبل شريكته لم يساعد على تطوير انتصاب كافٍ20.
الفحص الطبي:
خضع المريض لفحص طبي أظهر أنه يتمتع بجسم طبيعي مع محيط خصر يبلغ 90 سم. الأعضاء التناسلية الخارجية متشكلة بنمط ذكوري. الصفن صلب ومرن، ويبلغ حجم الخصيتين 2.5 × 4 سم. لم يتم تضخم العظمة الجنيبية. خلال عملية فحص الفالسالفا، تزايد توسع الأوردة عندما قام المريض بزفيره أثناء توتر بطنه.
التشخيص:
تم تشخيص ضعف الانتصاب بسبب اضطرابات الدورة الدموية. وجود توسع وريد الصفن الأيسر. احتقان الأوردة الحوضية. التهاب البروستات المزمن.
العلاج:
وصف للمريض تناول قرص واحد من السيلدينافيل بجرعة 50 ملغ قبل الجماع. ومع ذلك، لم يحدث تحسن كبير، لذا تم زيادة الجرعة تدريجياً إلى 100 ملغ.
لم يسفر العلاج على مدى شهر عن أي نتائج. تم إحالة المريض لإجراء فحص إضافي – فارماكودوبليروغرافيا الأوعية الدموية القضيبية. كشف الدراسة عن تسرب وريدي من الأوردة الكهفية. لم تظهر أي تغيرات شريانية. في وقت لاحق، خضع المريض أيضًا لفحص بالرنين المغناطيسي مع إضافة مواد ملونة، والذي أظهر:
- تضيق (تضيق) الجزء المركزي من الوريد الإبهام العام الأيسر إلى 3 مم على طول 10 مم؛
- في القطاعات البعيدة، كان الوريد متوسعًا إلى 12 مم؛
- كانت الشبكات الوريدية للبروستات متوسعة حتى 8 مم.
بناءً على البيانات الجديدة، تم تشخيص المريض أيضًا بمتلازمة تيرنر-ماير.
تشاور مع جراح الأوعية الدموية، وتم اتخاذ قرار بإجراء عملية جراحية. خضع لزراعة دعامة في الوريد الإبهام العام الأيسر على مستوى التضيق. بعد الزراعة، تم وصف دورة من مضادات التخثر.
بعد شهرين من العملية، أعاد المريض استئناف حياته الجنسية. كانت الانتصابات العفوية جيدة ولم تختفِ خلال الجماع، ولم يكن هناك حاجة لعلاج إضافي بالأدوية.
تم إيقاف مضادات التخثر بعد ستة أشهر. واصل المريض متابعة الطبيب المسالك البولية لعدة سنوات. خلال هذه الفترة، استعادة جودة الانتصابات تمامًا.
بدأ المريض أيضًا في ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مع القيام بتمارين الهواء الطلق الموجهة لمنطقة الحوض. أظهرت فحوصات الدوبلر للأوعية الدموية في الصفن انخفاضًا في قطر شبكة الوريد الإبهام العام الأيسر.
الختام:
يوضح هذا الحالة السريرية أن تشخيص “ضعف الانتصاب” يتطلب تشخيصا شاملا. يشمل ذلك تقييم حالة الجهاز الدوراني، حيث يمكن لاضطرابات الدورة الدموية أن تؤثر على بداية وصيانة الانتصابات. ويمكن أن يكون وجود عدد كبير من الأوردة المتوسعة بشكل كبير وقياس قطرها بين 8-10 مم علامة غير مباشرة على التضيق.
التعاون الوثيق بين أخصائي الأمراض البولية والأندرولوجي وجراح الأوعية الدموية يساعد على إيجاد حلول لمشاكل المرضى الذين يعانون من ضعف الانتصاب الناجم عن اضطرابات الدورة الدموية، خاصة إذا كانت الاضطرابات تثبت مقاومة للعلاج بمثبطات فوسفودايستراز النوع 5.