
تعريف المرض. أسباب الحالة
يعتبر مرض أوسجود-شلاتر التهاب الأنسجة في الجزء العلوي من العظمة السفلية، والذي يظهر عادةً عند الأطفال والمراهقين.
يؤثر مرض أوسجود-شلاتر على وتر الرضفية حيث يتصل ببروز العظمة السفلية. وهو شائع لدى المراهقين، خاصة الرياضيين الشبان. العرض الرئيسي هو ألم في الركبة، الذي قد يستمر من عدة أسابيع إلى أشهر.
انتشار مرض أوسجود-شلاتر
يظهر عادةً في الأطفال خلال فترة نمو العظم النشطة، أي خلال فترة نمو الطفل: عند الأولاد في سن 10-15 سنة، وعند البنات في سن 8-12 سنة. يحدث المرض لدى 20% من الرياضيين الشبان و5% من المراهقين الذين لا يشاركون في الرياضة، ويكون الأولاد أكثر تأثرًا. في 25% من الحالات، تتورط كلتا الركبتين في العملية المرضية، على الرغم من أن المرض عادة ما يكون غير متماثل.
أسباب مرض أوسجود-شلاتر
من بين الأسباب الرئيسية للمرض:
- الأنشطة الرياضية المكثفة التي تنطوي على ثني متكرر للركبة، مثل كرة السلة والكرة الطائرة والعدو والجمباز وكرة القدم.
- الأنشطة التي تتضمن ثني متكرر للركبة مثل المشي والركض والانحناء والركوع والقفز بالحبل وتسلق الأشجار والبوابات.
- التشوهات الخلقية في الرضفية وأربطتها، مثل ارتفاع تثبيت الرضفية أو تثبيتها على منطقة واسعة من العظمة السفلية، والرضفية ذات الوضعية العالية.
- التاريخ السابق للتهابات العظام.
- الإمكانية الوراثية لوضعية رضفية عالية ومتلازمة فائقة الحركة (زيادة حركة المفصل).
لا يمكن أن تسبب إصابة أربطة الركبة أو فتح الركبة أو كسور العظمة السفلية والرضفية، أو الإصابات الميكروية المزمنة للركبة مرض أوسجود-شلاتر، لأنه يتطور بسبب التحميل المتكرر.
العوامل الرئيسية للخطر:
- العمر 9-14 سنة.
- الجنس الذكر.
- الجهد البدني المفرط.
- نمو سريع.
أعراض مرض أوسجود-شلاتر
من بين الأعراض الرئيسية:
- ألم ممل تحت الركبة، خاصة أثناء القفز وصعود السلالم.
- حساسية حول نتوء العظمة السفلية أثناء المشي والركض والقفز.
- عرج أثناء المشي.
- ألم عند الركوع.
- حرارة في مفصل الركبة.
- حساسية عند لمس نتوء العظمة السفلية.
- انتفاخ تحت عظمة الرضفية وحول العظمة السفلية.
في البداية، يكون الألم خفيفًا ويحدث فقط أثناء النشاط الشديد، ولكن مع مرور الوقت يزداد الألم ويزعج المريض أحيانًا حتى في حالة الراحة. قد ترافق الانتفاخ في وقت لاحق مع الألم، مما يعوق الأنشطة الطبيعية للمريض. عادةً ما يلجأ المرضى إلى البحث عن العلاج الطبي عندما يصبح الألم حادًا (تقييمه 5 من أصل 10 على مقياس الألم).
عادةً ما لا يقيد المرض حركة الركبة، لكن يحدث الألم في موقع تثبيت الرضفية أثناء الانحناء. إذا كانت عضلة الفخذ مشدودة ومقصوصة، فقد لا تنحني الركبة بشكل كامل، مما يسبب الشعور بالألم على السطح الأمامي للفخذ.
تزداد الأعراض سوءًا أثناء الأنشطة الرياضية التي تنطوي على القفز أو التوجهات على الركبتين. يزداد الألم أثناء المشي، وثني ومباشرة الساقين، أو صعود السلالم، ولكن قد يخف في حالة الراحة. يعود المرض عادةً إلى الشفاء بشكل ذاتي بعد سن 16، عندما تغلق الصفائح النموية.
تصنيف ومراحل مرض أوسجود-شلاتر
في مرض أوسجود-شلاتر، هناك 3 أنواع من كسور الانزلاق:
- النوع الأول: الشظية مزاحة قليلاً. يشعر المريض بألم معتدل (3-4 من 10 على مقياس الألم) أثناء الأنشطة الرياضية. لا يتطلب الجراحة؛ العلاج التقليدي كافٍ، مثل تجنب ثني الركبة، وتناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) لتخفيف الألم، وتقليل النشاط البدني، وضبط النظام الغذائي، وزيادة تناول فيتامين D.
- النوع الثاني: انزلاق صغير في منطقة نتوء العظمة السفلية. يشكو المريض من ألم معتدل (5-6 نقاط) أثناء الأنشطة الرياضية والألعاب النشطة، ويستمر الألم حتى بعد النشاط. إذا لم توفر مضادات الالتهاب غير الستيرويدية الراحة، قد تكون الجراحة ضرورية.
- النوع الثالث: انزلاق نتوء عظمة العظمة السفلية. في هذه الحالة، يكون العلاج التقليدي غير فعال، لذا يتطلب الأمر جراحة. يشعر المريض بألم معتدل (5-6 نقاط) مع جهد أدنى، مثل المشي لمدة 15 دقيقة أو الألعاب النشطة. قد يكون المريض قادرًا على تحمل الوزن على الساق، ولكن الألم يستمر حتى بعد تناول مسكنات الألم. لا توجد إصابات أو حموم شديدة في موقع تثبيت رضفية الركبة.

يتميز المرض بثلاث مراحل شدة:
- المرحلة الحادة: تصبح حواف الرضفية غير واضحة بسبب تورم الأنسجة اللينة. بعد 3-4 أشهر، تتغير شكل النتوء، وتبدأ المناطق النخرية في الامتصاص.
- المرحلة النصف حادة: يتحسن الورم في الأنسجة اللينة، لكن التغيرات في النتوء تبقى.
- المرحلة المزمنة: قد يتحد الشظية العظمية مع الجزء الطبيعي من النتوء.
مضاعفات مرض أوسجود-شلاتر
تتضمن المضاعفات لمرض أوسجود-شلاتر تكرار ثني مفصل الركبة قد يؤدي إلى تكون كتلة صلبة قابلة للملمس في منطقة نتوء العظمة السفلية. بالإضافة إلى البروز، قد لا يشعر المريض بأي عدم راحة أخرى.
يؤدي مرض أوسجود-شلاتر إلى إعادة تشكيل النتوء، وعدم استقرار مفصل الركبة، وتوتر في الأنسجة اللينة للساق، مما يؤدي إلى آلام الركبة في سن البلوغ.
إذا لم يتم بدء العلاج للمرحلة الحادة بسرعة، قد يتم فصل جزء من العظم. يرافق كسر الانزلاق ألمًا حادًا في مفصل الركبة، وتورمًا، وجلطة.
تشخيص مرض أوسجود-شلاتر
يعتمد التشخيص في المقام الأول على العرض السريري، والفحص البدني، والأشعة السينية باتجاهين، تليها طرق تشخيص إضافية.
استجواب المريض والفحص
يمكن للطبيب الشك في مرض أوسجود-شلاتر إذا اشتكى المريض من ألم في الركبة أثناء المشي والأنشطة الرياضية. يسأل الطبيب عن:
- عمر المريض.
- بداية الألم.
- استخدام مسكنات الألم من قبل المريض.
- تكرار ونوع الأنشطة الرياضية.
- تاريخ الإصابات في السنة الماضية.
خلال الفحص، يولي الطبيب اهتمامًا للورم والحساسية حول نتوء العظمة السفلية. يشعر المريض بألم في الركبة عند تمديد الركبة ضد المقاومة وتوتر عضلة الرباعية أو عند الانحناء بركبة مرنة بالكامل.

عادة ما يكون رفع الساق المستقيم بدون ألم. إذا حدث ألم في وتر الرضفة بدلاً من البروز العظمي، فهو يشير إلى التهاب وتر الرضفة (الركبة القافزة).
يُجرى اختبار إيلي بمريض مستلق على بطنه. في هذا الموقف، يؤدي ثني الركبة أيضًا إلى ثني مفصل الورك. في الشخص السليم، لا يسبب هذا الحركة أي توتر، ولكن في المريض المصاب بمرض أوسجود-شلاتر، هناك ألم في عضلات الفخذ الأمامية.
خلال الفحص، يلاحظ الطبيب أيضًا اختصار أوتار تحت الرضفة وتوتر عضلة الرباعية، ويقيم نطاق حركة الورك للتأكد من عدم ارتباط آلام الركبة بأي مرض آخر (مثل انزلاق رأس الفخذ، مرض ليغ-كالفي-برثس).
التشخيص الآلي
الطريقة الرئيسية للتشخيص الآلي هي الأشعة السينية لمفاصل الركبة باتجاهين، والتي تسمح بتصوير التغييرات الهيكلية في النتوء.
يمكن رؤية التجزيؤ مع فصل جزء من العظم بوضوح على الأشعة الجانبية.


الطرق التشخيصية الإضافية تشمل:
- السونار لمفصل الركبة: يقدم معلومات شاملة حول حالة وتضرر وتأثير الأنسجة اللينة المحيطة بالرضفة. السونار مناسب أيضًا للمراقبة الدورية للمرض. في بعض الأحيان، يُجرى السونار قبل الأشعة السينية، ولكنه أقل توضيحًا.
- الأشعة المقطعية متعددة الشرائح (MSCT): الأشعة السينية الشرائحية لهياكل العظام. يصف حالة النتوء. على الصور، يقيم الطبيب حالة العظم للرضفية والجزء العلوي من العظم السفلي. يمكن عمل صورة ثلاثية الأبعاد للعظم. تُجرى الأشعة المقطعية متعددة الشرائح إذا كانت هناك شكوك حول تجزيء النتوء أو فصل جزء من العظم.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): الطريقة الوحيدة لتشخيص حالة الأنسجة اللينة لمفصل الركبة: العضلات والأوتار والأربطة. يقيم الطبيب حالة النتوء وتورم وتضرر وتلف الرضفة، ووجود أو عدم وجود سائل حر في مجوف مفصل الركبة. يتم وصف الرنين المغناطيسي لتورم مفصل الركبة والألم في الراحة. تسمح هذه الطريقة باستبعاد الإصابات الداخلية لمفصل الركبة (تلف في الأربطة المتقاطعة، الرضفة، الأربطة الجانبية لمفصل الركبة، وتغييرات في جسم هوفا).
تشخيص متباين(التفريقي)
يتم التمييز بين مرض أوسجود-شلاتر و:
- الأورام العظمية: يحدث الألم ليلاً ونادراً في منطقة نتوء العظمة السفلية، ولا يرتبط بالنشاط.
- التهاب وتر الرضفة: يتميز بألم ممل في منطقة وتر الرضفة، وعادة ما يحدث في المساء.
- التهاب العظم النقيلي في العظمة السفلية: يزداد الحمى، ويحدث ألم ليلاً غير مرتبط بالنشاط.
- مرض بيرثيس: يشعر المريض بألم في كامل الساق، ولكن الأشعة السينية لا تظهر أي تغيرات. تظهر تغيرات في رؤوس عظمة الفخذ على الأشعة السينية للحوض.
- إصابة الطية السائلية: يتورم مفصل الركبة ولا ينحني بشكل كامل، ويصاحبه ألم ممل غير مرتبط بالنشاط.
- التهاب المعدة العظمية: تزداد الحمى، ويصبح مفصل الركبة أحمر، ويستمر الألم طوال اليوم حتى بدون نشاط.
علاج مرض أوسجود-شلاتر
ينحل مرض أوسجود-شلاتر تلقائياً مع نضج الهيكل العظمي. يتم وصف العلاج التقليدي لتخفيف الألم، والذي يساعد تقريباً 90% من المرضى. في حالات أخرى، يتم إجراء عملية جراحية.
العلاج التقليدي
ينصح المرضى بما يلي:
- تجنب الأنشطة البدنية.
- أداء تمارين تمدد خاصة لعضلات الفخذ الأمامية.
- استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) أو تطبيق الثلج لمدة 5-7 دقائق في حالة الورم والألم الحاد (يجب لف الثلج في منشفة وتطبيقه على المنطقة المؤلمة).
- الخضوع لعلاج الموجات الصدمية في حالة استمرار الألم وعدم وجود تجزيء عظمي على الأشعة السينية.
- تجنب الجلوس العميق والركوع حتى تختفي أعراض المرض.
- مواصلة الأنشطة الرياضية إذا كان الألم محتملاً ويختفي في غضون يوم واحد بعد التدريب.
إذا لم تكن جميع طرق إدارة الألم المذكورة أعلاه فعالة، يُوصى بإجراء جراحة.
العلاج الجراحي
تشمل الإجراءات الجراحية التقنيات المفتوحة والمنظارية.
مزايا المنظار على الجراحة المفتوحة:
- مخاطرة أدنى لتلف وتر الرضفة.
- تعافي أسرع.
- غياب نسيج الندبة على النتوء، الذي سيسبب الألم عندما يتعرض الضغط إلى الركبة.
- لا يوجد ندبات.
أثناء عملية المنظار، يقوم الطبيب بعمل نقطة في الجلد مع تمديد الركبة ويزيل أجزاء العظم من الأنسجة اللينة.
خلال فترة الانتعاش، يُوصى بالخضوع للعلاج الطبيعي وممارسة التمارين العلاجية، بعد ذلك يمكن للمرضى العودة إلى نظام تدريب كامل.
تُجرى الجراحة المفتوحة لإصابات المفصل الركبي الأخرى أو في حالة العوارض القيحية بعد عملية المنظار.