نقص فيتامين A

حول المرض:

يمكن أن يصاحب نقص فيتامين A اضطرابات كيميائية مختلفة، حيث تكون شبكية العين وخلايا الجلد حساسة بشكل خاص. فيتامين A يشير إلى مجموعة من المواد ذات الهياكل الكيميائية المماثلة، بما في ذلك الريتينول والريتينويدات الأخرى، التي تظهر تأثيرات حيوية مماثلة.

يعتبر نقص فيتامين A مشكلة عالمية، حيث يكون الأطفال والنساء الحوامل والمرضى الذين يعانون بشكل متكرر من الأمراض المعدية والعمليات الالتهابية عرضة بشكل خاص للخطر. تم تأكيد الدور الفسيولوجي لفيتامين A في توفير الرؤية في ظروف الإضاءة المنخفضة في النصف الأول من القرن العشرين. تم العثور على أن الريتينول و”أقرباءه” يساعدون في تخليق الصبغيات البصرية.

ومع ذلك، لا يقتصر دور الريتينول على التكيف مع الظلام للعينين. يعتبر هذا الفيتامين ضروريًا لجميع خلايا الجسم، بما في ذلك خلايا الجلد. أظهرت الأبحاث أن مستويات منخفضة من الريتينول وأنالوجاته غالبًا ما ترتبط بسرطان القولون والمستقيم، وجفاف العين، ومرض كرون، وعواقب سلبية أخرى. يمكن أن يؤدي نقص فيتامين A لدى النساء إلى اضطرابات في الدورة الشهرية وتفريغ عنق الرحم، حيث يتم تغطية جزء المهبل من عنق الرحم بطبقة واحدة من الظهارة الأسطوانية، التي تمتلك إمكانيات وقائية أقل. كما أن فيتامين A ضروري أيضًا لنضوج الأنسجة الطبيعي للرئتين.

أنواع المرض:

من الناحية العللية، يمكن تمييز نوعين من فقر فيتامين A:

  • النوع الأول – يرتبط بنقص التغذية؛
  • النوع الثاني – يتطور على خلفية الأمراض المصاحبة، بما في ذلك الالتهابات.
    من حيث التطور السريري، يتم تمييز ثلاث مراحل من نقص فيتامين A في الجسم:
  • المرحلة الأولى – لا توجد علامات سريرية، يتم اكتشاف النقص فقط بواسطة الطرق المخبرية؛
  • المرحلة الثانية – تظهر الأعراض التي تؤثر على العينين والجلد، ويُلاحظ انخفاض طفيف في النشاط المناعي (يتم إجراء العلاج باستخدام الأدوية التي تُعطى عن طريق الفم)؛
  • المرحلة الثالثة – تحدث اضطرابات شديدة، بما في ذلك عجز الأعضاء (يُعطى الأدوية العلاجية عن طريق الحقن).

أعراض نقص فيتامين A:

أول أعراض نقص فيتامين A هو اضطراب الرؤية ليلاً، حيث تنخفض حدة الرؤية بشكل حاد في ظروف الإضاءة السيئة. يؤثر الريتينول غير الكافي في أجسام البالغين والأطفال سلبًا على حالة الخلايا الظهارية، التي تعتبر الخلايا الرئيسية للجلد والأغشية المخاطية. يترافق ذلك مع عمليات التالية:

  • فرط التقرن البصيلي – زيادة تقرن بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى ظهور “البثور”;
  • تقرحات التآكل في الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي؛
  • عمليات التهابية تؤثر على الشعب الهوائية والمثانة والمجرى البولي.

يُظهر الضرر الناتج عن نفاد مخزون فيتامين A في الجسم على النحو التالي:

  • جفاف وتقشر الجلد؛
  • خشونة البشرة (نتيجة الضرر البصيلي)؛
  • هشاشة الأظافر وفقدان لمعانها الطبيعي؛
  • جفاف الملتحمة العينية (تساقط الظهارة يسد قنوات الدمع) – مع مرور الوقت، يحل مرض جفاف العين محل قرحة القرنية؛
  • فقدان شفافية القرنية نتيجة للعدوى الثانوية.

أسباب نقص فيتامين A:

يتمثل فيتامين A في مجموعة من المواد التي تذوب بشكل جيد في الدهون وتذوب بشكل سيء في الماء، مع أداء وظائف مماثلة. يشمل الأعضاء الرئيسيين في هذه الفئة الريتينول والريتينال وحمض الريتينويك. تحتوي المنتجات الغذائية على فيتامينات نشطة وبروفورماتها. يعتبر بروفيتامين β-كاروتين الأكثر أهمية، حيث يؤدي استقلابه في الجسم إلى تكوين جزيئين من الريتينول. تتفكك الاسترات الريتينولية في الأمعاء الدقيقة، مما يفرز الريتينول. تحتوي المنتجات النباتية على الكاروتينات. ومع ذلك، فإن قدرتها على الاستيعاب الحيوي، مقارنة بمصادر الحيوان، منخفضة – يتم امتصاص فقط 1/6. لذلك، من المهم استهلاك الأطعمة النباتية والحيوانية لتلبية احتياجات الجسم من فيتامين A.

يمكن أن تشمل أسباب نقص فيتامين A الرئيسية:

  • الحصول الغير كافي على الفيتامين من المنتجات الغذائية؛
  • أمراض الجهاز الهضمي التي تعرقل امتصاص الفيتامين؛
  • العمليات الجراحية السابقة على الجهاز الهضمي؛
  • الاحتياجات المتزايدة أثناء الإصابة بالعدوى، والحمل، وفترات نمو الطفل بنشاط.
  • الاضطرابات الناتجة عن الإصابة بأمراض مزمنة مثل السرطان وأمراض التهابية مزمنة أخرى.
  • الأنظمة الغذائية الفقيرة أو غير المتوازنة التي قد لا تحتوي على مصادر كافية من فيتامين A.
  • الظروف البيئية التي تؤثر على توافر أو تناول فيتامين A، مثل الجفاف ونقص الغذاء في المناطق المحرومة.
  • الأمراض المصاحبة للتقليل من امتصاص فيتامين A في الجهاز الهضمي، مثل الأمراض الكبدية والأمراض الكلوية.
  • الاستهلاك الزائد للكحول، والذي قد يؤدي إلى تقليل امتصاص الفيتامينات الدهنية، بما في ذلك فيتامين A.

تشخيص المرض:

في حالة وجود علامات سريرية مشتبه بها لنقص فيتامين A، يُظهر الفحص الاتباع العلاجي للتشخيص التالي:

  • تقييم مستوى الريتينول في الدم؛
  • قياس تركيز بروتين الربط بالريتينول؛
  • التخطيط الكهربائي للشبكية – تقييم النشاط الكهربائي للغشاء الشبكي؛
  • فحص العين بواسطة الميكروسكوب – فحص قاع العين؛
  • تحديد حدة الرؤية؛
  • تقييم التكيف الظلامي للعيون؛
  • إجراء أشعة السينية على الجهاز الهضمي بواسطة الإشعاع المقاوم.

علاج نقص فيتامين A:

يتم علاج نقص فيتامين A باستخدام أدوية فيتامينية مناسبة، والتي قد تتوفر في شكل مقاطع للبلع أو للحقن.


العلاج التقليدي:
وفقًا للتوصيات السريرية، في حالة نقص فيتامين A المُثبَت بالفعل، لا يكون استعادة مخزونه في الجسم من خلال المنتجات الغذائية وحدها فعالًا. يتطلب الأمر استخدام أدوية تحتوي على الريتينول وأنالوجها. كما يمكن استخدام الريتينول موضعيًا (مرهم، محلول زيتي) لعلاج الحالات التي تعاني من التهابات الجلد والحالات المرتبطة بالجفاف والشفاء البطيء (التهاب الجلد التأتبي، التهاب الجلد الأتوبي بدون تفاقم، التهاب الشفاه، التشققات). كما تستخدم الأشكال الموضعية للريتينول أيضًا لتنشيط عمليات التجدد في حالات متنوعة من الأمراض الجلدية.

العلاج الجراحي:
قد يكون الجراحة مُظهرًا فقط في بعض الاضطرابات الهضمية المصاحبة لاضطرابات الامتصاص، والتي تتطلب تدخلًا جراحيًا فقط لتصحيحها لمنع تكرار نقص الفيتامين.

الوقاية من نقص فيتامين A:
تشمل الوقاية من نقص فيتامين A التغذية المتوازنة مع استهلاك كميات كافية من الخضروات والفواكه البرتقالية، بالإضافة إلى الزبدة والبيض والبذور وغيرها من المواد الغذائية الغنية بهذا العنصر.
التأهيل والعلاج اللاحق:
بعد انتهاء العلاج الرئيسي، يُوصى بإجراء علاج داعم لاستعادة مخزون الريتينول في الجسم والحفاظ على حالة التغذية الجيدة.

وبهذا، يمكن أن يكون فهم نقص فيتامين A وعلاجه، بما في ذلك التشخيص والأسباب والوقاية والعلاج، أمرًا مهمًا للحفاظ على صحة العيون والبشرة ووظائف الجسم بشكل عام.